الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حتمية المشاركة الكثيفة في انتخابات الرئاسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمناسبة إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمنى للانتخابات الرئاسية والمزمع عقدها فى النصف الثانى من شهر مارس القادم وفى ضوء المعطيات الكثيرة الدائرة فى الساحة السياسية المصرية وما نلاحظه من ردود الفعل الشعبية نجد أنه من الضرورى المشاركة الجماهيرية الكثيفة فى تلك الانتخابات حيث إنه لا بديل أمام المصريين إلا أن يوصلوا رسالة للعالم أجمع واضحة جلية بأن ما بدأه هذا الشعب فى ثورة ٣٠ يونيو لا بد أن يكتمل وأن هناك إصرارا على ذلك.
جميعنا يعلم ويتذكر الوضع الذى كانت عليه البلاد قبل تلك الثورة العظيمة وكيف كان قيامها إنقاذا من مصير مظلم كان ينتظرها، نعلم كيف كانت كل القوى الدولية والإقليمية تعتبر ما جرى انقلابا عسكريا؟ وكيف حاربوها إعلاميا واقتصاديا؟ كيف دعموا الإرهابيين بالمال والسلاح فى كافة أرجاء مصر وبالأخص فى سيناء؟
كل مصرى نزل إلى الشارع يوم ٣٠ يونيو يعلم تمام العلم أن القوات المسلحة ساندت هذه الثورة دفاعا عن الشعب ومقدراته وحماية لقراره وإرادته بعد عام حالك السواد حكم فيه نظام الإخوان الوطن الغالى. من غير المنطقى بعد أن واجهنا كل الضغوط الدولية والتضييق الاقتصادى بكل أشكاله وتحملنا وما زلنا نتحمل فاتورة مواجهة الإرهاب وصمدنا أمام فقد أبنائنا فى سيناء وفى المساجد وفى الكنائس وتحملنا بكل صبر مشقة الإصلاحات الاقتصادية المتتالية ألا نجنى ثمار كل هذا.
نزولنا للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية ليس مجرد مشاركة فى انتخابات دورية بل هو استكمال لما بدأناه يوم ٣٠ يونيو، فحينما نزلت أعداد غفيرة من المصريين تجاوزت الثلاثة والثلاثين مليون مواطن فى الانتخابات الرئاسية الماضية وحصول الرئيس السيسى على تأييد حوالى ثلاثين مليونا كانت رسالة قوية مدوية للعالم أجمع بأن هذا الرجل يقف وراءه حائط صد منيع يسانده فى أى قرار سيتخذه مما كان له أكبر الأثر فى تخطى المرحلة الصعبة وفى تغيير نظرة العالم للثورة بعد أن كانوا يرونها انقلابا، كانت رسالة مدوية للقوى الغربية مفادها بأن الاستمرار فى الصدام مع الدولة المصرية لن يعود عليهم بأى فائدة وأنه لا سبيل إلا مد يد التعاون حتى لو كانوا يضمرون غير ذلك.
غير مطلوب إطلاقا الاطمئنان بأن الأمور مستقرة وأن الانتخابات محسومة أو أن الأوضاع آمنة، وأن المشاركة أو عدمها لن تغير من الأمر شيئا، فالمشاركة كما قلت ضرورية وحتمية، وكلمة المواطن هى التى ستحدد مصير هذا البلد ليس فقط خلال السنوات الأربع المقبلة، لكنها ستحدد مصير بلادنا لعقود قادمة، ينبغى على كل القوى التى تحارب مصر أن تعرف أن الشعب الذى خرج فى مواجهة كبرى يوم ٣٠ يونيو مع تنظيم دولى مسلح كان يدرك الثمن الذى سيدفعه لهذا الموقف التاريخى، وكان على اطلاع بالفاتورة الكبيرة التى تحقق لمصر استقرارها الاقتصادى حتى لا تبقى رهينة للقوى الدولية، أو تحت رحمة من يدفع المعونات ويقدم التبرعات والهبات أو يفاوضنا على أرضنا الغالية فى سيناء. المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تقل أهمية عن المشاركة فى ثورة يونيو، أو فى ٣ يوليو أو فى الانتخابات الماضية التى جاءت بالرئيس السيسى بأغلبية شعبية كاسحة، نحتاج إلى الجماهير فى الشارع هذه الجولة أيضا، ونحتاج إلى رسالة وطنية تؤكد أن القرار للشعب، وأن الخطة التى سرنا عليها هى للناس، وأن مواجهة الإرهاب ومجابهة الأزمة الاقتصادية وتحملها هى اختيار أمة وليس اختيار فرد أو حكومة أو نظام، الاختيار كان للناس بأن تنتهى معاناة مصر إلى الأبد، والخطة كانت تحت رعاية الجماهير التى لم تشأ لبلادها أن تكون تحت رحمة قوى الشر من جديد. 
ينبغى علينا أن نعلن أمام العالم أن مصر لن تنكسر ولن تركع ولن تتردد فى مواصلة طريق الاستقلال الوطنى حتى نهايته، بمشيئة الله مسلحين بروح ٣٠ يونيو رافعين شعار «تحيا مصر»
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها