الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مدير مركز «سمت» للدراسات: الحل العسكرى وحده لن يقضى على الإرهاب.. الإخوان «صاحبة السبق» فى انتهاج العنف.. ولا تختلف عن القاعدة وداعش الرياض تدرك تمامًا أهمية استقرار القاهرة

الكاتب السعودي أمجد
الكاتب السعودي أمجد المنيف، مدير مركز «سمت» للدراسات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى وقت عصيب يمر به الإقليم بزخم بكم هائل من التطورات والأحداث والتغيرات التى طرأت على معظم بلدن منطقة الشرق الأوسط، فى وسط كل هذا يبقى للمملكة العربية السعودية، دور مؤثر وكبير من شأنه التأثير والتأثر فى كافة مجريات الأمور والقضايا الراهنة، وعلى رأس كل هذا يظل ملف مكافحة الإرهاب وقوى التطرف، فكان لنا هذا الحوار مع الكاتب السعودى أمجد المنيف، المدير العام لمركز «سمت» للدرسات، للوقوف على مستقبل وحاضر المملكة، ورؤيتها لمحاربة قوى الظلام والتطرف، فى ظل صعود نجم الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد، الذى ألمح فى أكثر من مناسبة إلى ضرورة التصدى بكل قوة إلى الإرهاب والقوى المؤثرة فيه، وعلى رأسها إيران وتركيا وقطر.


■ العلاقات السعودية المصرية تميزت على مر العصور بتوافق واتفاق بشكل شبه دائم، باستثناء خلافات عابرة حول بعض المواقف التاريخية، والتى سرعان ما تنقضى وتزول.. هل من توصيف دقيق من جانبكم لهذه العلاقات خلال الفترة الراهنة؟
- أظن أن الرياض تدرك تماما أهمية استقرار مصر، والأمر مثله فى القاهرة فيما يتعلق بالسعودية، خاصة أن الدولتين قائدتان فى المنطقة، ولهما ثقل وعمق يتعدى لبقية دول المنطقة. يمكن القول إن العلاقات السعودية المصرية، صمام أمام للمنطقة ككل، والقيادتان السعودية والمصرية تدركان حجم التحديات التى تعصف بالمنطقة، وصعوبة وحساسية الظرف التاريخى الراهن.
السعودية بشكل خاص تعرف طبيعة الظروف التى تواجهها الحكومة المصرية، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب أو فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، وتبعات حكم جماعة الإخوان وحالة الفوضى الناتجة عنها فى المنطقة، ولذا فهى لم تتوان أبدا فى تقديم الدعم لها فى مختلف الأصعدة.
■ مؤخرا ظهرت بوادر عهد جديد للسعودية، والكل يحيل ذلك إلى رؤية ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.. فى رأيك كيف ترى رؤية ٢٠٣٠ فيما يخص القضايا العربية والإسلامية؟
- العنوان العريض لـ«رؤية السعودية ٢٠٣٠»: (السعودية.. العمق العربى والإسلامي.. قوة استثمارية رائدة.. ومحور ربط القارات الثلاث)، ما يعنى أن المملكة العربية السعودية تضع نصب عينيها أن تكون دائما قائدا للأمة العربية والإسلامية فى قضاياها المشتركة وآمالها وطموحاتها ومستقبلها، وتدفع ما يهدد أمنها واستقرارها. وبالمناسبة، هذا الأمر تحديدا ليس جديدا من خلال الرؤية، وإنما تأكيد للريادة، ووضوح فى التعاطي، واستمرارية فى الدعم.
■ المملكة تقوم بدور رئيسى فى محاربة الإرهاب، وولى العهد له تحركات وأطر خاصة فى هذا الصدد، ومنها تشكيله للتحالف الإسلامى لمحاربة داعش وغيره من سبل مكافحة الإرهاب.. فهل من توضيح وشرح لرؤية السعودية فى التصدى لقوى التطرف والإرهاب؟.
- كانت السعودية من أوائل الدول التى عانت من الإرهاب والتطرف، وللمملكة تجربة رائدة فى مجال مكافحة الإرهاب على كافة المستويات الأمنية والفكرية، أصبحت أنموذجا يحتذى به عالميا، وهذا ما يقوله عدد من المؤسسات الأمنية والعسكرية حول العالم. اليوم، وجدت المملكة الحاجة أكبر وأكثر إلحاحا فى توحيد جهود الدول العربية والإسلامية للتصدى لهذه الظاهرة التى تعانى منها بشكل أكبر المجتمعات العربية والإسلامية، للقضاء عليها بشكل نهائى من خلال تكاتف الجهود وحشد الإمكانات، ولذلك جاءت المبادرة من قبل ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بالدعوة إلى تأسيس التحالف الإسلامى العسكرى لمكافحة الإرهاب، والذى يعمل على تنسيق الجهود بين الدول الأعضاء البالغ عددهم ٤١ دولة فى المجالات العسكرية والإعلامية والفكرية وغيرها. فى الوقت نفسه، لم تغفل السعودية أهمية مكافحة التطرف للقضاء على الإرهاب، بكل أنواعه، وسعت مع بعض الدول لتأسيس مركز عالمى لمكافحة التطرف، «اعتدال»، والذى يحظى بجلس إدارة عالمي، وتم افتتاحه بحضور الرئيس الأميركى والعاهل السعودى وأكثر من ٥٠ زعيما ورئيس عربيو إسلامي، فى «قمة الرياض».
■ فى أكثر من مناسبة، أشار ولى العهد السعودى إلى أن السعودية ستعود إلى عهود ما قبل ١٩٧٩ فى إشارة إلى إيران، وما نتج عما يسمى بالثورة الإيرانية فى ذلك الوقت.. فهل تسمح بأن تشرح للقارئ المصرى ما هو الفارق بين سنوات ما قبل ١٩٧٩ وبين ما بعدها؟ وما الخطوات التى ينتهجها الأمير محمد بن سلمان حاليا ومستقبلا للتخلص من رواسب السنوات الماضية؟
- فى الفترة ما قبل الثورة الخمينية وما أفرزته من تطرف مضاد، كانت المملكة العربية السعودية كغيرها من المجتمعات العربية لا تعرف الخطاب المتشدد كخطاب دينى سائد فى الأوساط الدعوية، ولكن منذ بداية هذا التاريخ تم استبدال الخطاب الوسطى بخطاب آخر فى الأوساط الدينية (غير الرسمية) نتيجة ظروف عديدة، فظهر ما يعرف بـ«الصحوة»، وبقيت إفرازات هذا الخطاب ما بين مد وجذر، وهو الأمر الذى وضع له الأمير محمد بن سلمان حدا بالإعلان عن عودة السعودية إلى ما قبل عام ١٩٧٩. أن تكون السعودية منارة للتسامح، والإسلام الوسطى المعتدل، والانفتاح على الآخر والتعايش معه.
- فى ظل ما يعانيه العالم أجمع من ويلات الإرهاب، تتجه أنظار البعض ناحية تنظيم الإخوان ويحملونه مسئولية هذا الإرهاب بشكل غير مباشر (من الناحية الفكرية)، استنادا إلى كون أغلب مؤسسى تنظيمات الإسلام السياسى وجماعات التكفير والجهاد قادمون من رحم «الإخوان»، ويعتنقون فكر سيد قطب التكفيري.. فهل تتفق مع هذه الرؤى؟ وعلى كل إلى أى مدى تحمل «الإخوان» هذه المسئولية؟.
- المستقرئ لتاريخ جماعات العنف والإرهاب المعاصرة يصل إلى عدد من النتائج، فى مقدمتها أن جماعة الإخوان كانت «صاحبة السبق» فى انتهاج العنف عبر التنظيم السرى للجماعة، وقيامها بممارسة الإرهاب منذ وقت مبكر، بالإضافة إلى خروج عدد من الأطروحات المتشددة من رحم أفكار سيد قطب المنظر الأبرز فى تاريخ الجماعة.
أظن أن هذه الجماعة تحتضر، شأنها شأن «القاعدة» و«داعش»، وعدد من الحركات الإرهابية الطارئة، التى حاولت أن تصعد على الظروف، وتستفيد من المنعطفات التاريخية.. مع الأخذ فى الاعتبار الغطاء السياسى الذى حاولت أن تلتحف به جماعة الإخوان، التى ما لبث حتى أفصحت عن أطماعها وإرهابها وجنونها.
■ وفى رأيكم.. كيف ترى سبل تجديد الخطاب الدينى بالسعودية؟ وكذلك قرارات خادم الحرمين الأخيرة بشأن قيادة المرأة للسيارة وافتتاح قاعات للسينما؟
- التغيير دائما يحدث باستحداث الأنظمة والقوانين، مع أهمية الوعى بالتأكيد. كما أنه يحتاج أجيالا للتشكل الكامل، لكن فى نفس الوقت لا بد من الإشارة للقبول المجتمعى الكبير للتصحيح، وتعطشهم للعودة لمرحلة التسامح. كما أشار ولى العهد السعودى- فى لقاء سابق له- إلى أن المملكة العربية السعودية تعود إلى ما قبل حقبة ١٩٧٩، فالسينما وإن غابت عن المملكة طيلة ٣ عقود، إلا أنها كانت حاضرة فى وقت سابق، والقرارات الأخيرة التى اتخذتها المملكة فى اتجاه تمكين المرأة السعودية تأتى فى إطار سلسلة من العمل المتراكم. كما لا نغفل أهمية دعم مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الصحفية، وتحرير الكثير من المؤسسات الحكومية من البيروقراطية التى تصب بشكل غير مباشر فى إثراء منهج التجديد.
■ المملكة السعودية لها دور كبير فى إنقاذ اليمن من ويلات الحوثيين وعملاء إيران.. هل من وصف لديكم لطبيعة الأوضاع الراهنة فى اليمن، خاصة بعد مقتل على عبدالله صالح على خلفية توصيفه للحوثيين بالميليشيا وتحالفه مع السعودية؟
- يجب أن يعلم القارئ أن صالح قد كان غطاءً سياسيا للإرهاب الحوثي، حيث يمثل حزبا سياسيا رسميا بالرغم من كل شيء، الآن هى مجرد ميليشيات إرهابية، مدعومة من إيران. أصبح الحوثى فى مواجهة مع الشعب، الذى يلاحقه بالثأر، ويرفض الإرهاب، ويبحث عن يمن سعيد مستقر.
أيضا، أعتقد أن الصورة اتضحت لجميع الأحزاب والفصائل اليمنية أكثر من أى وقت مضى، وحان الوقت لأن يعرف الجميع عدوهم الحقيقى، الذى لا يهدد جيران اليمن وحده والمنطقة، وإنما يهدد عروبة وأصالة ومستقبل اليمن، فالحوثى لا يمكن الوثوق به أو التحالف معه، فهو لا يملك أجندة حقيقية تعبر عن الشعب اليمني، إنما هو مجرد أداة من أدوات الإرهاب والطائفية الإيرانية.
■ العديد من دول العالم وعلى رأسها الرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) يتهم دولة قطر بتمويل الإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية ماليا ولوجستيا وإعلاميا عبر قناة الجزيرة.. ففى نظرك هل ستنصاع قطر إلى دول الرباعى أم ستستمر فى نهجها الحالى؟
- حسب قراءتى للمشهد، أظن أن قطر ستتراجع خلال عام أو عامين ربما، لأن الأمر لا يتعلق برغبتها وإنما بالضرورة الملحة، والأمر أكثر دقة فى الاقتصاد واستضافة كأس العالم. انكشف الغطاء عن قطر حاليا، وصارت الأمور واضحة للعيان أمام المجتمع الدولي، وسواء عاندت قطر أم راجعت حساباتها، فالمعادلة تغيرت تماما، فقطر بنفسها اعترفت بتمويل الإرهاب، وهى تحتضن الإرهابيين والمنبوذين، وتسخر إعلامها وقنواتها كأبواق لتنظيم الإخوان، ولذا فالنظام القطرى عليه أن يتحمل تبعات ذلك بالإضافة إلى توفيره غطاء لـ«القاعدة» و«داعش» والحوثى وحزب الله ونظام إيران الإرهابي، حيث إن زمن الطبطبة انتهى، والصبر العربى نفذ، ولن تعود الأمور إلى الوراء ما لم يكن هناك حزم.
■ ومع قطر تلقى دولة تركيا مثل الاتهامات سالفة الذكر.. إلى أى مدى تتفق مع هذا؟
- تركيا- بنظرى- لا تقل إرهابا عن قطر، حيث كانت المنقذ للدواعش، الذين عادوا إليها مفجرين بعد التضييق، وأردوغان، العائد من خسارات الاتحاد الأوروبى والتضييق الأمريكى والتراجع الاقتصادى يبحث عن داعم مالي، يحاول أن يستغله، ويركب موجة الشعارات المزيفة. تركيا وقطر يدعمان ويعملان ضمن منظومة الإخوان المسلمين فى الوقت الراهن، ويوفران لها الدعم عبر مستويات عديدة، وكلاهما يتفق فى ذلك، لتحقيق أطماعهما فى المنطقة.. فتركيا «الأردوغانية» تطمح إلى وهم انبعاث العثمانية من جديد، بينما تبحث قطر عن دور مزعوم يفوق حجمها ويقفز على حقائق التاريخ والجغرافيا. المشكلة أنهما لم يحفظا التاريخ جيدا!
■ وأخيرًا.. بحكم خبرتكم كيف ترى الطريقة المثلى لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش والقاعدة؟ وهل لديكم «روشتة» لعلاج هذه الظاهرة المأساوية؟
- مواجهة الإرهاب ليست بالعمل اليسير، ولا يمكن للحل العسكرى أو الأمنى وحده أن يحقق المعادلة، ولذلك فالجهود الحالية المبذولة فى إطار التحالف الإسلامى العسكرى عبر كافة المستويات العسكرية والإعلامية والفكرية، بالإضافة إلى جهود وتشريعات تجفيف منابع التمويل أجدها تسير فى الاتجاه الصحيح، إضافة إلى الضربات التى تلقاها تنظيم الإخوان المسلمين ومن خلفه النظام القطرى، كفيلة بإحداث توازن واستقرار فى المنطقة، ستظهر ملامحهما بشكل أكبر، مع تقليم أظافر الأيادى الإيرانية العابثة فى بعض عواصمنا العربية، وهو بالفعل ما يتحقق حاليا.

محمد بن سلمان


«السكينة» و«المناصحة» و«التحالف الدولى».. استراتيجيات المملكة لموجهة الإرهابيين
تميم

أطلقت خطتها فى بداية التسعينيات مع ظهور الجماعات المسلحة
بدأت المملكة العربية السعودية تجربتها فى مكافحة الإرهاب بداية التسعينيات، بعد تعرضها لعدد من الهجمات الإرهابية التى وصلت ذروتها فى ٢٠٠٣، مما دفعها لتبنى منهجًا خاصًا لمواجهة التهديدات الإرهابية، على أساس اجتثاث الإرهاب من جذوره الفكرية، ونشر الفكر المعتدل إلى جانب المواجهات الأمنية.
وبدأت التجربة السعودية فى محاربة تنظيم القاعدة والعديد من التنظيمات الإرهابية قبل صعود تنظيم «داعش» بإطلاق عدة برامج كان أهمها:
أولا: برنامج «السكينة» عام ٢٠٠٣، وهو عبارة عن حملة إلكترونية تطوعية تحت إشراف حكومى، مهمتها تعزيز الفكر الوسطى وإزالة الشبهات، والحوار عبر شبكة الإنترنت.
ثانيا: برنامج «المناصحة» ويخضع لإشراف وزارة الداخلية، مهمته التعامل مع المتورطين فى القضايا الإرهابية من خلال تصحيح المفاهيم، وإعادة دمجهم فى المجتمع، وقد وصفها أحد مراكز الأبحاث الأمريكية بـ«الاستراتيجية اللينة».
كما تبنت السعودية منذ ٢٠٠٤، نهجًا جديدًا للتعامل مع التهديدات الإرهابية، اعتمد على التوفيق بين الأساليب الأمنية المعتادة، وأساليب اجتثاث جذور الفكر المتطرف، من خلال مواجهة هذا الفكر ونشر الفكر المعتدل، وارتكزت هذه الاستراتيجية بشكل رئيسى على إعادة تأهيل المعتقلين فى السجون، من خلال برامج لفهم الدين بصورة صحيحة، والتأهيل النفسى، فضلًا على تقديم الدعم المادى للمعتقلين بعد إطلاق سراحهم، ما أسهم فى إعادة اندماجهم فى المجتمع مجددًا، وأبرزت هذه الاستراتيجية درجة كبيرة من النجاح، إذ تمكنت من إعادة دمج بعض المعتقلين بالفعل فى المجتمع.
ويعد الجانب الدينى أحد الجوانب الرئيسية فى التجربة السعودية، بحسب دراسة أمريكية بعنوان: «جبهة القاعدة الثالثة: السعودية» أوضحت أن الفتاوى الدينية مثلت جانبًا مهمًا من جوانب الاستراتيجية السعودية لمواجهة الإرهاب، استنادًا لفتوى المفتى العام بالمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، التى أصدرها أول أكتوبر عام ٢٠٠٧، وتحظر على الشباب السعوديين الانضمام إلى الحركات الجهادية فى الخارج.
وتتلخص السياسة السعودية لمكافحة التطرف والراديكالية، فى خطة أُطلق عليها «استراتيجية الوقاية وإعادة التأهيل والنقاهة»، وهي استراتيجية ترتكز على اقتناع المسئولين فى المملكة بأن مواجهة التطرف والإرهاب لا يمكن أن تتم بالوسائل الأمنية التقليدية بمفردها، ولكنه يتطلب وسائل أخرى أقرب ما تكون إلى المواجهة والحرب الفكرية، بجانب عدم الاقتصار على إعادة تأهيل المعتقلين وتبنى نهج وقائى يحاول اقتلاع التطرف من جذوره ونشر الفكر المعتدل، ما فرض مشاركة مؤسسات الدولة جميعا فى هذه التجربة، وهو ما يحسب لوزارة الداخلية فى المملكة، بحسب ما طرحته دراسة مفصلة صادرة عن مؤسسة «كارنيجى للسلام الدولى»
كما اعتمدت السلطات السعودية على معدل الارتداد أو «النكوص»، وهى أداة لتأكيد مدى نجاح التجربة، خاصة أن المؤشرات الأولية أوضحت نجاح برامج إعادة التأهيل، ولكن المؤشر ذاته كشف فيما بعد عن المشكلات التى تواجه هذه التجربة، بعدما أعلنت السلطات بعد شهر يناير ٢٠٠٩.
وبعد ظهور تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق، وميليشيات الحوثيين فى اليمن منذ عام ٢٠١٣، دعت السعودية لتشكيل التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب، وتم الإعلان عنه من قبل الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولى العهد فى ديسمبر عام ٢٠١٥، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية فى مواجهة الإرهاب.
وتشكل التحالف الإسلامى، الذى انطلقت أعماله يوم الأحد فى الرياض، من ٤١ دولة عربية وإسلامية، ويتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا له، ويركز التحالف على المساعدة فى تنسيق تأمين الموارد والتخطيط للعمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب فى الدول الأعضاء، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بصورة آمنة، ويشمل أيضا تشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب من أجل ردع العنف والاعتداءات الإرهابية.
كما يؤكد على أهمية المحافظة على عالمية رسالة الإسلام الخالدة، والتصدى لنظريات وأطروحات الفكر الإرهابى، تطوير وإنتاج ونشر محتوى تحريرى واقعى، بهدف فضح وهزيمة الدعاية الإعلامية للجماعات المتطرفة، ومحاربة تمويل الإرهاب بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية فى مجال محاربة تمويل الإرهاب فى الدول الأعضاء.
أردوغان
السعودية كانت من أوائل الدول التى عانت من الإرهاب والتطرف، وللمملكة تجربة رائدة فى مجال مكافحة الإرهاب على كل المستويات الأمنية والفكرية

أمجد المنيف




لقاء يجمع السيسي وسلمان


السعودية من أوائل الدول التى عانت من التطرف

أزمة تركيا وقطر أنهما لم يحفظا التاريخ جيدًا

الفتاوى الدينية مثلت جانبًا مهمًا من جوانب الاستراتيجية السعودية لمواجهة الإرهاب، استنادًا لفتوى المفتى العام بالمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، التى أصدرها أول أكتوبر عام ٢٠٠٧، وتحظر على الشباب السعوديين الانضمام إلى الحركات الجهادية