السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

باحث إيراني يرصد 5 أسباب للثورة على "الملالي".. و7 فوارق بين احتجاجات 2017.. والثورة الخضراء في 2009.. و"مجيد": النظام لن يقدم تنازلات.. والاحتجاجات ليست مسيّسة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع تواصل الاحتجاجات التى عمت مختلف المدن الإيرانية، وفى ظل تناقض كبير بين الأرقام الرسمية للقتلى والمعتقلين وما ينشره المحتجون، يظل السؤال حول أسباب اندلاع هذه الاحتجاجات.
كتب ناشط إيرانى مقيم فى دبى يدعى محمد مجيد ١٥ تغريدة متسلسلة، قدم من خلالها أسباب وطبيعة التظاهرات التى تشهدها بلاده، وإلى أين تتجه، وجاء نصها: 
١- خسرت ١٦٠ ألف عائلة فى مدينة مشهد أموالها فى مشروع شانديز السكني، وكان هذا المشروع عبارة عن أكبر عملية نصب واحتيال، والمتورطون فى هذه السرقة مسئولون فى النظام لم تتم محاسبتهم.
٢ - أكثر البنوك الإيرانية التى أعلنت إفلاسها هى فى مدينة مشهد الإيرانية، وفقد الناس أموالهم بسبب إعلان هذه البنوك عن إفلاسها، وتجاهلت الحكومة الإيرانية مطالب الشعب الإيرانى فى قضية إفلاس هذه البنوك، وركزت على الاتفاق النووى الإيراني.
٣- بعد إيقاف الرحلات السياحية الدينية بين دول الخليج وإيران، خسر أهالى مدينة مشهد الآلاف من فرص عملهم واستثماراتهم، وأغلق العديد من المصانع الصغيرة والمحال التجارية، لأنها كانت تعتمد على الزوار الشيعة الخليجيين. وبعد حرق السفارة السعودية انتهى ذلك كله.
٤- أكبر جالية أفغانية توجد فى مدينة مشهد، تنافس أهالى المدينة على فرص العمل، بعد أزمة الإسكان وأزمة إفلاس البنوك وفقدان المدينة المداخل السياحية وارتفاع الأسعار وازدياد نسبة البطالة، أصبح الفقر والإدمان والبطالة تنهش فى جسد هذه المدينة وسكانها وتعدادهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.
٥ - من هنا، كل الأسباب الموضوعية توفر بيئة جاهزة لانطلاق أى حراك شعبى ضد الفقر والبطالة وما يعانيه أهالى مشهد، المطالب نفسها التى خرج لأجلها أهالى مشهد تتوافر أيضًا فى المدن الإيرانية كلها، لهذا نرى أن مدن الأطراف انجذبت إلى الاحتجاجات والتظاهرات أكثر من المركز، خلافًا لثورة عام ٢٠٠٩.
٦ - ‏ما يميز هذه الحركة المجتمعية عن الثورة الخضراء التى شهدتها إيران فى عام ٢٠٠٩ هى أنها لا تعتمد على المركز فى حراكها الثورى خلافًا لثورة عام ٢٠٠٩، حيث كان الثقل الثورى فى طهران وشيراز والمدن الفارسية الأخرى، وهمشت الأطراف لأسباب قومية ومذهبية.
٧ - كانت الثورة الخضراء فى عام ٢٠٠٩ تمتلك قيادات واضحة، مثل مير حسين موسوى ومهدى كروبي، وكان مطلبهم يدور حول الانتخابات فحسب، لكن هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية التى تشهدها إيران الآن لا تمتلك قيادات سياسية ولا مذهبية، وتجاوزت شعاراتها الإصلاحيين، وبدأت تنادى بتنحى المرشد على خامنئى عن السلطة.
٨ - صحيح أن الدافع الرئيس وراء هذه الحركة الاحتجاجية للخروج إلى الشارع هو عامل الاقتصاد، لكن لا ننسى أن فى الثورات الإيرانية السابقة كلها لعب عامل الاقتصاد دورًا محوريًا فى إطاحة النظام الملكى الشاهنشاهي.
٩ - كان الخمينى يستخدم العامل الاقتصادى لتحريك الشعب الإيرانى ضد شاه إيران، وهذه صحيفة «كيهان» يقول فيها الخمينى إن الماء والكهرباء مجانًا، ولا تحذف الضرائب وكل إيرانى يحصل على سكن مجانًا، إذن العامل الاقتصادى هو الأهم والأساس فى إنجاح الثورات وإسقاط الأنظمة داخل إيران.
١٠- ما يميّز هذه الاحتجاجات الآن هى أنها ليست مسيّسة مع أى تيار أو حزب سياسى فى إيران، واستطاعت أيضًا أن تنتشر خلال هذين اليومين، وتتوسع إلى جنوب البلاد وشمالها وغربها وشرقها، خلافًا للثورة الخضراء التى فشلت فى الانتقال من طهران إلى الأطراف، واستطاع الحرس الثورى قمعها بسهولة.
١١-. ‏الطبقة التى شاركت فى الثورة الخضراء فى عام ٢٠٠٩ كانت من الطبقة المرفهة والطبقة الوسطى وأيضًا الطلبة فى الجامعات الإيرانية؛ لكن اليوم، الطبقة المسحوقة والفقيرة والتى تعيش تحت خط الفقر هى من تحرك هذه التظاهرات والاحتجاجات فى إيران وتقودها.
١٢- فى عام ٢٠٠٩، كان المتظاهرون غاضبين من تيار المحافظين وتزوير الانتخابات، وكان الصراع منحصرًا بين الإصلاحيين والمحافظين. أما الآن فالمتظاهرون غاضبون من سياسة الحكومة الاقتصادية وغاضبون من النظام السياسى الذى يقوده المرشد خامنئي، لهذا كانت الشعارات توجّه ضد روحانى والمرشد وتمزق صورهم.
١٣- أهم إنجاز لهذه الاحتجاجات حتى الآن هى أنها حذفت دور الإصلاحيين فى هذا الحراك الشعبي. ولهذا، ستؤدى فى حال استمرارها إلى تغيير النظام لا الحكومة.
١٤- ‏لا يستطيع أحد أن يتكهن ماذا يحدث اليوم أو غدًا، لكن ما يمكن أن نشاهده ونلمسه هو أن النظام الحالى غير مستعد لتقديم أى تنازلات لهذه الحركة الاحتجاجية، والحرس الثورى أيضًا جاهز لقمع هذه الاحتجاجات بالقوة المفرطة.
١٥- لكن الأهم فى هذا كله هو أن هذه الفئة المسحوقة التى تقود هذه الاحتجاجات فى إيران ليست لديها أية قيادة سياسية مركزية حتى يستطيع الحرس اعتقالها، وأيضًا ليس لديها ما تخسره، وجاهزة كى تصعّد وتدخل فى مواجهات دامية مع الحرس والشرطة والأمن الإيرانى من أجل تحقيق مطالبها العادلة.
وفى الوقت الذى ينكر الملالى ونظامهم الباطش أسباب الثورة معتبرينها فقط مؤامرة خارجية ضد نظام الجمهورية الإسلامية، تتكشف الحقيقة يوما بعد يوم أن ما يجرى فى إيران ثورة شعبية رافضة لسياسات وممارسات نظام «آيات الله» المستبد.