الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

القصة الكاملة لمقتل حاخام إسرائيلي طالب بـ"إبادة العرب".. مجهولون يهاجمون حافلة مستوطنين ويطلقون 22 طلقة على "المتطرف".. والاحتلال يفشل في إنقاذه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بـ٢٢ طلقة استطاع مجهولون اغتيال الحاخام الإسرائيلى رزيئيل شيبح، أحد أكبر مؤيدى فكرة «إبادة العرب»، البالغ من العمر ٣٥ عامًا، فى هجوم على حافلة للمستوطنين.
بدأت الواقعة مساء الثلاثاء الماضى حيث أورد الإعلام الإسرائيلى فى نبأ عاجل عن هجوم فلسطينى على إحدى الحافلات التى تقل مستوطنين بينهم «شيبح»، وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية فإن منفذى العملية أطلقوا ٢٢ رصاصة على الحافلة، ما أدى لمقتل الحاخام قرب مستوطنة (جلعاد) جنوب نابلس.
وكان «شيبح» قد أصيب بجروح خطيرة فى الرقبة نقل على إثرها إلى مستشفى (بيلينسون) فى بتح تيكفا فى بداية الأمر، ليعلن عن مقتله متأثرا بجراحه بعد ساعات بسيطة.
من جانبها، زعمت القناة ١٢ العبرية: «أن المقاومين الذين نفذوا العملية، تمكنوا من الانسحاب من المكان». وردا على ذلك، هاجم مستوطنون، مركبات المواطنين قرب مستوطنة (يتسهار) جنوب نابلس.
ويعيش الحاخام (٣٥ عامًا) بالموقع الاستيطانى «حڤات جلعاد»، الواقع غرب مدينة نابلس، وهو ابن المستوطن المعروف موشى زار، الذى استولى على معظم أراضى المنطقة، ويسكن فى بيت وحيد على قمة جبل فى المنطقة، وهو من نفذ محاولة اغتيال بسام الشكعة، رئيس بلدية نابلس، كما أنه كان أهم النشطاء فى تنظيم الاعتداءات على القرى الفلسطينية فى منطقة جنوب نابلس.
وذكرت مصادر عبرية أن البؤرة الاستيطانية «جلعاد» أقيمت على اسم المستوطن الذى قتل قبل سنوات وهو «جلعاد موشى زار»، وأقيمت على يد ايتى زار عام ٢٠٠٢، ويقيم فيها ٤٠ عائلة إسرائيلية.
ونقلت المصادر العبرية عن عائلة المقتول أنه اشترى الأرض المقام عليها المزرعة، وتم تأسيس المستوطنة عام ٢٠٠٢ ردًا من «ايتى زار» لمقتل شقيقه «جلعاد زار»، الذى كان ضابط أمن المجلس الإقليمى شومرون قرب مفرق جيت.
ونوهت إلى أنه وفى ٣٠ أكتوبر ٢٠١٠، قام رئيس الكنيست فى حينه ريوفن ريفلين بزيارة رسمية للمزرعة. واجتمع مع ايتى زار وأعضاء لجنة التسوية.
ونبهت إلى أنه وفى بداية عام ٢٠١٤، وفى ضوء التفاهم مع وزير جيش الاحتلال آنذاك موشيه يعلون، وافق سكان البؤرة الاستيطانية على إخلاء أربعة منازل وفى المقابل وعد يعلون بالمصادقة على شرعية البؤرة، ولا تزال إلى اليوم محل نزاع فى المحاكم، إذ تعود الأراضى فى ملكيتها لفلسطينيين.
وعلى جانب آخر علق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على عملية إطلاق النار التى وقعت فى مدينة نابلس مساء الثلاثاء، وأدت لمقتل مستوطن إسرائيلي.
وقال نتنياهو، فى تغريدة له على «تويتر»: «أعبر عن حزنى العميق، وأقدم التعازى إلى أسرة رازيئيل شيفاح الذى قتل هذه الليلة على يد إرهابي»، وفق تعبيره وأضاف: «الأجهزة الأمنية ستقوم بكل ما بوسعها من أجل إلقاء القبض على القاتل»، موضحا أن «إسرائيل ستحاسبه».
وقال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، فى تصريح مقتضب نشره الموقع الرسمى للكتائب، إن «عملية نابلس هى أول رد عملى بالنار لتذكير قادة العدو ومن ورائهم بأن ما تخشونه قادم وأن ضفة العياش والهنود ستبقى خنجرًا فى خاصرتكم».
وباركت حماس فى بيان لها العملية البطولية، مؤكدة أنها «جاءت نتيجة لانتهاكات الاحتلال الصهيونى وجرائمه بحق أهلنا فى الضفة والقدس والمسجد الأقصى».
وأشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية البطولية التى أدت لمقتل «المغتصب الصهيوني» مساء أمس الأول فى مدينة نابلس، مؤكدة أنها تشكّل الرد الحقيقى والطريق الثورى لكنس الاستيطان، ومواجهة جرائم ومخططات الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته».
واعتبرت الجبهة أن العملية نوعية بامتياز من حيث توقيتها ودلالاتها وطريقة تنفيذها والرسائل الكبيرة الموجهة من خلالها؛ ورأت الجبهة فى قيام الاحتلال بإغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة نابلس واقتحام القرى القريبة من منطقة العملية هى سلوك المتخبط والمهزوم ودليل إفلاس لأجهزته الأمنية العاجزة عن منع هكذا عمليات نوعية.
فيما أثارت العملية ردود فعل متخبطة فى إسرائيل، وفتحت الباب أمام التصريحات العنصرية، التى يحاول كل حزب من خلالها أن يرفع أسهمه فى أوساط الأحزاب اليمينية والمتطرفين.
وميدانيا قرر جيش الاحتلال الدفع بقوات إضافية إلى الضفة الغربية وفرضَ حصارا على نابلس وقرى محيطة بها، فيما يشن حملات اقتحام واسعة بحجة البحث عن منفذى العملية الذين تمكنوا من مغادرة المكان بسلام.
و‏تفقد رئيس أركان جيش الاحتلال غادى أيزنكوت، أمس برفقة ما يسمى قائد المنطقة الوسطى فى جيش الاحتلال، موقع العملية جنوب ‫نابلس، وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال إن القادة العسكريين أجروا‬ تقديرا للموقف تقرر خلاله اتخاذ إجراءات عسكرية وأمنية مختلفة، بالإضافة إلى فرض طوق فى محيط نابلس.
سياسيا، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ببذل قوات الاحتلال كل ما بوسعها من أجل اعتقال منفذ العملية ومحاسبته.
ودعا رئيس حزب «البيت اليهودي» وزير التربية والتعليم الإسرائيلى نفتالى بينت إلى الإعلان عن البؤرة الاستيطانية «حفات جلعاد» مستوطنة «قانونية» ردا على عملية الأمس التى أدت إلى مقتل مستوطن جنوب نابلس.
وهاجم بينت الرئيس الفلسطينى محمود عباس داعيا إلى الاعتراف بالبؤرة الاستيطانية كمستوطنة رسمية كى يعلم «أبو مازن» الثمن الذى سيدفعه مقابل هذه العمليات.
وقال بينت، إنه ليس من الكافى وضع اليد على منفذى العمليات، بل علينا أن نبادر إلى رد مباشر ببناء المستوطنات التى يحاولون إزالتها، ولن يكون هناك ثمن مؤلم أكثر من ذلك لمنع وقوع المزيد من العمليات.
وفى ذات الإطار دعت وزيرة القضاء الإسرائيلى إيليت شكيد إلى طرد عائلات منفذى العمليات.
من ناحيته، استغل وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلى أوفير أوكونيس العملية ليدعو إلى إقرار قانون الإعدام للأسرى الفلسطينيين منفذى العمليات، قائلا: «أنا لا أريد أن أسمع أكثر من أولئك الذين يقفون ضد سن قانون إعدام للمخربين».
كما قال وزير الحرب الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» فى تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، لقد أوعزت لقوات الجيش بأن تضرب بيد من حديد.