الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"بناطيل" الشباب تقاطيع وخرام على طريقة مهرجانات "أوكا" مَزْقة فوق.. ومَزْقة تحت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى 2016 بدأت الظاهرة وتجددت فى العام الجديد بسخونة.. شباب: نوع من التنفيس.. و«تويتر»: تُمزق الحياء.. واجتماعيون: شعور بالفراغ وعدم القيمة ونوع من النقص
كده بجد أوووفر، شباب وفتيات قرروا الانفتاح على الغرب فى اللبس والتقليد الأعمى، فى كتاب البناطيل المقطعة، الصفحة رقم ٦ استفزاز، هتقرأ وهتطالع ميت نوع وميت طريقة تحت عنوان الموضة لبناطيل العام الجديد ٢٠١٨، هناك موضة لبنطلون مقطع من فوق الركبة، وآخر من تحت الركبة، وثالث من الخلف، ورابع أشبه بنصف البنطلون لكم الخرام والتمزق الذى يطول معظمه تحت وفوق، وفوق وتحت وعلى اليمن واليسار ومن كل الاتجاهات والجهات. 
على كلٍ، حاجة تجنن، البناطيل تحولت إلى مهرجانات على الشباب والفتيات فى الشوارع أشكال من التقطيع وأنواع مختلفة «الممزقة والمخرمة والصارخة الشبيه بأغانى أوكا.. مَزْقة فوق.. ومَزْقة تحت»، بدون رقيب. 
قبل أشهر قليلة قامت الدنيا فى الجامعات ضد هذا النوع من بناطيل الموضة المستفزة، وخرجت القرارات والفرمانات والاحتجاجات والاستنكارات التى تصب فى منع ارتداء هذا المدعو بـ«البنطلون المتقطع»، ثم هدأت الدنيا وعادت الظاهرة إلى حيث ما كانت وزادت فى الصفوف الشبابية مع سخونة من الأمر بهدف الإثارة من جانب الفتيات اللاتى يقبلن على هذا النوع من البناطيل الصارخة. 
الواقع أن ظاهرة الموضة المستفزة تلك تُجدد نفسها باستمرار، فى خمسينيات القرن الماضى ارتدت الفتيات الفساتين المنفوشة التى احتلت قمة الموضة فى مصر، وظهر ذلك واضحًا فى الأفلام القديمة فى تلك الفترة، ثم ظهر استايل «التيير» وهو عبارة عن جيبة قصيرة وجاكيت مع حذاء بكعب وكان المفضل لدى الفتيات داخل الحرم الجامعي.
ثم اختلفت خطوط الموضة فى سبعينيات القرن الماضي، لترتدى الفتيات المينى جيب القصيرة والفساتين القصيرة فوق الركبة، ورغم أن الفتيات كان يرتدين المينى جيب فى الجامعة، إلا أن التحرش لم يكن له وجود، نظرًا لاختلاف الثقافة والتربية والمبادئ بين هذا العصر وعصرنا هذا الذى أصبح البنطلون الضيق فيه يسبب أزمة داخل الحرم الجامعي.
فى المقابل ارتدى الشباب البنطلون القماش الشارلستون الواسع من الأسفل، مع القمصان المشجرة، وكانت البدلة أيضًا بنفس استايل البنطلون، فلم يكن يعرف الشباب حينها سوى القميص والبنطلون فى الجامعة، أما الآن فأصبح الطلبة يرتدون التى شيرت والشورت والبناطيل الضيقة.
اللافت أن البنطلون الشارلستون لم يكن للرجال فقط، بل ارتدته الفتيات أيضًا فى الجامعة، مع حذاء بكعب وبلوزة مشجرة التى كانت أحدث صيحات الموضة، بالإضافة إلى الحقائب الصغيرة ذات الذراع الطويل.
ومع مرور الأيام، اختلفت طبيعة الملابس التى يرتديها الطلبة داخل الحرم الجامعى حتى وصلت بنا خطوط الموضة والأزياء إلى البنطلون الفيزون والسكينى وآخرها البنطلون «المقطع» ومن هنا بدأت المعاكسات والتحرش اللفظى فى أروقة الجامعة رغم أن الطالبات لا يرتدين ملابس قصيرة أو مفتوحة كما كانت ترتدى الفتيات قديمًا، إلا أنهن يتعرضن أيضًا للتحرش. 


الغالبية فى البيت، فى الشارع، وعلى «تويتر» أيضا، يرفضون الظاهرة، وهذه تغريدة تقول: «سبحان الله صاروا يلبسون الملابس المشققة كأنهم مشردون بس أتوقع اللى معه عقل مستحيل يشترى التخلف ده».
وقالت تغريدة أخرى: «سخافة ظاهرة الجنز المقطع، من يلبس مثل تلك الملابس لم يجربوا يومًا لبس الثياب البالية الممزقة والمرقعة». 
وقالت تغريدة ثالثة: «يحاولون تمزيق الحيا والستر ونشر العادات والأفكار السيئة».
وقالت تغريدة رابعة: «موضة الملابس الممزقة ستجد عقول ممزقة…! يقول المثل: كل ساقط له لاقط..!». 
الدكتورة مها الراوى أستاذ علم اجتماع فى رأيها أن الظاهرة دليل على فراغ هؤلاء الشباب وعدم إحساسهم بالقيمة والكيان، حيث يلهث كل منهم وراء «تقليعة» معينة أو موضة من أجل إحساسه بالاختلاف والتميز عمن حوله ولفت أنظارهم. 
وأشارت إلى أن اندفاع الشباب وراء هذه السطحيات يعد نقصا دائما وشعورا داخليا لديهم بعدم قيمة أى عمل يقومون به، وتابعت: هؤلاء الشباب لا يرون أنفسهم سوى بتقليد «أعمى»، يحاولون لفت أنظار من حولهم بها، ليكون محور اهتمامهم، وهو يعد نوعا من أنواع الفراغ غير الموظف بشكل سليم، ومن الممكن أن تزيد نسبة التحرش فى التجمعات التى تحدث فى المناسبات مثل الأعياد، وتابعت: «البنت اللى تلبس بالطريقة دى تستاهل التحرش». 
وأكدت أن الأمر ليس له علاقة بالتعليم أو الثقافة أو الدين أو حتى العادات والتقاليد، لكن الذوق العام اختلف للأسوأ، وهؤلاء الشباب يلهثون وراء الموضة والتقاليع ويعتقدون أن هذا هو التميز والقيمة، بعكس الماضى الذى كان الجميع يعلم أن الشعور بالقيمة يكمن فى التفوق الدراسى أو جمال الشخصية أو التميز فى الأخلاق، وللأسف تم فقدان كل هذه المعايير لتكون سببا من أسباب التميز، فبدأ هؤلاء الشباب فى رحلة بحث عن أشياء «تافهة» يجدون فيها التميز من وجهة نظرهم الخاصة. 
وأضافت «الراوى»، الحل أن يبحث هؤلاء الشباب فى أنفسهم عن قيمة أو شعور بالتميز أو شيء إيجابي، بالإضافة إلى إعادة معايير التقييم لدينا ولا نلهث وراء أشياء لا تشبهنا، وتابعت: دور الآباء هام فى بث شعور داخلى لدى هؤلاء الشباب بأهميتهم ومساعدتهم فى بناء أنفسهم والبحث عن مستقبلهم، وليس فقط بالاكتفاء بالصرف ببزخ دون أدنى توجيه لهم.