الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مصر حاضنة للإبداع لا الإرهاب" عبارة برهنها فنانون عالميون

عمر الشريف
عمر الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قد يعتقد البعض أن تزايد وتيرة العمليات الإرهابية في الآونة الأخيرة في مصر أضفى صورة سلبية لوضع البلاد على مستوى السياحة العالمية؛ لكن هناك أسباب عديدة تستطيع أن تمنع تلك الصورة السلبية أن تتسرب لدى الأذهان بهذه البساطة حيث أن مصر شاركت بشكل أو بآخر في تشكيل ثقافة المواطنين في مختلف دول العالم، لأسباب عديد من بينها مبدعوها النجوم الذي أثروا الساحة الإبداعية في العالم.
فهناك الكثير من الشخصيات المصرية التي حققت نجاحا عالميا، منهم من حقق ذلك وهو ما زال داخل مصر، ومنهم من اضطرته الظروف إلى السفر فحقق ذلك من الخارج، وكان من بينهم الكثير من الفنانين والكتاب الذين ولدوا في مصر وقضوا فترة الشباب فيها، ليسافروا بعد ذلك إلى دول أخرى ويحققوا نجاحات عالمية في مجالات مختلفة، ولكن ظلت مصر في داخلهم، ولم تفارقهم سواء في فنهم أو كتاباتهم، "البوابة نيوز" في هذا التقرير ترصدهم لكم...

ألبير قصيري
هو صاحب روايات عدة، حققت شهرة عالمية منها " منزل الموت الأكيد، ألوان العار، العنف والسخرية، بشر نسيهم الله.. وغيرهم" وتبنت هذه الأعمال قضايا واضحة دائما ما تنتصر للبؤساء والفقراء، كانت مصر مسرحا لأحداث أغلبها، كما ظل طيلة حياته معتزا بمصريته، رافضا حصوله على الجنسية الفرنسية
كما كان له فلسفة واضحة أشتهر بها وهي فلسفة الكسل، فكان يقول بأنه لم يرى أبوه أو جده يعمل، حيث كانوا يعيشون من عائد أراضيهم، وأنعكست هذه الفلسفة على حياته أيضا، فظل طول فترة اقامته بباريس يسكن في غرفة بفندق، حتى مات بها.
وقد ولد ألبير قصيري في 3 نوفمبر 1913م بحى الفجالة بالقاهرة لأبويين مصريين أصولهما من الشوام الروم الأرثوذكس، كانت عائلته من الميسورين حيث إن والده كان من أصحاب الأملاك. زار فرنسا لأول مرة عندما كان في السابعة عشر من عمره قبل أن يقرر أن يستقر فيها في عام 1945م وكان حينها في الثانية والثلاثين
داليدا
يولاندا كريستينا جيجليوتي، فازت بلقب ملكة جمال مصر في عام 1954، وشاركت في عدد من الأفلام بأدوار بسيطة مثل دورها في فيلم " سجارة وكاس"، وظلت تحلم بشهرتها كممثلة، ولكن تبدل ذالك الحلم حين سافرت إلى فرنسا وقدمها أحد مدربي الأصوات كمغنية، عرفت فيما بعد باسم "داليدا " ونالت شهرة عالمية كبيرة.
ولدت داليدا في شبرا لأبوين من المهاجرين وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا، عاشت في مصر شبابها ثم سافرت إلى باريس لتحقق شهرة عالمية، إلا أنها لم تنسى مصريتها فقدت لها أغنيتين من كلمات صلاح جاهين، وكانت أغنية سالمة يا سلامة، والتي حققت شهرة عالمية بنسختها العربية والفرنسية، كذلك قدمت أغنية " حلوة يا بلدي" لتعبر بها عن مدى محبتها لمصر، وفي سنة 1986 قدمت الفيلم المصري "اليوم السادس" من إخراج يوسف شاهين وحقق الفيلم نجح كبيرا، وزارت داليدا منزلها في شبرا في سيارة مكشوفة، وأستقبلها الأهالي بحفاوة كبيرة.
جورج موستاكي
في 3 مايو 1934، ولد يوسف موستاكي بالإسكندرية، لأبوين هم في الأساس من جزيرة كورفو اليونانية لكنهم انتقلوا الي مصر طلبا لحياة أفضل، وفي مدينة الإسكندرية تعلم جورج الفرنسية كما تملك والداه متجرا لبيع الكتب في المدينة الكوزموبوليتانية المتعددة الثقافات والأعراق حيث كانت المجتمعات تعيش بانسجام تام آنذاك
إلا أنه سافر إلى باريس عام 1951 م. حيث كان معجبا بالمغني الفرنسي جورج براسن، كما غير اسمه إلى جورج موستاكي تكريمًا منه لجورج براسنس ملهمه الأول.
عرف عن جورج موستاكي كتابته لمئات الأشعار الغنائية الرومانسية والتي غناها عدة فنانات وفنانين في فرنسا أمثال داليدا وأوديت بياف وإيف مونتان وبريجيت فيونتاين وهربرت باجيني وسيندي دانيال وفرانس جال. كما غنى الكثير من الأغاني بالفرنسية والإيطالية والعربية واليونانية والبرتغالية والإسبانية والإنجليزية، إلا أنه لم ينسى مصريته، فقدم أشهر أغانيه التي تحكي عن ذكريات حياته في الإسكندرية، شارحا تفاصيل الحياة اليومية آنذاك وطباع البشر وتقبلهم لبعضهم البعض في محبة وسماحة.
عمر الشريف
ولد ميشيل ديمتري شلهوبو، في 10 أبريل 1932، بالإسكندرية من أسرة كاثوليكية من شوام مصر ذوي أصول سورية، عرف فيما بعد باسم عمر الشريف، وكان شغوفا بالتمثيل، حالم بالنجومية، وظل ذلك الحلم حتى التقى بالمخرج الكبير يوسف شاهين واسند إليه دور بطولة أمام فاتن حمامة، في فيلم "صراع في الوادي" والذي لقي الكثير من الجماهيرية جاعلا من عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائي لايفترق. حتى تزوجا في 1955 عن قصة حب لم يعرف لها مثيل في الوسط الفني، قدموا خلالها مجموعة من الأفلام المشتركة..
لم يكتف عمر الشريف بنجاحه المحلي بل كان سعيه الدائم نحو العالمية، وذلك عندما التقى بالمخرج العالمي دافيد لين الذي اكتشفه وقدمه في العديد من الأفلام، كان أبرزهم " لورنس العرب " والذي حقق نجاحا عالميا كبيرا، جعل العالم العالم الغربي كله يتابع أفلامه. كما قدم مع نفس المخرج الكثير من الأفلام كان منها" دكتور جيفاغو، الرولز رويس الصفراء، الثلج الأخضر" وغيرهم الكثير في الأعوام التالية".
فاز عمر الشريف بالكثير من الجوائز، منها: الجولدن جلوب لأفضل ممثل في فيلم دراما عام 1966 عن دوره في فيلم دكتور جيفاغو. وفاز بجائزة الجولدن غلوب عن فئة أفضل ممثل مساعد لدوره في لورنس العرب فضلًا عن جائزة غولدن غلوب للنجم الصاعد التي تشاركها مع كل من تيرينس ستامب وكير دولا وبيتر أوتول، ونال الكثير من الجوائز ففي عام 1962 رُشِح لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد ولكنه لم يفوز بها وذلك لدوره في فيلم لورنس العرب، وفي العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديرًا لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية، وحاز أيضا في نفس العام جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "السيد إبراهيم وازهار القرآن" لفرانسوا ديبرون. كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله، وتوفي عمر الشريف في 10 يوليو 2015، عن عمر ناهز 83عاما،بعد صراع مع مرض الزهايمر.