الإعلان عن مشروع المدينة النسيجية في المنيا بتعاون بين تحالف استثماري وصندوق تحيا مصر، أعاد للأذهان تاريخ عروس الصعيد وقتما كانت إحدى قلاع صناعة الغزل والنسيج في ستينيات القرن الماضي وتحديدا في عام 1962 بعد أن تم إنشاء شركة مصر الوسطي للغزل والنسيج، والتي تخصصت على مدى العقود التالية، إلا أن الشركة منيت بتلال من الخسائر خلال الأعوام الاخيرة حيث تكبدت خسائر قدرت بـ 77 مليون جنيه بنسبة من رأسمالها بحسب آخر ميزانية، وهو ما آلت إليه الأمور بعد سنوات من الإهمال.
ويبدو أن عروس الصعيد على موعد مع إحياء واحدة من أبرز الصناعات الاقتصادية، وذلك بعد الكشف عن إنشاء المدينة النسيجية في المنيا، وهي المدينة التي تقدم لإنشائها مجموعة من كبار المستثمرين في مصر بعد أن شكلوا تحالفا استثماريا يضم الشركة المصرية العالمية و«العرفة جروب»، والجيزة للغزل، وشركة النيل، ودايس للملابس الجاهزة، بالتعاون مع صندوق تحيا مصر، حيث قدم عرضا للهيئة العامة للاستثمار لإنشاء المدينة النسيجية بمحافظة المينا، بتكلفة استثمارية تصل إلى 324 مليون دولار.
المشروع الجديد من المنتظر أنة يكون على امتداد 306 أفدنة بنظام المناطق الحرة، حيث يهدف إلى التصدير للأسواق الخارجية، بالتعاون مع رجال أعمال صينيين، حيث يستهدف توفير ما يزيد عن 17 ألف فرصة عمل مباشرة، بخلاف فرص العمل غير المباشرة.
وفي هذا السياق، وقع المجلس الوطنى الصينى للصناعات النسيجية والملابس والمجلس المصرى للصناعات النسيجية اتفاق إطارى يستهدف وضع الخطوات التنفيذية لإنشاء مدينة الصناعات النسيجية بمحافظة المنيا بحضور المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة الذي أكد أن إنشاء المدينة يعد بمثابة خطوة مهمة نحو عودة مصر لموقعها الرئيسى كدولة رائدة ومحور إقليمى للصناعات النسيجية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكشف المجلس المصرى للصناعات النسيجية، عن تفاصيل الخطة الكاملة لتخطيط المرافق للمدينة وتطويرها، وأكد أن توصيل المرافق للمدينة هو الانطلاقة الأولى لجذب الاستثمارات للمدينة وأن المدة الزمنية للمشروع من 3 إلى 5 سنوات، مشيرا إلى أن هناك دعما كبيرا من المسئولين فى الدولة ويوجد اهتمام واضح بهذا المشروع العملاق.
وخلال 3 سنوات منذ تأسيس الصندوق، ساهم «تحيا مصر»، في العديد من المشروعات الحيوية التي لعبت دورا كبيرا في حياة المصريين، كما وفر تمويلات بقيمة 3.6 مليار جنيه لتنمية المحافظات، وفيما يلي نرصد أبرز إنجازات الصندوق منذ تأسيسه وحتى الآن:
مشروع الأسمرات
نجح الصندوق إنشاء واحد من أكبر التجمعات العمرانية الجديدة للقضاء على العشوائيات، ويضم 425 وحدة سكنية تستوعب 19 ألف وحدة شاملة كافة المناطق الخدمية والترفيهية.
علاج فيروس سي
وفي القطاعى الصحي رعى الصندوق الحملة القومية لالقضاء على الفيروسات الكبدية، وأبرزها فيروس سي، حيث قدم برنامج شامل ومركز علاجي نموذجي وخطة متكاملة تهدف لعلاج مليون مواطن وابتكار علاج محلي أثبت نجاحه بفاعلية.
إيواء الأطفال
شارك الصندوق حملة "أطفال بلا مأوى" لحل الإشكالية الاجتماعية التي كان يعاني منها المجتمع المصري طوال العقود الماضية الماضية، وبالتعاون بين الصندوق ووزارة التضامن الاجتماعي وجمعيات المجتمع المدني وذلك برفع كفاءة وإعادة تأهيل العديد من دور الرعاية لتكون لهم بمثابة المظلة الاجتماعية التي تستوعب أطفال مصر.
سيارات التاكسي
وللمساهمة في توظيف الشباب أطلق الصندوق مشروع "سيارات التاكسي" والذي يهدف إلى تمكين الشباب من امتلاك وتشغيل 1000 سيارة أجرة في 10 محافظات، ومشروع سيارات النقل المبرد حمولة 5 أطنان بواقع 350 سيارة، وتوفير سيارات النقل زنة طن ونصف الطن وهما خطوتان منحتا أملا جديدا للشباب وساهمتا في الحد من أزمة البطالة.
ودعم الصندوق جهود القضاء على أزمة السحابة السوداء، والتخلص من المخلفات الزراعية، حيث صرف الصندوق فوائد القروض لمشروع قش الأرز لمتعهدي جمع المخلفات الزراعية، وكانت هذه الخطوة هامة تتيح التمويل لشراء مكابس الأرز وتساهم في توفير فرص عمل والمساهة في إيجاد حل لواحدة من أهم الأزمات في تلوث البيئة.
المرأة المعيلة
وفر الصندوق مجموعة مختلفة من القروض متناهية الصغر بفئات متعددة من أجل مساعدة المرأة المعيلة.
