السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"جسور إلى بيت لحم".. وثائقي يبرز مظاهر الاحتفال بميلاد المسيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية، تحت مسمى «جسور إلى بيت لحم»، أبرز فيها مظاهر احتفالات عيد الميلاد المتنوعة فى عدة بلاد.
من خلال الفيلم، أكد الدكتور القس منذر إسحق، راعى الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، فى الأردن والأراضى المقدسة، أن فترة الميلاد مميزة فى فلسطين، وبالأخص بيت لحم، وتبدأ الاحتفالات بعيد الميلاد حسب الطقس الكنسى فى فترة الاستعداد للمجىء قبل أربعة «أحاد» من تاريخ العيد.
وأضاف «إسحق»: «عادة ما نضىء شمعة كل يوم أحد لحين يوم أحد الميلاد، فيتم إضاءة أربع شمعات، والشمعة لها مدلول روحي، فهى ترمز إلى النور، وهو نور المسيح، والكنيسة تتوشح باللون البنفسجي، وهو اللون الملوكي، كون يسوع المولود فى بيت لحم هو ملك الملوك، وفى هذه الفترة يتم التركيز على الاستعداد للمجىء، بتهيئة قلوبنا بتوبة صادقة بقراءة الكلمة المقدسة «الكتاب المقدس»، والمصالحة بين بعضنا البعض.
وأضاف «إسحق» أن ما يميز عيد الميلاد هى ترانيم الميلاد، حتى الملائكة فى فترة ميلاد المسيح رنمت فى السماء، قائلة: «الْمَجْدُ للهِ فِى الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»، قائلا: «فى العيد، تحتفل كنائسنا بخدمة خاصة فى الصباح، وهذه الخدمة تمتاز بكونها خدمة عائلية، أى تحضر كل عائلات الكنيسة مع الأطفال، وتكون هناك تمثيلية تجسد قصة الميلاد، وترانيم للأطفال فى جو يسوده الفرح والمرح، وليلة عيد الميلاد مثل كل الكنائس هى ليلة مميزة فى بيت لحم، وبكنيستنا نحتفل عادة بخدمة كبيرة، يشترك فيها الرعية الإنجيلية فى القدس، وتصلى باللغة الإنجليزية والألمانية فى خدمة مهيبة، وكل الكنائس فى فلسطين تكون مليئة بالجنسيات المختلفة حول العالم للاحتفال بعيد الميلاد، وليتورجية الكنيسة وهى «نظام العبادة داخل الكنيسة فى ليلة الميلاد»، تساعد المؤمنين على اختبار معنى عيد الميلاد، حيث إنهم يشتركون مع بعض فى العبادة بنفس واحدة كمؤمنين.
واستطرد «إسحق»، فى هذا العام يأتى العيد فى فترة صعبة على فلسطين، لكن العيد مناسبة مهمة جدا، تذكرنا أن الله معنا، والله يشعر معنا، وحينما نقول فى عيد الميلاد، إن عمانوئيل الله معنا، هى ليست مجرد عبارة لها مدلول فقط، ولكن لأن هذه المقولة تكون اليوم، هى مقولة وعبارة عزاء وتشجيع، هى إنجيل الميلاد، وأن الله لم ينسنا، وأن الله افتقد شعبه فى هذا الزمن.
وفى السياق نفسه وداخل الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية، قال الخورى جول بطرس، كاهن الرعية، إن الكنيسة بدأت فى مساعدة المؤمنين فى التهيئة لاستقبال عيد الميلاد بزمن يسمى زمن المجيء، وهذا الزمن يمتد على ستة أسابيع سابقة للميلاد، ونتأمل فيها بقراءات إنجيل الآحاد عن بشارة الملاك لزكريا، وبشارة الملاك لمريم العذراء، حيث زارت مريم العذراء نسيبتها اليصابات، ومولد يوحنا المعمدان، والبيان ليوسف بحلم، ونختتمها بحلم نسب يسوع.
وأضاف «بطرس»: «التراث التقوى السرياني، نقل لنا صلاة جميلة جدا نسميها صلاة التسعاوية، حيث نصلى من 16 ديسمبر إلى 24 من نفس الشهر، ليلة عيد الميلاد، وهذه الصلاة ترمز إلى التسعة أشهر التى انتظرت فيها السيدة العذراء مريم ميلاد الطفل يسوع، وتنتهى باستقباله وولادته فى قلوبنا، تعويضا عن الإهانة التى اختبرها الطفل يسوع، عندما ولد ببيت لحم، ولا بيت تم استقباله فيه.
واستطرد «بطرس» قائلا: «الصلوات التسعاوية تساعدنا النصوص الموجودة فيها على التوقف عند 12 محطة من حياة يسوع الطفل، وهذه الصلوات نتأملها بحضور القربان المقدس، وسجودنا للقربان كما سجد إليه المجوس فى ليلة الميلاد».
وأضاف «بطرس»، فى ليلة عيد الميلاد تحتفل الكنيسة بقداس نصف الليل، وما يميز هذا القداس هو رتبة تسمى الشالة، وهى تستبق القداس، ومن يترأس القداس يحمل دمية لطفل صغير، يرتدى ثيابا بيضاء كرمز للطفل يسوع، ويمرره فوق شىء مدهب مستدير على هيئة دائرة مليئة بالرمال، وتقاد فيها نيران، ويمرر الممسك بالدمية فوق النيران ثلاث مرات، وتتردد الألحان مع هذا الطقس الكنسي، وعندما نصل إلى تلاوة الإنجيل، وعند تسبحة الملائكة، يقف الكورال مع الشعب ومع المحتفلين ويرنم مع الملائكة: «الْمَجْدُ للهِ فِى الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» ثلاث مرات، ومع التمجيد يقوم المحتفلون ويمر وسطهم الرتبة الكنسية، وهى تحمل الصبى، وهم يرددون الألحان والشورية التى تبخر الطفل الصبى ويأخذه القس، ويهيئ له المكان المخصص، وهو المزود الذى يكون مصنوعا بجوار المذبح.
وعن مظاهر الكنيسة الأسقفية فى القدس والشرق الأوسط، وبالأخص كنيسة القديس أندراوس الأنجليكانية - أبو ظبي، قال القس أندى طومسون، راعى الكنيسة: «نحن نحتضن أكثر من خمسين جماعة مسيحية، أى أكثر من عشرة آلاف زائر كل أسبوع، ويزورنا أشخاص من جنسيات عديدة ومتنوعة، ومن طوائف مختلفة يلتقون هنا، فتستطيع فى أى يوم جمعة أن تشهد ترانيم من الليتورجيا الأرثوذكسية الأثيوبية القديمة، وغناء الجوقات وقرع الطبول، وتجد الكنيسة الخمسينية الهندية تردد مع أعلى صرخة «هللويا»، وتجد الكنيسة الأنجليكانية تستضيف الاحتفال التقليدى بالافخارستيا، وآخرون كثيرون مثل الميثوديست الكوريين، والصينيين الإنجيليين، وكنيسة باكستان، وكنيسة الهند الجنوبية، ولدينا مجموعات تتكلم عدة لغات مختلفة تجتمع هنا».
وتابع «طومسون»: «ولكن فى جماعتنا نحن، الكنيسة الإنجليكانية، نستضيف عادة أشخاصا من حوالى ستين جنسية مختلفة، فى خدمة يوم الجمعة، وفى عيد ميلاد يسوع، وخلال زمن الميلاد، نقوم باحتفالات تجدون مثيلا لها أينما كنتم حول العالم، مثل قداس منتصف الليل، وقداس واحتفال فخارستى يوم العيد، ولدينا عمل مسرحى ميلادى للأطفال، ولدينا خدمة ليلة الميلاد التى تذكرنا بأن المسيح هو نور العالم.
وأضاف: «ما نقوم عادة خلال زمن المجىء، هو أن نتذكر مجىء الملك، الطفل يسوع»، ونقوم بتقليد الدروس التسعة والترانيم وهكذا، ولدينا عدة أنواع من الخدم الميلادية، حيث يأتى المسيحيون معا ليسمعوا من جديد وبشكل متجدد قصة ميلاد يسوع».
واستطرد طومسون بأنه يعتقد أن الأمر الأهم الذى يجب تذكره عن كنيسة الإمارات العربية المتحدة، هو أن روادها يكادون يكونون 100 % من المغتربين، ولا أحد يأتى من الجنسية الإماراتية، وكل الناس هنا زوار لهذا البلد، فهم بالتأكيد يحنون إلى وطنهم، وهم بعيدون عن عائلاتهم، ولذلك فمن المهم للكنيسة أن تقدم مساحة يستطيع فيها الناس أن يلتقوا كجماعة، وهذا تذكير لنا بأننا غرباء فى أرض غريبة، وأن مسيحنا كان أيضا بدون بيت بشكل أو بآخر، ويشعر الناس بذلك ويتماهون مع ذلك، ولذلك حين نجتمع معا فى زمن الميلاد يخالجنا شعور انتماء، وانتماء لجماعة عالمية، والانتماء لمكان يرتفع فوق جنسياتنا، ونفرح بأننا نستطيع أن نجمع عددا كبيرا من الأشخاص المتنوعين بشكل عائلة.