الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من "ريان الصعيد" إلى "مستريح المرج".. مسلسل "نصب توظيف الأموال" لا ينتهي.. وخبير اقتصادي: الجهل والطمع وراء انتشار الظاهرة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم انتشار تلك الظاهرة منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أن المصريين لم يتعلموا الدرس بعد، وما زال مئات "المستريحين" يجمعون ملايين الجنيهات من المواطنين بعد إيهامهم بتوظيفها، لرغبتهم في تحقيق حلم الثراء السريع.
ظهر مصطلح "مستريح" بواقعة نصب شهيرة وقعت خلال عام 2015، عقب قنبلة الصعيد أحمد المستريح الذي لقب بـ "ريان الصعيد" على خلفيه استيلائه على ملياري جنيه بعد أن أوهم نحو 200 مواطن هناك بالدخول في مشروعات وهمية بمقابل مادي تحت حجة الحصول على أرباح ثابتة خرافية وهو ما جعل المودعين يتجهون للتعامل معه ولكن تحولت الإيداعات إلى شبح واختفت الأموال.
وتوالت الوقائع عقب مستريح الصعيد مستريح الدقهلية الذي نصب على أهالي قرية بطره التابعة لقرية طلخا بمحافظة الدقهلية في 40 مليون جنيه فثاروا على ما حدث وسادت حالة من الغضب داخل أرجاء القرية محاولين إيصال القضية للرأي العام كما حدث مع قضية ريان الصعيد.
الأجهزة الأمنية بالقاهرة تمكنت من القبض على مستريح جديد استولى على 11 مليون جنيه من 35 مواطنًا، بمنطقة السلام والمرج، بحجة تشغيلها في المشغولات الذهبية وإعطائهم أرباحا من عائدها بعد أن أوهمهم بإعطائهم عائدًا شهريًا من تلك الأموال لكنه هرب قبل سداد القسط الأخير، برفقة والده وشقيقه.
وزاد الأمر عقب هذا ليتوالى ظهور عشرات المستريحين في مختلف المحافظات والتي استولى خلالها "المستريحين" على ملايين الجنيهات فنجد الغردقة ينصب على المواطنين في 18 مليون جنيه بعدما نصب على المواطنين في شركة توظيف أموال لتصدير الرمان للخارج وتأجير السيارات والدراجات للسائحين ليكتشف المواطنون المتضروين أنهم وقعوا في فخ المستريح.
ونجد مستريح بورسعيد صاحب عبارة "ملكوش حاجة عندي" والذي نصب على 235 مواطنًا بمبلغ وصل إلى 85 مليون جنيه بعدما قام بعمل عقود تفيد بتملك المنتفعين لوحدات سكنية وهو ما أخل به ولم يقم بالوفاء بما جاء في العقود بعد أن تحصل على هذا المبلغ الضخم.
ونجد مستريح آخر يستولي على أموال الكثير من أهالي دمياط تقدر بـ45 مليون جنيه بدمياط ولسنا ببعيد عن مستريح الموظفين في القاهرة الذي نصب على ما يناهز 2000 مواطن ونجح في الحصول على ما يصل إلى مليار جنيه من خلال إنشائه العديد من الشركات الخاصة بتوظيف الأموال من المواطنين والتي ادعى أنه سيكون هناك عائد مادي كبير منها وهو ما كان يطبقه في البداية ليحصل على ثقة ويجذب أكبر قدر من المواطنين من خلال سمعته لكن حينما كان يطالبه ضحاياه بالأموال المخصصة لهم ماطل ثم هرب.
وظهر مستريح جديد في المهندسين استولى على 300 مليون جنيه من المواطنين بحجة توظيفها فى شراء شقق سكنية وتبين أنه مقاول هارب وعليه أحكام بالحبس 210 أعوام.
وفي القاهرة سقط مستريح جديد استولى على 300 مليون جنيه من المواطنين لاستثمارها في مجال العقارات والإنتاج الداجنة أثناء اختبائه بمنطقة المعادي حيث قام بإدارة شركة بدون ترخيص من هيئة الرقابة المالية وهيئة الاستثمار وتحصيل مبالغ مالية كبيرة من المواطنين بلغت حوالي 300 مليون جنيه بدعوى استثمارها في مجال العقارات والإنتاج الداجني مقابل أرباح شهرية ولكنه لم ينفذ المتفق عليه وتهرب من دفع المبلغ.
ويقول الدكتور رشاد عبده، خبير الاقتصاد الدولي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن الجهل والثقة الزائدة وراء ما يقع للمواطنين من نصب حيث إن المستريح عبارة عن شخص يستغل الجهل الخاص بالشخص ويوهمه بتحقيق الكثير من الأموال مقابل إيداع مبلغ مادي لديه، وهو ما يجعل المواطن "يجري" وراء العائد المادي الوهمي الذي يحدده له المستريح.
وأضاف عبده أن الجشع والرغبة في ربح أموال بسرعة هو سبب ابتعاد المواطنين الضحايا عن البنوك والاتجاه للحصول على لدافع الذي يجعل الضحايا يبتعدون عن البنوك "الأكثر أمانًا ويتجهون إلى تلك الشركات النصابة، التي أصبحت منتشرة بصورة كبيرة وهو الأمر الذي يحتاج إلى وجود رقابة ووعي مجتمعي.