الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد عبدالنبي: هناك أسماء كانت تستحق الفوز بـ"ساويرس" ولم يحالفها الحظ

الروائى الشاب محمد
الروائى الشاب محمد عبد النبى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن فوز الروائى الشاب محمد عبدالنبى بجائزة ساويرس أمرا عاديا أو مجرد فوز بجائزة، لأنه استطاع أن يصنع رقما قياسيا يضاف إلى رصيده ورصيد تلك الجائزة، باعتبار أن هذه المرة هى المرة الثالثة التى يحصل فيها عبدالنبى على الجائزة، وذلك بعد حصوله عليها قبل ذلك عن روايته «شبح أطون تشيخوف» وعن روايته «عودة الشيخ»، لذا كان احتفاله بالجائزة مختلفا تماما، كما كانت روايته منذ صدورها مثيرة للجدل.
تنتمى كتابات محمد عبدالنبي، المولود فى الدقهلية سنة ١٩٧٧، والمقيم فى القاهرة، إلى عوالم متماهية لا يمكن أن تتلمس فيها المكان بسهولة، وعن ذلك يقول: « كتابتى عموما ليست كتابة مكان، فالكتابة عن القاهرة أو الإسكندرية أو غيرهما، ليست موجودة فى كتاباتى، ولكن تركيزى الكبير على حواديت البشر الذين يسكنون هذه الأماكن، وهذا ما لاحظته فى كتاباتى ولا أفعله عن قصد».
وبالرغم من أن بداية صدور كتابات محمد عبد النبى الأدبية، كانت عام ١٩٩٩، من خلال مجموعته القصصية» فى «الوصل والاحتراق»، ثم تبعها عام ٢٠٠٠ برواية قصيرة اسمها «أطياف حبيسة»، إلا أنه يعتبر عمله الثالث « وردة للخونة» وهى مجموعته الصادرة عام ٢٠٠٣ بدايته الحقيقية، قائلا: «كان هناك عملان من قبل «وردة الخونة» وأنا أعتبرهما تمرينا على الكتابة، فهناك شخص ما زال يبحث أو يقلد، ولم يجد ذاته بعد، فهو ليس كاتبا بمعنى الكلمة، بل هو شخص تحت التمرين، إن صح التعبير»، ولكن «وردة للخونة» هى بدايتى الحقيقة، لأننى شعرت فيها بنفسي، ليس أكثر».
لست أول من يكتب عن المثليين.. وكتاباتى ترتكز على حواديت البشر
بعد ذلك قدم محمد عبدالنبى ثلاثة أعمال أدبية، هى «بعد أن يخرج الأمير للصيد ٢٠٠٨، شبح أنطوان تشيخوف٢٠٠٨، رجوع الشيخ ٢٠١١»، إلا أن عمله الأخير والفائز بجائزة ساويرس لهذا العام، «غرفة العنكبوت» كان الأكثر جدلا، حيث جاءت كاسرة لتابوه مجتمعي، متناولة عالم المثلية الجنسية وحياة المثليين فى المجتمع المصري. 
فالرواية مبنية فى الأساس على حادثة «الكوين بوت» التى جرت فى مصر عام ٢٠٠١، وهى قضية أثارت كثيرًا من الجدل فى تلك الفترة، لذلك اعتبر البعض أن الرواية جاءت دعوة لكسر التابوهات المجتمعية، إلا أن عبد النبى يرى قائلا: «ليست هناك دعوة أو غيره، فأنا لست أول شخص يكتب عن هذه القضية، ولن أكون آخر شخص، كما أن هناك أشخاصا يرونها تابوهات، وآخرين يرونها غير ذلك».
هناك أسماء كانت تستحق الفوز بالجائزة ولم يحالفها الحظ..ولدينا كتاب يستحقون ترجمة أعمالهم
تخرج محمد عبدالنبى فى كلية اللغات والترجمة، قسم اللغة الإنجليزية، وهذا جعل له رصيدا ليس هينا من الترجمات، فكان أبرزها: رواية «ظلال شجرة الرمان» لطارقى على البريطانى من أصل باكستاني، ورواية «اختفاء» لهشام مطر البريطانى من أصل ليبي.
وعن مدى رضاه عن حالة الترجمة إلى العربية أشار إلى أن «الكلام عن الترجمة العربية يحتاج إلى شرح طويل، ولست أهلا له»، أما عن الأسماء العربية التى لم تنل حظا وافرا من الترجمة، قال عبد النبي: قبل أن أوضح الأسماء التى لم تأخذ حق ترجمتها من العربية إلى اللغات الأخرى، يجب أن أكون مضطلعا على حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، وهذا أمر لا يمكن لشخص أن يدعى الإلمام به، ولكن أنا أرى أن معظم جيلي، من السبعينيات ومنتصف السبعينيات، لم نترجم بعد، بما فيه الكفاية، وهذا نقص واضح، وإن كانت هناك محاولة لتداركه من بعض الجهات مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة وغيرها، إلا أن هناك الكثير من الأسماء التى تستحق الترجمة، ولم تترجم أعمالها حتى الآن».
«الحكاية وما فيها» هى عنوان ورشة أدبية شارك فيها «محمد عبد النبي» لمساعدة الشباب المبتدئين فى الكتابة، وذلك من خلال تمارينَ مبتكرة لتناقُل خبرات الكتابة القصصية ومراكمتها عمليًّا، هذا الأمر الذى جعلنا نسأل عبد النبى إن كانت الكتابة، موهبة فطرية، يولد بها الكاتب، أم هى مهارة يمكن اكتسابها، وجاء رأيه: 
وأضاف: «ولكن كل هذا لا ينفى أن هناك سرا واضحا لا يستطيع أحد نفيه، وهو موجود عند بعض الناس بالسليقة أو بالفطرة، دون غيرهم من الناس، هذا السر البعض يسمونه الموهبة، والبعض الآخر يسمونه الاستعداد الطبيعي، لكن فى النهاية لا يمكن إنكاره».
فاز محمد عبد النبي، بالكثير من الجوائز الأدبية، إلا أن مسابقة ساويرس احتلت مكانة خاصة لديه، يرجعها عبد النبى لعدة أسباب، لعل أولها «أن هذه جائزة مصرية صميمة، وبالتالى تشعر بأنه عيد ثقافى وفنى للمثقفين والفنانين المصريين كل عام».
أما السبب الثانى فكان لحصول محمد عبد النبى على هذه الجائزة مرتين قبل ذلك» فى لحظات من مشوارى كنت أحتاج فيها إلى الدعم، فكان التشجيع من الجائزة، سواء بحصولى عليها فى المرة الأولى عن مجموعتى «شبح أنطون تشيخوف» أو فى المرة الثانية عن رواية «رجوع الشيخ» وفى كل مرة كانت بمثابة التشجيع، والتأكيد على أننى أسلك الطريق الصحيح. ضمت قائمة ساويرس العديد من الأسماء إلا أن هناك من لم يكتب لهم الفوز، كما كان هناك الكثير ممن قدموا إليها، ولم يأت اسمهم ضمن القائمة الفائزة، وقال «عبد النبى» كان هناك الكثير من الأسماء، كنت أتمنى وجودها، فأنا أعرف أناسا تقدموا إلى الجائزة ولم يكتب لهم الفوز» رافضا ذكر أسماءهم.