الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

‫انتخابات الرئاسة.. بين الديكتاتورية والديمقراطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‫هل من الممكن أن يغير الفرد أمة؟ أم أن التغيير يحدثه مجموعة من الأفراد؟ فالفرد هو أساس التقدم، ومحصلة مجموع الأفراد بقوتهم هي محصلة تقدم المجتمع، وفي الأمم المتقدمة يتعلم المواطن طوال حياته وبشكل تراكمي اكتساب القدرة على صناعة الفارق من خلال الاختيار، كحق أصيل له، لذا يعد نفسه دائما ويؤهلها لممارسة هذا الحق، إيمانا منه بقيمة ذاته وأهمية مشاركته في الاختيار لمن يسير حياته لمدة محددة بعدما بات الحكام مجرد انعكاس لرغبات المجتمع.‬
‫في الماضي، وهو ليس ببعيد، كان من الممكن للديكتاتور أن يحكم شعبه بالقبضة الحديدية، وهو ما قد يصل لعقود، ومع المتغيرات التي شهدتها حركة الشعوب لم تعد تلك السياسات صالحة في زماننا هذا، ولكن هناك نوعا جديدا من الديكتاتورية لا يعارضه المواطن، بل يرحب به ويدعمه بكل قوته، وهذا النوع هو ديكتاتورية الإنجاز، والانحياز التام لصالح المواطن وبناء مستقبله بالتزامن مع العمل على رفع معدلات جودة حياته، كما هو الحال في بعض بلدان دول أوروبا الغربية والدول الإسكندنافية.‬
‫ومنذ أربع سنوات ومصر تشهد حزمة من الإنجازات غير المسبوقة في كل القطاعات بعد أن حمل الرئيس عبدالفتاح السيسي مهام ومسئولية بناء الدولة التي كادت أن تنهار بسبب تفاقم الأزمات وتدني الخدمات وانتشار الفساد وسيطرته على مقاليد الأمور، لكن الرئيس الذي يتحلى بروح المحارب قرر المواجهة بالعمل مع التخلي عن الشعارات، لنرى كل يوم افتتاحات وتدشين مشرعات جديدة كان يتطلب تحقيقها الإرادة والإخلاص، مما جعل مصر تتحول من مرحلة الإنجاز إلى مرحلة الإعجاز، لتصبح بلادنا تسير نحو المستقبل المنشود رغم ما يحيط بها من معوقات تستهدف إيقاف المسيرة.‬
‫وبالتزامن تقترب مصر من خوض الانتخابات الرئاسية الثانية عقب ثورة الشعب المصري العظيم في الثلاثين من يونيو، لتصبح المنافسة مفتوحة أمام الجميع، لكن البعض اعتاد رؤية المستحيل في كل شيء، لذا يشوهون كل ماهو كان حلم بعد أصبح حقيقة، لأن نجاح الدولة يصدمهم، والتفاف الشعب حول زعيمه يفزعهم، فتمسك بعضهم بالعجز عن حصول المرشح على ٢٠ توكيلا من نواب البرلمان، وهو بالأمر الهين والبسيط لمن يعمل في الحقل السياسي، لأنه ليس من غير المعقول ألا يكون من يريد الترشح لرئاسة مصر غير قادر على تزكية بعض ممثلي الشعب له.‬
‫وطبقا للدستور وما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات يحق لأي مواطن تنطبق عليه الشروط الترشح، بما يعني ترسيخ الدولة لقيم الديمقراطية في المجتمع البالغ عدد أفراده ١٠٠ مليون مواطن، أغلبهم حاسم لقراره في هذا المارثون، لأن الفطرة الإنسانية تجعل المرء ينحاز لحياته ومستقبله الذي يلتقي في نقطة ارتكاز مع أفكار الرئيس وخطواته، لتصبح إنجازات السيسي وما يستهدفه من استكمال رحلة البناء لا تتعارض مع الديمقراطية القائمة على حرية الاختيار.‬