الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المسيح.. القرآني!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أستاذى المعلم العظيم الصحفى العبقرى (الأسطى) موسى صبرى قال إننى كل يوم إثنين أستمع إلى قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، حينما يقرأ سورة مريم الطاهرة (البتول)، التى طهرها الله واصطفاها على نساء العالمين، فهى تفيض عظمة وجلالًا جمعا حولها المسلم والمسيحي، فهى تحتل فى أعماقى كمسيحى مكانة رفيعة، وتستولى على وجدانى وأشعر بأنها بيان إلهى يكرم السيد المسيح وأمه البتول مريم العذراء.
القرآن جعل السلام جزءا من تكوين السيد المسيح، له المجد، عندما كان فى المهد صبيًا، فهو الذى قال.. «السلام علىَّ يومَ ولدتُ ويومَ أموتُ ويومَ أبعثُ حيًا».
كان الصليب هو ما أعده أعداء المسيح عليه السلام، لكى يهدروا دمه أمام صيحة الحق التى نطق بها، لكن رفعه إلى السماء بعد أن أدى رسالة الهدى والمحبة بكل شجاعة، كل هذا من أجل السلام.
كان المسيح مسالمًا طاهرًا نقيًا يبارك لاعنيه ويطلب المغفرة لكل من أساءوا إليه، لا يتمنى لقاء أعدائه لكنه آثر النضال، وكانت البداية هى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
إن محاولة صلب المسيح سبقها اختبار قاس، حينما طلب اليهود إلى السيد المسيح أن يرسل الله سبحانه مائدة من السماء تكون لهم عيدًا، ولبى سبحانه وتعالى هذه الدعوة، لكن الله أجرى له تحقيقًا إلهيًا حين قال أمام الجميع، أأنت قلت للناس اعبدونى من دون الله فرد المسيح عليه السلام إن كنت قلته فقد علمته، تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك، فكانت الجائزة الإلهية للسيد المسيح عليه السلام حين ذكر عز وجل هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم.
كان المسيح عليه السلام مجمعًا للفضيلة، بل للفضائل كلها، مطهرًا، هذا جعل اليهود لا يطيقونها، ووجدوا أن مجتمع مصر لا يصلح أن يكون ساحة لنقائصهم.
كانت دعوة المسيح الحب ونبذ الكراهية، والمثل الأعلى، هو السلام والرحمة والخير والحق والجمال، صاحب ومؤسس مدرسة التقوى، وكان دائمًا يعظ تلاميذه وحوارييه، كلها مواعظ للحفاظ على المثل العليا.
المسيح كان البشارة.
المسيح كان طوق النجاة للبشرية.
المسيح كان طريق السلامة.
المسيح كان تجسيدًا للأطهار.
المسيح كان طريق الإرشاد والرشد.
المسيح كان داعية الحق القوي.
المسيح كان المحبة اليقظة.
إن المسيح عليه السلام ومحمد عليه الصلاة والسلام طريق واحد إلى الله سبحانه وتعالى، طريق الصراط المستقيم، والذين يروجون أن هناك ملفا للمسألة القبطية فى مصر، نقول لهم ما قاله مكرم عبيد باشا، إننى قبطى الديانة ومسلم وطني.
نقول لهم ما قاله قداسة البابا شنودة الثالث حكمته الخالدة «إن مصر ليست مجرد وطن نعيش فيه، لكنه وطن يعيش فينا»، فأصبحت هذه الكلمة من ثوابت الوطنية المصرية والبناء الحقيقى للشخصية المصرية الراسخة إلى يوم الدين.
إن طلقات النار التى انتشرت فى محيط كنيسة «مارمينا» فى حلون وجهت إلى صدرى وقلبى وإلى صدور المصريين جميعًا، لأن دماءنا واحدة، فقد اختلطت الدماء بين المسلم والقبطى أمام حرم الكنيسة وقبل ساعة واحدة من صلاة الجمعة وقبل ساعة أيضًا من عظة الجمعة.