الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سلبيات تراها.. قد لا يراها الآخرون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أن تكون راضيا عن أداء محمد صلاح وتتوقع وتتمنى حصوله على لقب أفضل لاعب فى أفريقيا فهذا حقك، فالعالم يتحدث عنه وعن إنجازاته وموهبته.. أن تحمل قدرا كبيرا من الاستياء على أداء المنتخب الوطنى -رغم وصوله لكأس العالم- ولا تراه فى أفضل حالاته فهذا رأيك فى منتخب بلدك.. أن تصب اللعنات على مدرب المنتخب هيكتور كوبر لما تراه من أداء عقيم ومستوى غير لائق للمنتخب فهذه نظرتك التى تتطلع من خلالها لمستوى أفضل للمنتخب.. لكن هذا فى النهاية لا يعنى أن ما تراه صواب دائم أو خطأ دائم.. فالحكم على مثل هذه الأمور يشمل ما هو أكبر من مجرد مهارات وأمور فنية وآهات إعجاب على إيقاع مباراة ممتعة.. ما يتم تسجيله فى ذاكرة كرة القدم هو النتائج وتحقيق البطولات.. فإذا ما تحققت الأهداف لا تسأل عن أى شيء آخر!. 
الفرحة غالبا ما تكون مضاعفة حين يأتى ناتج ما تتوقعه بشكل يفوق توقعاتك.. هذا ما حدث حيث عايش الشارع المصرى فرحة وسعادة مضاعفة ليلة الجمعة الماضية.. رغم قوة توقعات الشارع المصرى بحصول اللاعب الخلوق محمد صلاح على لقب أفضل لاعب فى أفريقيا، إلا أنها لم تكن بنفس القوة فيما يتعلق بالمنتخب المصرى أو مدربه الأرجنتينى هيكتور كوبر.. محمد صلاح لاعب مكافح استطاع بجهده وإصراره وموهبته وإبداعه فى الملعب أن يضع نفسه على خارطة الأفضل مصريا وعربيا وأفريقيا وفى طريقه ليكون الأفضل عالميا.. تقريبا لا يختلف على قدر وقيمة هذا اللاعب أحد.. أما المنتخب المصرى فرغم سعادة الشارع المصرى بوصوله لكأس العالم وتحقيق حلم غاب لما يقرب من ٢٧ عاما إلا أن أداء المنتخب لم يكن - على المستوى الفنى والمهارى - محل رضا وإعجاب بل كان دوما محل نقد واستياء.. تنتقد أداء المنتخب لأنك تريده الأفضل فى كل شيء النتائج والأداء والقوة والمهارة والانضباط.. ورغم ذلك حصل على أفضل منتخب فى أفريقيا لأن نظرة من قاموا بالتصويت لصالحه مختلفة.. ما يراه الآخرون إلى أين وصل؟ وما هى نتائجه ؟!.. هى فقط النتائج وتحقيق البطولات.. العبرة بالنتائج دائما وليس بالمهارة أو الأمور الفنية فى الملعب.. ماذا يفيد أن تؤدى بمهارة وتحقق الهزيمة؟!.. المنتخب حقق أهدافه حتى وإن كان الأداء سيئا - كما يرى الغالبية - فقد وصل لنهائى كأس الأمم الأفريقية وحقق هدف وحلم الوصول لكأس العالم مما جعله فى صدارة المنتخبات الأفريقية وفى ترتيب متقدم عالميا. 
أما هيكتور كوبر المدير الفنى لمنتخب مصر فقد حصد مع نقاط المنتخب فى تصفيات كأس العالم عاصفة من النقد لإدارته الفنية وأسلوب أداء المنتخب داخل الملعب الذى لم يتغير خلال فترة إدارته وهو أسلوب دفاعى صرف يخلو من الأداء الفنى أو أخذ زمام المبادرة مما أصاب الكثيرين بالإحباط من مستوى الفريق.. مطالبات عديدة برحيله لما يقدمه من طريقة لعب وخطط دفاعية يراها الكثيرون عقيمة.. ورغم ذلك يفوز كوبر بجائزة أفضل مدرب فى أفريقيا.. هل استطاع كوبر بهذا الأسلوب تحقيق الهدف من تواجده مع المنتخب وهو الوصول إلى كأس العالم؟.. هل استطاع توظيف إمكانات اللاعبين لتحقيق الهدف؟.. الإجابة هى الفيصل وهى «نعم».. أداء المنتخب والمدرب رغم كل الانتقادات يشير إلى جهد كبير مبذول يحمل تخطيطا ورؤية وقراءة واعية للمنافس وتوظيفا أمثل للإمكانات المتاحة فى المواجهة تم حجبها دون عمد رغبة فى أداء أفضل يليق بمنتخب مصر !.. 
هى حقيقة قد لا تراها بوضوح، تقسو أحيانا – دون أن تشعر – على من تحب لأنك تريد له الأفضل وتتمنى أن تسعد به وبإنجازاته، وتسعى أحيانا إلى جلد الذات بشكل مبالغ فيه رغم تحقيق نتائج جيدة قد لا ترى بريقها بل ترى إخفاقا فى ثناياها – لأسباب عديدة – لكن الآخر لا يراها كذلك، بل يقر أنك تحقق إنجازا وأنك على الطريق الصحيح !.
حتى نعطى كل ذى حق حقه فإن الفوز والنجاح والإنجاز كان نتاجا طبيعيا لتخطيط ورؤية وجهد وافر وتوظيف أمثل للإمكانات وهو ما أدى فى النهاية إلى فرحة وسعادة مستحقة فى الشارع المصري.. نأمل أن يكون هذا الإنجاز الكروى على المستوى الأفريقى والذى أسعد الشعب المصرى فاتحة خير فى بدايات عام جديد.. تليه إنجازات على مستويات متعددة أهمها المستوى الاقتصادى حتى يشعر المواطن بتحسن ملحوظ يعوض ولو جزءا من معاناته خلال الفترة الماضية.. وحتى تعود البسمة والفرحة لترسم وتشكل ملمحا أساسيا على وجوه أنهكها التعب.