السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هيا بنا نتذكر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع قرب انطلاق فعاليات انتخابات رئاسة الجمهورية بداية من فتح باب الترشح وتقديم الطلبات يوم ٢٠ يناير المقبل واعتزام الرئيس عبدالفتاح السيسى الترشح لخوض الانتخابات لفترة رئاسة ثانية، علينا جميعا كمصريين سواء المؤيدين أو المعارضين أن نتذكر أول انتخابات رئاسية للسيسى فى عام ٢٠١٤ لأن الذكرى تنفع الناخبين..
فأول تصريح وبيان أعلنه وقتها المشير عبدالفتاح السيسى وهو ما زال يرتدى البدلة العسكرية، وذلك يوم ٢٦ مارس ٢٠١٤، قال فيه بكل تواضع: أتقدم لكم معلنا اعتزامى الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية وتأييدكم هو الذى سيمنحنى هذا الشرف العظيم..
وذكر السيسى فى هذا البيان أنه يعتبر نفسه مع الترشح جنديا مكلفا لخدمة الوطن، وأنه لدينا كمصريين مهمة شديدة الصعوبة وثقيلة التكاليف، وأن المصريين يستحقون حياة الكرامة والأمن والحرية ولا بد من العمل على عودة عجلة الإنتاج للدوران بكل قوة لإنقاذ الوطن من مخاطر حقيقية، واستعادة سيادة الدولة وهيبتها وإعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى حالة ترهل تمنعة من النهوض بواجباته..
وفى أول خطاب رسمى له كرئيس لمصر، وبعد أداء اليمين الدستورية، وذلك فى ٩ يونيو ٢٠١٤، أكد السيسى قائلا: إحنا موجودين هنا بدم الشهداء.. وموجها التحية للشعب المصرى وقدرته على إسقاط أنظمة مستبدة أو فاشلة، ويحدونى الخوف من الله والرجاء فى رحمته، وأدعوه متوكلا غير متواكل أن يعيننى على الوجه الذى يرضيه عنى فى تحقيق آمال الشعب..
وأعلن السيسى بصورة قاطعة لا لبس فيها ولا غموض أنه ترشح دون أن يقدم وعودًا براقة، وسيعتمد على الحقيقة والمصارحة منهجًا لحكمه وسيسعى بكل جهد وعرق لتحقيق الاستقرار السياسى والأمن والحقوق والحريات ولا تهاون ولا مهانة مع من يلجأ للعنف ولا تصالح مع من أجرم فى حق الوطن وتعلم فى القوات المسلحة أن الحياة فداء للوطن..
وتعهد السيسى بأنه لن يدخر جهدا لاتخاذ إجراءات تحسين أوضاع المصريين، ويساهم فى تخفيف آلام كل مواطن، ويتطلع لعصر جديد، ودعا إلى غلق الطريق أمام دعاة الفتنة وتصحيح الخطاب الدينى، وسيعمل على تعيين وتشغيل الشباب، ولن يسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها، وأعلن أن سد النهضة يمثل المستقبل لإثيوبيا والنيل يمثل الحياة للمصريين..
وأعلن أيضا فى خطابه الرسمى الأول، التزام مصر بالتعهدات الدولية وأن القضية الفلسطينية هى القضية الأولى لمصر والعرب، وخاطب الشعب المصرى طالبا منه العون والمساعدة، قائلا: «أعينونى بقوة لنبنى مستقبلا مشرقا ووطنا جديدا؛ لأن سفينة الوطن واحدة ويجب أن ننجو بها جميعا» وختم بيانه بالآية القرآنية الكريمة {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}..
وبالتأكيد من يراجع ويتذكر جميع خطابات وتصريحات وبيانات الرئيس السيسى التى أعلنها من داخل مصر أو من خارجها لا يخرج عن هذا الإطار لأول بيان رسمى له ولم يتراجع عما أعلنه وتعهد به سواء بالنسبة للأوضاع الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية، وأيضا علاقات مصر العربية والأفريقية والدولية..
والأمانة تقتضى من كل مصرى ومصرية أن يكون منصفا فى حكمه على أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار السنوات الماضية، وأن نهجه فى حكم مصر الذى اعتمد على الشفافية والمصارحة لم يعدل عنه والتزامه بأمن مصر وشعبها كان التزاما رئيسيا، واستطاع أن ينفذ هذا الالتزام بنسبة كبيرة..
ومن حق كل مصرى ومصرية أن يحدد قناعاته الشخصية، وأن ينحاز للمرشح الذى سوف يمنحه ثقته وصوته فى تلك الانتخابات، ولكن يجب عليه أولا أن يراجع ويتذكر ويقارن بين مصر ٢٠١٤ ومصر ٢٠١٨، هل مصر اليوم أفضل من مصر ٢٠١٤ أم لا؟ والإجابة عن هذا السؤال هى الفيصل فى حسم قراره واختياره.