السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أربعة ريشة وهلال "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحمد الله كثيرًا على ردود الفعل الإيجابية حول سلسلة مقالات «أربعة ريشة وهلال»، حيث تلقيت عقب مقالي السابق عن جملة «صلوا على النبي» التي نطقت بها بعفوية شديدة داخل الكاتدرائية كمًا كبيرًا من المكالمات، وطلبت إحدى الفضائيات التسجيل معي عن هذا المقال، وأيضاً تواصل معي أحد الناشرين لنشر هذه السلسلة في كتاب، بالإضافة إلى صديق ثالث طلب مني نسجها في حلقات تليفزيونية.
ومع هذا النجاح الذي أسعدني كثيراً أتذكر ما حدث لي أيام خطواتي الأولى في مجال الصحافة وإعداد البرامج، فعقب النجاح الكبير الذي حققه الفنان عمرو رمزي من خلال برنامج "حيلهم بينهم" الذي شاركت في إعداد الجزء الأول منه، تحولت علاقتي به من العلاقة بين مذيع ومعد إلى علاقة صداقة قوية، بما أتاح لنا فرصة العمل معًا في أكثر من برنامج فيما بعد، لكن تبقى تجربة برنامج «إيه الأخبار» الذي كان يعرض على إحدى القنوات الفضائية هي الأكثر ثراء بالنسبة لعلاقة الصداقة القوية التي تجمعنا، وذلك من حيث كم المواقف الكوميدية التي كان رمزي طرفاً بها أو بمعنى أدق المحرك الرئيسي لها.
بدأت حكاية هذا البرنامج حينما تم ترشيحي لإعداد هذا البرنامج ، وفوجئت وقتها أن عمرو لن يقدمه كمذيع ولكنه سيكون مخرجاً للبرنامج، فيما أسندت مهمة تقديم البرنامج للفنان والمذيع الراحل عمرو سمير، وبعد مرور الوقت اكتشف رمزي أنني مسيحي، فبدأ ينسج خيوطاً لمواقف عديدة مع بقية العاملين بالقناة مستخدماً فيها اسمي لإيحاء هؤلاء الزملاء بأنني مسلم، وبالفعل وقع عدد كبير منهم فريسة سهلة في أيدي عمرو ولم يكتشفوا الأمر الأ بعد فترة طويلة.
ولعل أبرز تلك المواقف الكوميدية هو ما حدث مع أحد المونتيرين المسيحيين بالقناة، حيث قدمني عمرو له على أنني «حفيد حسن البنا» ، وبدأ عمرو يوهمه بأنني بالرغم من انتمائي للجماعة المحظورة إلا أنني أحب الأقباط كثيراً حتى أنني أقوم بزياراتهم في الأعياد والمناسبات، ولا أتناول اللحوم والأطعمة التي لا يتناولها الأقباط أيام الصيام لمشاركتهم معنوياً، وبعد نسج خيوط الشبكة من قبل عمرو، وسط ذهول كبير من قبل زميلنا المونتير، بدأت أنا الآخر في التأكيد على تلك المعلومات، ووصل بي الأمر إلى أنني طلبت من المونتير ضرورة أن يشارك زملاءه وجيرانه من المسلمين صيام شهر رمضان، واستعنت بمجموعة من آيات من الإنجيل التي تؤكد على التسامح ومشاركة الآخر في أفراحه وأحزانه، وقلت له متحدثاً باللغة العربية الفصحى: كيف لي أنا أشاركك في كل شيء من حفظ آيات الإنجيل وصيام الميلاد وأنت فقط تنظر لي باندهاش؟ إلا أنه لم يتفوه بكلمة وتحول اندهاشه بمرور الوقت إلى شيء من القلق، وحاول أكثر من مرة إنهاء الحديث ولكن دون جدوى، وشجعني الثبات الانفعالي الذي اتسم به عمرو كعادته على التمادي فيما أفعله.
وأشرت لعمرو ضرورة الاتصال بصديق ثالث لنا يدعى «جورج» ليكون شاهداً عما نؤكده للمونتير من مواقف أقوم بفعلها، وبالفعل جاء جورج الذي يعرف حقيقتي جيداً، وقال إنني بالفعل حضرت معه قداس العيد ليس بهدف تقديم التهنئة للأقباط ولكن بهدف الصلاة، لينهي عمرو الموقف موجهاً كلامه للمونتير: «وبتقولوا على نفسكم أقلية إزاي؟ أنت وجورج وعزت البنا أربعة ريشة وأنا وحدي هلال وسطيكم».