قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية: إن احتفالنا بالميلاد نجد أمامه كل الدهشة، الله عندما خلق آدم وحواء خلقهم أبرار، واللذان اختارا أن يكسروا الوصية وطرودا من أمام الله، وصار يتكاثر وتتكون الشعوب والأمم واللغات وامتلأ من البشر والخطية، وصار العالم الذي خلقه الله يعيش في صراعات.
وألمح إلى أن الخطية أظهرت الصراعات والجريمة والعنف، لتعصف بالحياة الإنسانية ويظل سؤال ماذا نصنع وصارت الصراعات هي ثمة العصر، فالإلحاد والشذوذ والعنف كلها تنشأ من الخطية الأصلية، ويظل السؤال ما هو العلاج؟
وتابع البابا خلال عظته: عندما ننظر للميلاد نجد الحل، والكتاب المقدس أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد وتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات، فحالة الطفولة هي الحالة التي أن رجع البشر إليها يعود في سلام.
وأوضح أن الميلاد نجد معه خمس صفات الأولى البساطة ونراها في الرعاة الذين أتوا إلى مذود بيت لحم، فالرعاة ليس لهم مكان وملابسهم وطعامهم بسيط ولكن الله اختارهم ليكونوا أول من يعرفوا بميلاد المسيح، فالحياة البسيطة دعوة لنا جميعا.
الصفة الثانية صفة الإيمان والتصديق ونراها في زكريا الكاهن وزوجته اليصابات، فصلواته المرفوعة منه، ومن زوجته جعلت الله يتحنن عليهم ويعيطهم يوحنا الذي وصفه الكتاب بأنه أعظم مواليد النساء، ونحن نرى موجة الإلحاد التي تضرب العالم ونتمنى أن يحفظ الله منها.
الصفة الثالثة النقاوة القلبية ونراها في العذراء، وقد رأى الله قلب مريم العذراء فاختارها أما للمسيح، هكذا الأطفال قلبهم نقي.
الصفة الرابعة نجدها في المجوس وهم حكماء من المشرق ونجد فيهم صفة الاتضاع، وقدموا هدياهم وسجدوا لطفل المزود.
الصفة الخامسة نراها في الملائكة التي كانت تنشد بفرح، الأطفال دائما في حالة فرح، وربما سعادة الأطفال تسبب لنا حالة السعادة.
هذا هو نداء الطفولة، ونبدأ في هذه الكاتدرائية أول قداس وأول صلاة والجميع شهود عليها، ويرى العالم مصرنا الجميلة الرائعة، في تاريخها وحاضرها.
