الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

على درب استعادة الدولة لأدوارها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• عندما تترك فراغات ومساحات أساسية وأنت تبنى بيتك وتؤسسه، فحتمًا ستدخل منه الحشرات والزواحف والفئران وتستغل تلك الفراغات، وسوف تلتهم وتخرب محتويات البيت لتكلفك ما لا تطيق تكلفته مجددًا، وقد تلتهم صغارك أو تحرمك منهم أو تصيبهم فى مقتل!!.
• وقتها سيكون حتميًا عليك ألا تستغرق فى إصلاح ما أفسده الفئران بقدر ما يتحتم عليك أن تشرع وفورا وأولا فى تسديد تلك الفراغات والثقوب الى استغلتها الفئران ودخلت منها كى لا تعاود الدخول مجددا وبعد عناء إصلاح تكلف الكثير من المال والجهد والوقت!!.
• ثم تشرع بعدها فى علاج ما أفسده الفئران.
• المثل كاشف لما حدث، وتحديدًا منذ العام ١٩٥٢، حتى حدثت انتفاضة العام ٢٠١١، من قبل حكام التبس لديهم معنى «الدولة»، ومضمون مقولتها، فالتبست تاليًا أدوارها ووظيفتها الحصرية، فانشغلوا بعيدًا عنها وراحوا يشرعون فى أدوار هى ليست للدولة أصلا، فحدثت ثقوب وفراغات اتسعت شيئًا فشيئا وتضخمت مع زيادة سكانية منفلتة، استغلتها جماعة الإخوان الإرهابية أفضل استغلال ووظفتها أحسن توظيف وطرحت نفسها للمصريين بديلًا للدولة وللنظام.
• حيث كان تقاعس النظام عن أدوار الدولة التقليدية، بالإضافة إلى إخفاقه فى أدوار اصطنعها للدولة دون أن تكون من أدوارها أصلا، «تحرير القدس» إعطاء ما يحتاج إليه الإخوان وما ينقصهم للانطلاق والتحليق فمدهم به على غير إدراك ودونما قصد وبجهل واستهتار شديدين!!.
• انسحب النظام من خدمات أساسية كالصحة والتعليم والعدل والأمن والنقل والإسكان والتشغيل، وإهمال بناء شبكة ضمان اجتماعى، فأعطى الفرصة كاملة لجماعة الإخوان الإرهابية أن تتحول إلى دولة داخل الدولة، وأن تمارس أدوار الدولة، وأن تصنع وتنجح فى ما يخفق فيه النظام!!.
• أضف إلى ذلك انشغال النظام عن تحسين الخدمات الأساسية وتطويرها ومحاولة تخفيف عذابات المصريين من جرائها، بالإضافة إلى تركه أيضا لفساد تجاوز الحدود وجرف السدود وزكم الأنوف، كان ذلك سببًا لإنتاج غضب وحنق ويأس يفوق التقديرات.
• وسيظل الأمن القومى المصرى، والدولة فى مصر، مهددين بخطر تنظيم الإخوان ومخاطر عودتهم مجددًا واختطافهم للدولة المصرية، طالما لم نحاول المسير على درب استعادة الدولة لأدوارها التقليدية فى السهر على علاج عذابات الناس، والانشغال بما يشغلهم ومحاولة حل مشاكلهم وتحسين الخدمات وتقديمها لهم ومحاولة إجهاض أسباب غضبهم، وإزالة أسباب ضجرهم.
• سنظل مهددين بخطر الإخوان طالما لم نقرر بعد السير علي درب سد الفراغات وملئ الفراغات والانشغال بها بدلًا من الانشغال بعيدا عنها، وهو ما يحتم على الرئيس أن يسير فيه إذا ما انتوى أن يترشح لفترة رئاسية جديدة وحالفه التوفيق.
• وعليه، يتحتم على الرئيس فى فترته الثانية أن يقطع على نفسه وعودًا صارمة بأنه سيعمل ليل نهار على سد الفراغات التى تسللت منها الجماعة إلى المصريين سابقا، ومحاولة سد الثقوب وملء الفراغات وإعادة الاعتبار لدور الدولة الذى غاب، وحضورها الذى ولى وغرب!!.
• وأنه سيسهر على محاولة تطوير جميع الخدمات التى تقدم للمصريين، وأنه سيسعى جاهدًا فى مشروع الحكومة الإلكترونية، كى يضع حدًا لعذابات المصريين اليومية فى تعاملهم مع الجهاز الحكومى للدولة وخصوصا وزارتى الداخلية والعدل.
• كما أن عليه أن يقطع عهدًا ووعدًا على أنه سيعيد للدولة الدور والاعتبار والحضور من أجل حماية المواطن صحيًا وأنه لن يتركه نهبًا للقطاع الخاص الذى سمحت له الدولة بأن يساهم فى تقديم الخدمة الصحية والتعليمية، بينما انسحبت هى تمامًا ولم تحم المصريين من الاستغلال!!.
‏• على الرئيس ورغم كل ما نجح فى إنجازه وما اتخذه من قرارات (أجلها أسلافه سنين خوفًا من غضب وثورة المصريين وخوفا على كراسيهم) أن يسعى لامتلاك مصر لقمر صناعى يعيد الأمن إلى سيناء وإلى الحدود الغربية مع ليبيا.
• على الرئيس أن يعيد تشغيل كل المصانع التى توقفت عن العمل حتى تعود الصادرات لرقم الصادرات فى العام ٢٠١٠ وتخفيض الواردات حتى تعود قيمة العجز فى الميزان التجارى إلى حدود ٢٠١٠.
• على الرئيس أن يقطع على نفسه عهدا بمراجعة وتطوير مقرراتنا الدراسية فى التعليم المدنى والدينى، وأن يحرك البرلمان للقيام بدوره فى هذا الشأن.
• الدولة عندما تذهب بعيدا عن مواطنيها، وعن شواغلهم، فهى تعطى للآخرين ما يريدون، نرجو الإدراك.