الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ميس إيفا تكشف أسرار 40 عامًا في خدمة المغتربات واليتيمات.. إيفيلين حليم: "الجيل الحالي ميدخلش دماغي"

ميس أيفا
ميس أيفا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأمهات والمعلمون سبب إفساد الجيل.. والتكنولوجيا أول طريق الانحدار لعدم وجود رقيب.. وأبونا صليب حمله تقيل.. وزوج قرابة ٤٠٠ فتاة من اليتيمات

40 عامًا تخدم دور الفتيات المغتربات، ونُزل الأيتام فى جمعية السلام القبطية، جاءت من الإسكندرية مغتربة لتقيم فى دار السلام منذ سنوات طوال، فاختارها النزيلات مشرفة عليهم لحسن معاملتها ومحبتها وإرشادها. الظروف دفعتها للمجىء إلى القاهرة حيث إن تعيين المدرسة إيفيلين حليم أو «ميس إيفا» ـ كما يناديها الأطفال ـ جاء بها للعاصمة لتعلم الأطفال بالمدارس، وتراعى النزلاء بدور المغتربات آنذاك قبل وصولها للإشرف على اليتيمات أيضًا.




■ منذ متى تخدمين المغتربات واليتيمات؟
- حينما جئت للقاهرة مغتربة، فأصولى من مدينة الإسكندرية، وتعيينى بالتربية والتعليم جاء على القاهرة، نزلت فى دار السلام للمغتربات ومنها أصبحت بعد فترة وحتى الآن مشرفه عليهم.
■ كيف تم اختيارك للإشراف على النزيلات؟
- عقب تكرار شكاوى الفتيات من معاملة المشرفة آنذاك، جاء أبونا ليسأل من أقرب حد تقترحونه ليرعاكم؟ فاختاروني، وقالوا لأبونا ماما إيفا قريبة مننا، مما دعاه يتعجب نظرًا لاقتراب أعمارنا وينادونى بـ«ماما». وسأل لماذا تنادونها بـ«ماما» أجابوا وقتها بأنها تعاملنى بحنية وحنان وحسم الأم، ومنذ حينها أسندت إلىّ مهام رعاية المغتربات، ومنها لمهام أخرى لا أستحقها، وبعد خروجى على المعاش طالبت بإعفائى من الخدمة، ولكن أبونا صليب رفض والتزم بقراره.
■ تعاملتى كمربية فى المدرسة والمنزل.. اسردى لنا جزءًا من معالم تلك الحياة؟
- تعاملت مع أجيال جميلة وأخرى متعبة للغاية، وكانت هناك حالة هدوء ونظام وتعليم حقيقي، ومازال تلاميذى يزورون دار السلام التابع لجمعية السلام للتبرع والاطمئنان عليّ وعلى النزيلات.
أما التعامل مع الجيل الحالى فصعب للغاية، ولكن أثقلنى الزمن بخبرة طول البال، وعشق التربية، ولذا أجتهد لتغيير أفكارهم للأفضل، ولاسيما أنه جيل يحب نفسه ولا يفكر فى غيره وتلك معضلة تحتاج لحل.
نهدف إلي غرس المحبة بينهم، ولذا لها الأولوية فى تعاملاتنا مع النزيلات اليتيمات أو المغتربات، والمحبة التى رأتها المغتربات فى الماضى تجعل الكثيرين منهن يزورننا ويتصلن للاطمئنان حتى الآن. زمان والأجيال السابقة كانت تتعامل بالحنان والمحبة ولديها رقة واتيكيت وهو ما نحاول غرسه لدى الأجيال الحالية ولو كان الأمر صعبًا فى ظل انفتاح غير منضبط.
■ ما عدد النزيلات المغتربات واليتيمات.. وكيف تقضى يومك؟
عدد المغتربات ٣٦ واليتيمات ١٢ فتاة، وتعاملى مع الجامعيات والمغتربات يجد أكثر استجابة، أما الصغيرات فلا يستجبن سريعًا. أما عن يومى فأنا مقيمة مع النزيلات المغتربات، وأتواجد دائمًا فى دور اليتيمات صباحًا حتى فى ظل وجود المشرفات، وأظل لحين إغلاق الباب العاشرة مساء.
■ كيف تتعاملين مع الفتيات وهن من خلفيات متعددة؟
لكل منهن أسلوب للمعاملة، فمن تفهم بالكلمة وتستجيب، والكبار أكثر استجابة ولاسيما أنهن يعلمن استهدافى تعليمهن الرقى والأتيكيت والعلاقة بيننا جميعا قائمة على احترام متبادل نزيلات ومشرفات.
■ حدثينا عن رعايتك للمغتربات زمان.. والآن؟
- كان هناك ترابط فى الماضي، للأسف مفقود حاليًا، ونحاول نغرس المحبة والترابط، كان يلتف الجميع حول أكلة واحدة لا يعرفن من أتى بها، أما الآن الأخت ممكن متسألش على أختها. فى الماضى كنت أجتمع مع نزيلات الدار فى «فارنده» كبيرة نعمل الشاى ونشربه سويا وبدأوا يتعلموا الأسلوب ده وتكراره أصبح أمرًا عاديًا.
أما الجيل الحالى فكاهى بطبعه، ولكن ينقصه المحبة المتبادلة، ولاسيما أنه جيل تعرض لخلل كبير منذ ظهور الكمبيوتر.
■ احك لنا أحد المواقف المضحكة فى الدراسة أو الدار؟
- فى إحدي المرات مدرس اللغة العربية، وبعد ظهور «الكمبيوتر» سأل الطلاب بإلقاء جملة فيها عطف ومعطوف، فوقف أحد الطلاب ليترقص ويقول له «ميل وحدف لى مدنيله» تلك الأمور باتت تظهر بعد انتشار التكنولوجيا الحديثة وإلغاء الضرب من المدارس.
■ لكن الضرب ليس علاجًا لتقويم السلوك؟
- أحدثك وأنا عاصرت أولياء أمور بمدرسة خاصة كانوا يدفعون آلاف الجنيهات فى الماضي، وكانوا يأتونا بالعصايا، ويقولون نصًا «كسروهم واحنا نجبس»، وفى إحدي المرات جمع طبيب عظام لديه نجله بالمدرسة توقيعات بأننى أضرب الطلاب المخطئين. وفى إحدي المرات عاقبت طالبا ولم أضربه، بالعصا فجاءتنى والدته لتقول مفيش كسور ليه كان فى الماضى جيل يهدف تعليم أبنائهم وإخراجهم جيلا محترمًا.
■ وأين الخلل الذى أدى لانحدار المستويين التعليمي والفكرى للأطفال؟
- انفتاح الطفل من صغره على العالم حاليًا غير طبيعي، ويستخدم ما يراه بصورة خاطئة وليس هناك رقيب، أما فى الماضى لم يكن هناك كمبيوتر أو محمول، فكان الطفل منغلقا، وأشدد على ضرورة متابعة الأبناء حتى لا يستخدمون التكنولوجيا الحديثة بصور خاطئة واستهداف توعيتهم ببرامج تثقيف أو برامج دينية حتى لا نترك الأشياء المفسدة تهيمن عليهم.
■ ترى هناك فارق بين احتفال رأس السنة فى الماضى والعصر الحالي؟
- الترابط كان أساس كل شىء، وأشجار الكريسماس طول عمرها موجودة، وفى الإسكندرية كانوا زمان يطفون الأنوار كلها والشوارع خالية ويقومون بإلقاء الصينى القديم من البلكونات كمعتقد بأنهم تخلصوا من شرور السنة.
وكان يتغنى حينها الأجانب المقيمون بالإسكندرية بألحان وترتيل جميلة، وهو ما لم أره بالقاهرة منذ وصولي، وكان فى عيد القيامة يحملون الفوانيس ويقولون ألحان القيامة وهم عائدون للمنازل، لم أر فى مصر ما رأيته فى الإسكندرية ولامقارنة بينهما أبدا.
■ ماذا تعلمتى فى خدمة المغتربات واليتيمات؟
- تعلمت كثيرا من الطباع التي لم أعرفها من قبل، والتعامل مع الأمور الشاذة، وكل واحدة لها معاملة خاصة، سواء التلميذات بالفصل أو بدار المغتربات والتعامل مع كل واحدة على قدر عقلها.
■ماذا تقولين لوزير التربية والتعليم؟
- أنصح وزير التربية والتعليم بعودة استخدام العصي مجددا، مع مراجعة المناهج التعليمية واختبار المعلمين قبل التحاقهم بركب المنظومة التعليمية.
■مارسالتك لأبونا صليب متى؟
- أبونا صليب عمل أمورا كثيرة، وزوج ٤٥٠ بنتا من الجمعية، وكانت رسالته حلوة جدا، وتحمل الكثير، وحمله تقيل جدا ونشكره على كل المشاريع.