الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عندما سقطت "نيويورك تايمز" في براثن الجماعة الإرهابية

نيويورك تايمز
نيويورك تايمز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دراسة من إعداد:

د. شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز

د. حمزة السيد خليل، مدرس الصحافة بكلية التربية النوعية جامعة طنطا


الجريدة تخلت عن المهنية وتعاطفت مع جماعة إرهابية وشيطنت المعارضين للإخوان ورئيسهم المعزول

الصحيفة تمثل امتدادًا طبيعيًا للسياسة الخارجية الأمريكية المناهضة للدولة المصرية بعد انتصار ثورة 30 يونيو

اتبع موقعها الرقمى آلية التجرد من الإنسانية بنشر صور وفيديوهات للقتلى

أخفت ٦٨٪ من أحداث الثورة لدعم بقاء الإخوان فى الحكم


تواريخ

14 يوليو ٢٠١٣ نشرت الجريدة فيديو ركزت فيه على عربة الإسعاف وهى تنقل القتلى والمصابين من أنصار مرسى

12 أغسطس ٢٠١٣ نشرت الجريدة فيديو يحتوى على لقطات لأنصار مرسى رافعين لافتات «الداخلية بلطجية»

29 يونيو ٢٠١٣ نشرت الجريدة صورًا ركزت فيها على اقتحام المحتجين على نظام مرسى لمقار جماعة الإخوان

15 أغسطس ٢٠١٣ نشرت الجريدة فيديو يحتوى على مجموعة من اللقطات التى تبرز الدمار الذى حل بميدان رابعة

14 أغسطس ٢٠١٣ نشرت «نيويورك تايمز» عددًا من الصور لقوات الأمن وهى تقبض على أنصار مرسى

15 أغسطس ٢٠١٣ نشرت الجريدة ألبوم صور ركزت فيه على صور جثث الضحايا من أنصار الرئيس المعزول نتيجة فض «اعتصام رابعة»


يتعجب البعض من أن يقوم موقع صحيفة فى مكانة وشهرة «نيويورك تايمز» الأمريكية بنشر تسريبات إعلامية مفبركة تستهدف الدولة المصرية، وكأنها قناة «مكملين» أو قناة «الشرق» أو قناة «العربي» أو حتى قناة «الجزيرة»، بغية إثارة القلاقل والنيْل من مرحلة الاستقرار والبناء الذى وصلت إليه الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو 2013، وكأن الصحيفة أصبحت ذراعًا إعلامية لجماعة «الإخوان» الإرهابية. والحقيقة أن دور هذه الصحيفة المشبوه لم يكن وليد التسريبات «المزعومة»، حيث بدأ هذا الدور عقب ثورة 30 يونيو وإزاحة الشعب المصرى لجماعة «الإخوان» عن حكم مصر، وهو ما لم يُرض الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت مصالحها تتفق مع استمرار نظام حكم «الإخوان»، ولأن الصحف الأمريكية الكُبرى مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«الهيرالد تريبيون» و«تايم» و«نيوزويك» و«سى إن إن» كلها تمثل امتدادات طبيعية بل أدوات للسياسة الخارجية الأمريكية الكارهة لثورة 30 يونيو وإزاحة جماعة «الإخوان» الموالية لها من حكم مصر، وهو ما يبرر موقف صحيفة «نيويورك تايمز» من نشر تسريباتها المزعومة بالتعاون مع جماعة «الإخوان» الإرهابية.
لقد أدركنا منذ اندلاع ثورة الشعب المصرى على حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية أن الجماعة لم تكن تقف وحدها بل كانت تؤيدها أذرع إعلامية مصرية وعربية وعالمية، ولذلك كله عمدنا إلى اختيار إحدى الصحف الأمريكية التى كانت تُظهر ميْلًا واضحًا للجماعة الإرهابية ورئيسها المعزول، وهى صحيفة «نيويورك تايمز» كإحدى مفردات مجتمع الدراسة التحليلية، وذلك للتعرف على أطر التغطية المصورة لأحداث ثورة 30 يونيو، ومدى تأييدها أو عدائها لثورة الشعب المصرى المجيدة. 
وقد تم اختيار عينة الصور الصحفية الثابتة والمتحركة المنشورة فى موقع «نيويورك تايمز»؛ حيث قمنا بتحليل كل الصور الصحفية الثابتة والمتحركة (مقاطع الفيديو) المتعلقة بأحداث ثورة 30 يونيو المصاحبة للنصوص الصحفية والمستقلة، والتى تم نشرها فى موقع الصحيفة، وأسفرت النتائج عن عددٍ كبير من الصور والفيديوهات، فقمنا باختيار الموضوعات التى تحتوى على المواد المصورة المرتبطة بأحداث الثورة، ووصل إجمالى عدد الصور الصحفية الثابتة (354) صورة و(82) فيديو فى موقع الصحيفة.
واخترنا الفترة من 16 يونيو 2013 قبل بداية أحداث الثورة وحتى 20 أغسطس 2013 أى بعد حوالى أسبوع من فض اعتصاميْ «رابعة» و«النهضة»، قمنا خلالها بمسح شامل لكل الصور الصحفية (الثابتة والمتحركة) سواء كانت مصاحبة أو غير مصاحبة للنصوص الصحفية، والمتعلقة بأحداث ثورة 30 يونيو فى موقع صحيفة «نيويرك تايمز». 

الأطر الإنسانية المتعاطفة مع جماعة «الإخوان» الإرهابية

رغم أن الصحافة الغربية عامةً والصحافة الأمريكية خاصةً تتعامل دائمًا مع الأمور بعقلانية ومنطقية، وتُنحى العواطف والمشاعر الإنسانية جانبًا عند التعامل مع الأمور السياسية، إلا أنه تبين أن صحيفة «نيويورك تايمز» البريطانية كانت تقطر تعاطفًا وإنسانية فى تغطية متحيزة لجماعة «الإخوان» الإرهابية فى أثناء ثورة ٣٠ يونيو؛ فقد اتضح من الدراسة أن موقع «نيويورك تايمز»، فى تغطيته المصورة لأحداث ثورة ٣٠ يونيو، قد ركز على مجموعة الأطر الإنسانية المتعاطفة وخاصة مع القوى المؤيدة والمعبرة عن النظام السياسى القائم لجماعة «الإخوان» جاءت فى المرتبة الأولى، وذلك بنسبة (٢٥.٧٪)؛ حيث ركزت الصحيفة على الصور ولقطات الفيديو التى أبرزت مشاعرهم الإنسانية من غضب وحزن ورفض وألم وشك وتشاؤم وشعور بالضعف والمهانة، ومعاناتهم أثناء ممارسة السلوك الاحتجاجى أمام الممارسات المتعسفة والعنيفة من قوات الجيش والشرطة، وقنابلهم المسيلة للدموع، وإطلاق النار عليهم، بالإضافة إلى صور الجرحى والقتلى والشهداء وأسرهم، فضلًا عن صور الاعتقالات، وقد جاءت الأطر الإنسانية المتعاطفة مع الإخوان بنسبة (٢٣٪)، بينما جاءت الأطر المتعاطفة مع القوى المعارضة لنظام حكم جماعة «الإخوان» والممثلة لجموع الشعب المصرى بنسبة ضئيلة جدًا وذلك بنسبة (٢.٧٪)، ما يشير إلى تعاطف موقع «نيويورك تايمز» مع نظام حكم «الإخوان»، ومن ثم دعم شرعيته، وتجاهل القتلى والجرحى من المعارضين للنظام، فضلًا عن تركيز «نيويورك تايمز» على الأطر السلبية التى تشكل صورة سلبية حول أحداث الثورة.


الأطر الإنسانية المتعاطفة مع جماعة «الإخوان» الإرهابية

رغم أن الصحافة الغربية عامةً والصحافة الأمريكية خاصةً تتعامل دائمًا مع الأمور بعقلانية ومنطقية، وتُنحى العواطف والمشاعر الإنسانية جانبًا عند التعامل مع الأمور السياسية، إلا أنه تبين أن صحيفة «نيويورك تايمز» البريطانية كانت تقطر تعاطفًا وإنسانية فى تغطية متحيزة لجماعة «الإخوان» الإرهابية فى أثناء ثورة ٣٠ يونيو؛ فقد اتضح من الدراسة أن موقع «نيويورك تايمز»، فى تغطيته المصورة لأحداث ثورة ٣٠ يونيو، قد ركز على مجموعة الأطر الإنسانية المتعاطفة وخاصة مع القوى المؤيدة والمعبرة عن النظام السياسى القائم لجماعة «الإخوان» جاءت فى المرتبة الأولى، وذلك بنسبة (٢٥.٧٪)؛ حيث ركزت الصحيفة على الصور ولقطات الفيديو التى أبرزت مشاعرهم الإنسانية من غضب وحزن ورفض وألم وشك وتشاؤم وشعور بالضعف والمهانة، ومعاناتهم أثناء ممارسة السلوك الاحتجاجى أمام الممارسات المتعسفة والعنيفة من قوات الجيش والشرطة، وقنابلهم المسيلة للدموع، وإطلاق النار عليهم، بالإضافة إلى صور الجرحى والقتلى والشهداء وأسرهم، فضلًا عن صور الاعتقالات، وقد جاءت الأطر الإنسانية المتعاطفة مع الإخوان بنسبة (٢٣٪)، بينما جاءت الأطر المتعاطفة مع القوى المعارضة لنظام حكم جماعة «الإخوان» والممثلة لجموع الشعب المصرى بنسبة ضئيلة جدًا وذلك بنسبة (٢.٧٪)، ما يشير إلى تعاطف موقع «نيويورك تايمز» مع نظام حكم «الإخوان»، ومن ثم دعم شرعيته، وتجاهل القتلى والجرحى من المعارضين للنظام، فضلًا عن تركيز «نيويورك تايمز» على الأطر السلبية التى تشكل صورة سلبية حول أحداث الثورة.

وقد ظهر هذا الإطار منذ بداية الاحتجاجات المؤيدة والمعارضة للرئيس المعزول محمد مرسي، نتيجة الاشتباكات بين جماعات الاحتجاج، والإصابات الناتجة عنها، ولكن برز هذا الإطار فى موقع «نيويورك تايمز» -أى وصل لذروته- بشكل أكبر بعد عزل محمد مرسى من الحكم، وذلك أثناء أحداث الحرس الجمهوري، وأحداث فض اعتصاميْ «رابعة» و«النهضة» مع قوات الأمن المصرية، وأحداث مسجد «الفتح» بميدان رمسيس، وهو ما سيتضح على نحو أكثر تفصيلًا فيما يلى:

أطر التعاطف مع المؤيدين للرئيس المعزول

جاءت أطر التعاطف مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى المرتبة الأولى من بين مجموع الأطر الإنسانية فى موقع الصحيفة، حيث جاء بنسبة (٢٣.٢٪)، وقد تضمن هذا الإطار مجموعة من الأطر الفرعية، وهى بالترتيب حسب بروزها فى التغطية المصورة لأحداث الثورة فى إطار الضحايا من القتلى والجرحى وذلك بنسبة (١٤.٩٪)، وإطار أعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنقاذ (٤.٢٪)، ثم إطار الاعتقالات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى (١.٨٪)، وأخيرًا إطار الجنازات (١.٢٪) والشهداء وأسرهم (٠.٩٪).

إطار القتلى والجرحى

جاء إطار القتلى والجرحى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى المرتبة الأولى من بين مجموعة أطر التعاطف «الأطر الإنسانية»، حيث ركزت الصور العاطفية فى موقع الصحيفة بشكل أكبر على الجرحى والقتلى من أنصار الرئيس المعزول، فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة عديدًا من الصور لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وهم يحملون أحد المتظاهرين الذى قتل بالرصاص أثناء الاشتباكات مع قوات الشرطة بميدان رمسيس بالقرب من مسجد الفتح.

كما نشرت الصحيفة يوم (١٥/٨/ ٢٠١٣) ألبوم صور (Slideshows) ركزت فيه على صور جثث الضحايا من أنصار الرئيس المعزول نتيجة فض اعتصام ميدان رابعة، مستخدما اللقطة القريبة لتبرز العنف الذى تعرض له المحتجون، وحالة الحزن لأسر الضحايا.

إطار المساعدات الإنسانية والإنقاذ والإغاثة

ركزت صحيفة «نيويورك تايمز» فى هذا الإطار على الصور والفيديوهات التى تبرز المساعدات الإنسانية والإنقاذ من الأطباء وسيارات الإسعاف والأفراد الذين يحملون الجرحى والقتلى والمصابين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى؛ فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة فيديو يوم (١٤/٧/٢٠١٣) ركزت فيه على عربة الإسعاف وهى تنقل القتلى والمصابين من أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسى، كما أبرز الفيديو سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى والمصابين، كما أبرز الفيديو الأطباء أثناء إسعاف وإنقاذ الجرحى نتيجة فض الاعتصام.

كما ركز هذا الإطار على المساعدات الإنسانية من صيدلية للأدوية، وأسِرة للجرحى، التى تستخدم فى معالجة المصابين والجرحى من أنصار المعزول بميدان «رابعة»، كما أبرز الفيديو رجال إنقاذ القتلى والمصابين وهم يرتدون سُترة الإسعاف، كما أبرز الأطباء بإحدى الخيام وهم يعالجون المصابين والجرحى نتيجة العنف أو الاشتباكات مع المعارضة للرئيس المعزول.

كما اتبعت موقع الصحيفة آلية التجريد من الإنسانية؛ حيث ركزت على نشر عديدٍ من الصور والفيديوهات لصور القتلى بشكل مستمر لعدة أيام متتالية، وذلك خلال الفترة من (٢٨/٧) حتى (٢٠/ ٨/ ٢٠١٣)؛ فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة عديدًا من الصور والفيديوهات تحتوى على مجموعة من اللقطات الحية التى أبرزت الإصابات والجروح الخطيرة التى تعرض لها أنصار الرئيس المعزول، حيث ركزت إحدى اللقطات على جسد أحد المصابين أثناء إجراء الأطباء عملية جراحية له بالمستشفى، وذلك من خلال لقطة مقربة جدًا على الدماء التى تغطى جسد المصاب والجروح العميقة، ويهدف هذا الفيديو إلى إبراز مدى وحشية الأجهزة الأمنية مع المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول.

كما نشر الموقع يوم (١٦/٨/ ٢٠١٣) لقطات حية ركزت على جثث القتلى الملقاة على الأرض من المتظاهرين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وتغطى وجهوهم وأجسادهم الدماء وذلك داخل مسجد الفتح بميدان رمسيس، واستخدم المصور اللقطة الطويلة المرتفعة بهدف إبراز كم الضحايا من القتلى.

كما نشرت الصحيفة عديدًا من الصور التى أظهرت أنصار الرئيس المعزول وهم يحملون المصابين والقتلى وتغطى أجسادهم الدماء، مستخدمةً اللقطات القريبة بهدف إبراز وتضخيم حجم الإصابات، فضلًا عن إبراز انفعالات الغضب والحزن والصراخ للمحتجين بهدف التعاطف معهم.


إطار الاعتقالات والقبض على أنصار الرئيس المعزول

كما ركزت صحيفة «نيويورك تايمز» على إطار الاعتقالات والقبض على الرئيس المعزول محمد مرسى، وأنصاره أثناء فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»، فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة فى (١٤/ ٨/ ٢٠١٣) عددًا من الصور لقوات الأمن وهى تقبض على أنصار الرئيس وقامت بتثبيتهم فى الأرض رافعين أيديهم وخلفهم قوات الأمن بالأسلحة، كما نشرت صورة لقوات الأمن وهى تُلقى القبض على أحد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى أثناء احتجازه بمسجد الفتح بميدان رمسيس.

إطار الجنازات وأسر الشهداء

ركز هذا الإطار على الصور والفيديوهات التى تبرز الجنازات للقتلى من أنصار الرئيس المعزول؛ فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة فيديو يوم (١٥/٨/ ٢٠١٣) ركزت فيه على إحدى جنازات القتلى أثناء فض الاعتصام بميداني «رابعة» و«النهضة».

كما نشرت الصحيفة عديدًا من الصور التى أظهرت الحشود الجماهيرية من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وهم يصلون صلاة الجنازة داخل مسجد «رابعة العدوية» وساحة الميدان على القتلى؛ فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة يوم (٢٨/٧/٢٠١٣) صورة لأنصار مرسى وهم يصلون صلاة الجنازة بساحة ميدان رابعة العدوية، مصحوبة بتعليق يؤكد مقتل ما لا يقل عن ٦٥ أثناء الاحتجاجات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وقد استخدمت اللقطة الطويلة جدًا Long Shot بهدف إبراز الحشد الكبير، ذات الزاوية المرتفعة بهدف إبراز موقف الضعف لمؤيدى مرسى ومن ثم التعاطف معهم.

ويتضح من العرض السابق؛ أن صحيفة «نيويورك تايمز» قد اتبعت استراتيجية التقارب فى نشر صور وفيديوهات الضحايا من القتلى والجرحى والدماء والاعتقالات والاحتجاز بمسجد «الفتح» والجنازات على القتلى من المؤيدين والمساعدات الطبية وصور القتلى من الأطفال وذلك خلال الفترة من (٢٧/٧/٢٠١٣) حتى (٢٠/ ٨/ ٢٠١٣) أى خلال فترة فض اعتصاميْ «رابعة» و«النهضة»، وأحداث مسجد «الفتح». كما يتضح أن الصحيفة وظفت اللقطات القريبة جدًا Close Ups للتركيز على الإصابات البالغة، والدماء التى تغطى أجسادهم ووجوههم وعلى الأرض، كما وظفت الصحيفة آلية التجريد من الإنسانية، والتى تبرز البشر كقتلى تتساقط بكثرة دون مراعاة للإنسانية.

تعاطف فاتر مع القوى المعارضة لحكم جماعة «الإخوان» الإرهابية

وعلى العكس من التعاطف غير المحدود لصحيفة «نيويرك تايمز» مع جماعة «الإخوان» الإرهابية ومؤيديها ورئيسها المعزول، إلا أن ذلك التعاطف أصابه الفتور والمحدودية الشديدة ذرًا للرماد فى العيون وحفاظًا للصحيفة على مهنيتها الضائعة أو المفقودة فى تغطيتها المنحازة، وقد اتضح ذلك من خلال ما توصلت له الدراسة من أن أهم الأطر الإنسانية المتعاطفة مع القوى المعارضة لجماعة «الإخوان» حصلت على نسبة (٢.٧٪) فقط، وهى نسبة ضئيلة جدا مقارنةً بأطر التعاطف مع القوى المؤيدة لمرسى وجماعته، وهذا يعد مؤشرًا على تحيز الصحيفة للقوى المؤيدة لأنصار الرئيس المعزول، حيث أبدى الموقع تعاطفه معهم بشكل أكبر من القوى المعارضة، ويرجع ذلك إلى تركيز الصحيفة على الأطر السلبية (التى تشتمل على أعمال العنف والقتل والاشتباكات والضحايا والاحتجاجات العنيفة) بشكل أكبر من الأطر الإيجابية فى الثورة (والتى تشتمل على الاحتجاجات السلمية، والتركيز على مطالب وأهداف المحتجين سواء المؤيدين أو المعارضين)، كما ركزت على ردود الفعل الدولية المعارضة للثورة أو حتى المتحفظة على بعض الأعمال والتدخل فى الشئون الداخلية لمصر.


مجموعة أُطر الوضع القائم لجماعة «الإخوان»

توصلت الدراسة إلى أن «أُطر الوضع القائم» التى وظفتها صحيفة «نيويورك تايمز» فى تغطيتها لأحداث ثورة ٣٠ يونيو، جاءت فى المرتبة الثانية بنسبة (٣٢٪) من إجمالى مجموع الأطر المصورة التى قدمت بها الثورة، والتى تميل إلى تدعيم بقاء واستقرار النظام السياسى لجماعة «الإخوان»، كما سعت إلى رفض الأنشطة الاحتجاجية الساعية إلى التغيير، وتضمنت هذه المجموعة أُطرًا رئيسية، تمثلت فى أُطر دعم وحماية الشرعية لنظام حكم جماعة الإخوان وجاءت بنسبة (١٦.٢٪)، وأُطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة وجاءت بنسبة (٨٪)، وهو ما سنوضحه فيما يلي:

أطر دعم وحماية الشرعية لحكم «الإخوان»

فى هذا السياق، جاءت «أُطر دعم الشرعية» فى المرتبة الأولى، وذلك بنسبة (١٦.٢٪) من مجموع أطر الوضع القائم التى وظفتها صحيفة «نيويورك تايمز» فى تغطيتها المصورة لأحداث الثورة، وهو ما برز من خلال التوظيف المنتظم والمستمر لعدد محدد من الأطر المصورة ذات الاتجاهات الإيجابية الدفاعية التضامنية والتأييدية للأنشطة الاحتجاجية والقوى الفاعلة المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، حيث تضمنت هذه الأطر عددًا من الأطر الفرعية، وهى كما يلى بالترتيب حسب نسبة بروزها فى التغطية المصورة للصحيفة لأحداث الثورة: إطار الاحتجاجات السلمية الداعمة للرئيس الأسبق محمد مرسى وذلك بنسبة (١٢٪)، وإطار الانقلاب على الشرعية وذلك بنسبة (١.٨٪)، وإطار التحفيز على الاستمرار (الصمود) وذلك بنسبة (١٪)، ثم إطار التآمر على الرئيس مرسى وذلك بنسبة (٠.٨٪)، وأخيرًا دعم بعض أفراد الشرطة لشرعية محمد مرسى.

إطار الاحتجاجات السلمية الداعمة لنظام حكم جماعة الإخوان

جاء هذا الإطار فى المرتبة الأولى من بين أطر دعم وحماية الشرعية وذلك بنسبة (١٢٪)، وقد تشكل هذا الإطار قبل عزل محمد مرسى من الحكم، ولكن كان بنسبة قليلة، واستمر حتى فض اعتصام «رابعة»، وذلك من خلال التركيز على الصور والفيديوهات التى تبرز أحداث الاحتجاجات السلمية الداعمة لنظام حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية من مسيرات جماعية، ومظاهرات واعتصامات، وحشود جماهيرية مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى بميدانى «رابعة» و«النهضة»، وهم يرددون الهتافات ويحملون الملصقات، واللافتات، ويلوحون بالأعلام، وكذلك المسيرات والاحتجاجات المناهضة للجيش، وكان من الغريب أن هذا الإطار لم يبرز بشكل كبير إلا بعد الإطاحة بمحمد مرسى، وقد تجلى هذا الإطار على سبيل المثال فى نشر موقع الصحيفة عددًا من الصور والفيديوهات التى تبرز السلوك الاحتجاجى المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسى، وذلك أثناء الاعتصام بميدان «رابعة»، حيث ركزت الصحيفة على الحشود من أنصار الرئيس المعزول بميدان «رابعة» وهتافاتهم وهم يحملون لافتة كبيرة عليها صورة الرئيس المعزول.

كما ركزت الصحيفة على الملصقات واللافتات التى تطالب بدعم شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى وعودته للحكم، كما ركزت الصحيفة فى هذا الإطار على مشاركة المرأة بشكلٍ فعال فى الاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول، حيث أبرزت الصور والفيديوهات المرأة بشكلٍ واضح، ويرجع ذلك إلى أن معظم لقطات الصور والفيديوهات كانت قريبة أو متوسطة فكان من السهل تمييزها، كما ركز هذا الإطار على السلوك والنشاط الاحتجاجى للمرأة؛ المتمثل فى (الصراخ- رفع اليدين فى الهواء- قبضة اليدين- حمل إشارة أو علامة أو لافتة أو توقيع)؛ فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة يوم (٤/٧/٢٠١٣) لقطة مقربة من زاوية مرتفعة لامرأة تحمل صورة الرئيس المعزول مكتوب عليها «لا بديل عن الشرعية»، كما نشرت الصحيفة عديدًا من الصور التى تُبرز الحشود الجماهيرية من النساء مستخدمة اللقطات الطويلة Long Shots بهدف إبراز كم النساء المشاركات بفاعلية فى الاحتجاجات الداعمة للرئيس المعزول، كما ركزت الصحيفة على المرأة أثناء اعتصامها بميدان «رابعة» وهى تمارس السلوك الاحتجاجى السلمى الإيجابي، مثل الصلاة والدعاء وقراءة القرآن؛ فعلى سبيل المثال نشر موقع «نيويورك تايمز» يوم «٤/ ٧/ ٢٠١٣» صورة للنساء أثناء أدائهن للصلاة بميدان «رابعة».

وركزت الصحيفة على الأدوار التقليدية للمرأة لاستكمال ومواصلة الحياة المؤقتة أثناء الاعتصام بميدان «رابعة»؛ فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة فيديو يوم (٩/ ٨/ ٢٠١٣) ركزت فيه على الخيام التى يعيش فيها أنصار المعزول وكيفية ممارسة الحياة اليومية أثناء الاعتصام بميدان «رابعة»، كما أبرز الفيديو النساء وهن يقمن بالطبخ وعمل الكعك، كما ركزت الصحيفة على صورة أنصار المعزول أمام المنصة بميدان «رابعة» وهم يحملون الأعلام واللافتات التى تدعم شرعية الرئيس المعزول.

كما نشر موقع «نيويورك تايمز» فيديو فى (١٢/٨/٢٠١٣) يحتوى على عدة لقطات ركزت على المحتجين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى أمام المنصة بميدان رابعة العدوية ويهتفون «الداخلية بلطجية»، ويلوحون بالأعلام، ويحملون اللافتات، كما أبرز النساء وهن يحملن صورة الرئيس محمد مرسى مكتوب عليها الرئيس الشرعي، فضلا عن الشباب الذين يدقون على الطبول أثناء الهتاف لتشجيع المحتجين خلال الهتاف ضد الشرطة، حيث إن لديهم علما بأن الشرطة ستقوم بفض الميدان.

ويتضح من ذلك أن موقع «نيويورك تايمز» فى توظيفه لإطار الاحتجاجات السلمية الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسي، قد ركز على نشر الصور والفيديوهات التى تنتمى للقطات القريبة؛ لإبراز المشاعر الإنسانية وعواطف وانفعالات المحتجين مثل: الإحساس بالألم والمعاناة والحزن والرفض والغضب والسخط والاضطهاد والشعور بالضعف والمهانة والتشاؤم والشك وعدم الثقة والخوف؛ بهدف إثارة دعم وتعاطف وتضامن الرأى العام مع المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول، وذلك على العكس من الصور والفيديوهات التى وظفها الموقع فى تغطية الاحتجاجات المعارضة للنظام.

كما يتضح من التحليل الكيفى للصور التى قدمت بها الصحيفة أنصار الرئيس المعزول، أن الصحيفة ركزت على الصور التى أبرزت السلوك الاحتجاجى الإيجابى والذى تمثل فى الهتافات وحمل الأعلام وحمل ملصقات الرئيس المعزول محمد مرسى، كما ركزت على سلوك الصلاة وقراءة القرآن والدعاء للنساء والرجال.


أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة لجماعة «الإخوان»

جاءت أطر «تهميش وشيطنة القوى المعارضة والمتصارعة مع نظام حكم جماعة الإخوان» فى المرتبة الثانية، وذلك بنسبة (٨٪) من مجموع أطر الوضع القائم لجماعة الإخوان، وهو ما برز من خلال التوظيف المستمر والمنتظم لعدد محدد من الأُطر المصورة السلبية النقدية والإقصائية التى تصور المعارضة بطريقة سلبية، والتى تُهمش وتُشيطن الأنشطة الاحتجاجية والقوى المعارضة لجماعة «الإخوان»، وقد تضمنت هذه الأُطر عددًا من الأُطر الفرعية، وهى كما يلى -بالترتيب حسب نسبة بروزها فى التغطية المصورة بموقع «نيويورك تايمز» لأحداث ثورة ٣٠ يونيو: إطار جرائم العنف وذلك بنسبة (٥.٦٪)، وإطار التدمير والتخريب وجرائم الملكية (٢.٤٪).

إطار جرائم العنف ضد القوى المؤيدة لجماعة «الإخوان»

جاء إطار جرائم العنف ضد القوى المؤيدة والمعبرة عن الجماعة الإرهابية فى المرتبة الأولى وذلك بنسبة (٥.٦٪) من إجمالى أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة، وقد تشكل هذا الإطار قبل عزل محمد مرسى من الحكم، ولكنه برز بشكل أكبر بعد عزله من الحكم، وذلك من خلال تركيز موقع «نيويورك تايمز» على الصور والفيديوهات التى تبرز الاحتجاجات العنيفة المناهضة للرئيس محمد مرسى، وكذلك الصور والفيديوهات التى تبرز عنف قوات الجيش والشرطة فى التعامل مع المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى، ولكن هذا الإطار وصل لقمة ذروته فى أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، حيث جاء عنف قوات الشرطة والجيش فى المرتبة الأولى من بين أطر التهميش للقوى المعارضة، حيث ركز إطار جرائم العنف على الصور والفيديوهات التى تبرز عنف قوات الشرطة والجيش ضد أنصار مرسى، وقد برز هذا الإطار بعد إعلان عزل مرسى مباشرة، حيث نشر موقع «نيويورك تايمز» العديد من الصور والفيديوهات التى تبرز مدى عنف قوات الشرطة والجيش ضد المؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسى، وذلك خلال أحداث الحرس الجمهوري، وفض اعتصاميْ «رابعة» و«النهضة»، وأحداث مسجد «الفتح»، حيث ركزت الصور والفيديوهات على إطلاق قوات الجيش الرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع على المحتجين المؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسى، وعلى الجانب الآخر ركزت الصور والفيديوهات على الضحايا من القتلى والجرحى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.

فعلى سبيل المثال نشر الموقع صورة يوم (٧/٧/٢٠١٣) للمصابين والجرحى من أنصار مرسى، مصحوبة بتعليق يقول: «مقتل ٥١ متظاهرًا من أنصار الرئيس مرسى فى مصر، نتيجة إطلاق الجيش النار عليهم».. كما صرح «مسئول الصحة أن ٥١ متظاهرًا على الأقل من المدنيين قتلوا وأصيب أكثر من ٤٠٠ بجروح جميعهم من جراء إطلاق النار».

وركز موقع «نيويورك تايمز» على عنف قوات الشرطة بشكل أكبر أثناء فض اعتصام «رابعة»؛ فعلى سبيل المثال نشرت الموقع فيديو يوم (١٥/٨/٢٠١٣) ركز فيه على جرائم عنف قوات الشرطة أثناء فض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث أبرز جثث القتلى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وأمامهم رجل شرطة يحمل السلاح، كما ركز على أنصار الرئيس المعزول وهم يتساقطون نتيجة إطلاق الرصاص عليهم، كما ركز الفيديو على مقتل أحد الأطفال نتيجة الاشتباكات بين قوات الشرطة والإخوان، كما ركز الفيديو على أفراد الشرطة وهم يضربون أحد المحتجين على رأسه بعنف.

إطار جرائم الملكية والتخريب والتدمير من قبل المناهضين للرئيس المعزول

ركزت صحيفة «نيويورك تايمز» فى هذا الإطار على الصور والفيديوهات التى تبرز جرائم تدمير وحرق الممتلكات، جراء أعمال العنف من قبل المحتجين المناهضين للرئيس المعزول محمد مرسى، فضلًا عن أعمال النهب والسرقة، وقد برز هذا الإطار مع بداية الثورة قبل عزل الرئيس بأيام، وذلك بهدف شيطنة وتهميش المحتجين المعارضين، ومن ناحية أخرى التعاطف مع النظام الحاكم، وقد تجلى هذا الإطار فى نشر الصحيفة عديدًا من الصور والفيديوهات التى تبرز تدمير مقرات حزب «الحرية والعدالة» بجميع المحافظات، وتم إسناد المسئولية فيها إلى المحتجين المناهضين للنظام الحاكم، حيث نشرت الصحيفة عددًا من الصور يوم (٢٩/٦/٢٠١٣) – حتى ٢/٧/٢٠١٣ ركزت فيها على اقتحام ومهاجمة المحتجين المعارضين للمقر الرئيسى لجماعة «الإخوان» بالمقطم، بالمولوتوف والحجارة وإشعال النار فيه، ما أسفر عن احتراق المبنى، كما ألقوا ببعض محتوياته فى الشارع، وقد نُشرت هذه الصور والفيديوهات مصحوبة بتعليقات موحية، تبرز بدورها جرائم الملكية والتخريب التى تعرضت لها جماعة الإخوان من قبل المناهضين، ومن هذه التعليقات: «حريق تسبب فيه المحتجون المناهضون للرئيس مرسى».

كما ركزت الصحيفة فى هذا الإطار على التدمير والتخريب الذى لحق بخيام المعتصمين أنصار الرئيس المعزول؛ حيث أظهرت لقطات الفيديو والصور الحية أن قوات الأمن هى المتسببة فى إضرام النيران بالخيام؛ فعلى سبيل المثال نشرت الصحيفة فيديو يوم (١٥/٨/ ٢٠١٣) يحتوى على مجموعة من اللقطات التى تُبرز الدمار الذى حل بميدان «رابعة»، حيث أبرزت لقطات الفيديو الحية التدمير والتخريب الذى نتج عن فض اعتصام «رابعة»، والخيام التى تم حرقها والسيارات المشتعلة، والنيران المشتعلة فى الأخشاب.