فى مثل هذا اليوم الموافق 3 طوبة من عام 1734 شهداء، 11 يناير من السنة الثانية لميلاد المسيح، استشهد أطفال بيت لحم بأمر من الملك هيرودس الكبير، الذى استدعى المجوس سرًا وتحقق منهم زمان ظهور النجم الذى أرسلهم إلى بيت لحم حيث موضع الطفل يسوع. وقال هيرودس للمجوس «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». فذهبوا ووجدوا الصبى مع أمه مريم فخروا وسجدوا ثم قدموا له هدايا ذهبًا ولبانًا ومرًا، وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس أمرهم ملاك الرب فى حلم بأن يعودوا إلى كورتهم من طريق آخر.
وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب ظهر ليوسف النجار، فى حلم قائلًا «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». فقام يوسف وأخذ الصبى وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر وكان هناك حتى وفاة هيرودس لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني». حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به ولم يعودوا ليخبروه كما أمرهم، غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين فى بيت لحم وفى كل تخومها من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذى تحققه من المجوس. ليضمن هيرودس بذلك قتل الطفل يسوع بينهم. وقيل إن هيرودس تحجج لتحقيق غايته بأن أرسل إلى تلك البلاد قائلًا لهم «بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون». فجمعوا أربعة عشر ألفا من الأطفال على أيدى أمهاتهم وقد ظن أن يسوع معهم، وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه ألف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال من الذكور على أحد الجبال فى يوم واحد: وبهذا تم قول النبى إرميا فى العهد القديم: «صَوْتٌ سُمِعَ فِى الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِى عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ» وذلك لأن بيت لحم منسوبة لراحيل (زوجة يعقوب) وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم.
