مع بدايات العام الجديد، شهدت العديد من دول العالم سلسلة من الحوادث الإرهابية التى طالت مواطنين أبرياء، إرهاب بداية العام بات وكأنه من طقوس الاحتفال بسنة جديدة، ففى فرنسا، إحراق سيارات الشرطة والإسعاف (وصل هذا العام الى ٦٥٠ سيارة)، وفى مصر تم قتل قبطيين بحى العمرانية جنوب القاهرة.
وفى نيجيريا قتل ١٤ مصليًا على الأقل فى بورت هاركورت، فى جنوب نيجيريا، برصاص مسلحين مجهولين أطلقوا عليهم النار لدى عودتهم من قداس ليلة رأس السنة منتصف ليل الأحد- الإثنين، بحسب مصدر أمني. ووقع الهجوم المسلح فى مدينة أوموكو التى تبعد حوالى ٩٠ كلم من بورت هاركورت، المركز النفطى الكبير وعاصمة ولاية ريفرز. وقال مصدر أمنى طالبا عدم نشر اسمه ان «١٤ شخصًا قتلوا فى مكان الهجوم وأصيب ١٢ آخرون بالرصاص، وقد نقلوا إلى المستشفى وهم يتلقون العلاج». ومنذ عام ٢٠١٤ تقوم جماعة بوكو حرام بعمليات مستمرة ضد المسيحيين فى نيجيريا، وقد أدانت كنائس العالم والفاتيكان الحوادث الإرهابية التى وقعت فى مختلف أنحاء العالم مع بدايات العام الجديد.
والمسيحية هى الديانة الأساسية فى الجنوب والحزام الأوسط (شمال-الوسط) فى نيجيريا. وتحتوى نيجيريا على أكبر عدد من السكان المسيحيين فى أفريقيا حيث عدد المسيحيين النيجيريين ٧٠ مليون شخص. ويُشّكل مسيحيو نيجيريا أكبر تجمع مسيحى فى العالم الإسلامى ويعقبها كل من إندونيسيا ومصر.
تتنوع الدراسات والإحصائيات حول أعداد ونسب المسيحيين فى نيجيريا، وفقًا لإحصائية كتاب حقائق العالم سنة ٢٠٠١ وجدت أن حوالى ٥٠ ٪ من سكان نيجيريا مسلمون و٤٠ ٪ من المسيحيين بالمقابل ١٠ ٪ أتباع أديان محلية.
فى إحصائية قام بها مركز بيو للأبحاث سنة ٢٠١٠ وجدت أنّ ٥٢ ٪ من سكان نيجيريا من المسلمين و٤٦ ٪ من المسيحيين و١ ٪ آخرون. فى إحصائية تعود لسنة ٢٠١٣ قامت بها مؤسسة أفروباروميتر وجدت أنّ ٥٨ ٪ من سكان نيجيريا من المسيحيين بالمقابل ٤١ ٪ من سكان نيجيريا من المسلمين.
يهيمن المسيحيون فى المنطقة الوسطى والجنوبية فى نيجيريا. وفقًا لمركز بيو للأبحاث، نيجيريا لديها أكبر عدد من السكان المسيحيين فى أفريقيا، مع أكثر من ٨٥ مليون شخص مسيحى فى نيجيريا ينتمون إلى مختلف الطوائف المسيحية. نمت أعداد ونسب المسيحيين فى البلاد من ٢١.٤ ٪ سنة ١٩٥٤ إلي٤٨.٢ ٪ سنة ٢٠١٠، ويعود ذلك إلى ظاهرة اعتناق المسيحية، وفقًا لدراسة المؤمنون فى المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمى وهى دراسة أجريت من قبل جامعة سانت مارى الأمريكيّة فى تكساس سنة ٢٠١٥ تضم نيجيريا حوالى ٦٠٠،٠٠٠ مسلم تحول إلى المسيحية بين السنوات ١٩٦٠-٢٠١٥. ومنذ تطبيق الشريعة الإسلامية فى بعض الولايات الشمالية، ازداد العنف ضد السكان غير المسلمين. يتوزّع السكان المسيحيون بين البروتستانتية والكاثوليكية، حوالى ٧٤.١ ٪ من مجمل مسيحيي نيجيريا من البروتستانت وحوالى ٢٤.٨ ٪ كاثوليك، وحوالى ٠.٩ ٪ ينتمون إلى الطوائف المسيحية الأخرى، وعدد قليل منهم من الأرثوذكس.
أما من حيث المجموعات العرقيّة الرئيسية فى نيجيريا فعرقية الهوسا فى الشمال تتوزع بين ٩٥ ٪ مسلمون و٥ ٪ من المسيحيين، فى الغرب حيث تسود قبيلة اليوروبا ٣٥ ٪ من سكان القبيلة من المسيحيين و٥٥ ٪ من المسلمين و١٠ ٪ من معتنقى الديانات الأفريقية التقليدية، فى حين أن شعب الإغبو فى الشرق والايجاو فى الجنوب هم ٩٨ ٪ مسيحيون (الغالبية من الكاثوليك) و٢ ٪ من معتنقى الديانات الأفريقية التقليدية فى منطقة الحزام الأوسط فى نيجيريا، حيث تحتوى على أكبر عدد من الأقليات العرقية فى نيجيريا والتى هى فى معظمها من المسيحيين وأتباع الديانات التقليدية مع قليل من المسلمين.
تحتوى منطقة اليوروبا على أكبر التجمعات الأنجليكانية، فى حين الإغبولاند يغلب عليها الكاثوليكية، وتتكون منطقة ايدو فى الغالب من أعضاء الكنائس الخمسينية.
يذكر أن كنيسة نيجيريا الأنجليكانية هى ثانى كبري الكنائس الأنجليكانية فى العالم بعد كنيسة إنجلترا. وتضم كنيسة نيجيريا الأنجليكانية ١٨ مليون عضو.
