الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود أمين العالم.. اعتقله عبدالناصر وطرده السادات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لعب الكاتب الصحفي والمفكر محمود أمين العالم، دورًا بالغ الأهمية في الحياة السياسية والفكرية والأدبية المصرية المعاصرة، خاصة بالنسبة للتنظيمات الشيوعية المصرية، والذي كان أحد أقطابها، وظل مدافعًا عنها في العديد من كتبه التي حاربت الأصولية الدينية، واليوم تأتي الذكري التاسعة لرحيله في 10 يناير 2009. 
عُرف عن العالِم معاركه السياسية، فقد اعتقله عبدالناصر 6 سنوات من عام 1958 إلى 1964، وطرده السادات من القاهرة 10 سنوات، وعمل مدرسًا للفكر العربي المعاصر في جامعة باريس، كما عُرف بمعاركه الفكرية مع طه حسين والعقاد، حول مفهوم الأدب.
ولنتركْ الأستاذ يتحدث عما عاناه نتيجة آرائه السياسية في شهادةٍ سجلها له أحد تلاميذه الصحفيين، يقول العالِم: "سافرتُ إلى باريس وشاركتُ في إصدار مجلة اليسار العربي التي كنا نهاجم فيها السادات بسبب كامب ديفيد، فقرر الانتقام مني وأقام محاكمة غيابية حكمتْ عليَّ بقانون أسماه السادات قانون العيب، وتم مصادرة أملاكي وأموالي"، ويسأله الصحفي: وهل كان لديك في القاهرة أموال وأملاك؟ ضحك وقال: نعم.. كان لديّ سيارة قديمة ماركة رمسيس مركونة ولا تعمل، لكنه كان يستهدف من وراء ذلك فصل زوجتي سميرة كيلاني من عملها بالتليفزيون، وبالفعل نجح في ذلك، وتحملتُ ابتعادها عن عملها الذي أحبَّته بسبب مواقفي السياسية.
ولطالما حارب العالم الأصولية في كتبه ومقالاته، وكان له مقولة "يبرز التيار الديني في البداية كموقف رافض بشكل راديكالي لما يسميه التغريب والحداثة والنهضة العصرية؛ لينتهي إلى اندماج مصلحي عملي مع الأنظمة الرجعية العربية، ومع المشروعات الرأسمالية العالمية، ويصبح كذلك غطاءً أيديولوجيًّا لأشدّ السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تحالفًا وتواطؤًا مع الامبريالية والصهيونية".
عمل "العالم" كاتبًا صحفيًّا متفرغًا، ومحررًا أدبيًّا فى مجلتى المصور والهلال، ورئيسًا لهيئة الكتاب ورئيسًا لمؤسسة المسرح والموسيقا، ورئيسًا لمؤسسة أخبار اليوم، وعُرف عنه تواضعه الشديد ولم يبخل يومًا بإعطاء علمه وتحليلاته كأحد أعلام الصحافة.
وُلد "العالم" في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، وبدأ دراسته الأولى في كُتّاب الشيخ السعدني بمدخل حارة السكري، ثم في مدرسة الرضوانية الأولية بحي القرية، ثم في مدرسة النحاسين الابتدائية بحي الجمالية، ثم في مدرسة الإسماعيلية الثانوية الأهلية بحي السيدة زينب، ثم مدرسة الحلمية الثانوية بالقرب من حي القلعة.
انتسب في شبابه للحزب الشيوعي المصري، درس الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًّا)، حيث عمل بعد تخرجه في الجامعة حاصلًا منها على درجتي الماجستير والدكتوراه، كما عمل في مجلة روز اليوسف.
وأحدث كتابه "فى الثقافة المصرية"، بالاشتراك مع د. عبدالعظيم أنيس، ضجة كبرى فى الوسط الثقافى المصرى 1955، ومن كتبه المهمة: الإنسان موقف، معارك فكرية، فلسفة المصادفة، هربرث ماركيوز أو فلسفة الطريق المسدود، الوعى والوعى الزائف فى الفكر العربى، مفاهيم وقضايا إشكالية، الفكر العربى بين الخصوصية والكونية، مواقف نقدية من التراث، الإبداع أو الدلالة، من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل، والثقافة والثورة، تأملات فى عالم نجيب محفوظ، الوجه والقناع فى المسرح العربى المعاصر، البحث عن أوروبا، توفيق الحكيم مفكرًا وفنانًا، أربعون عامًا من النقد التطبيقى، وثلاثية الرفض والهزيمة.