الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أزمة القصب تعود لدائرة الجدل.. "الفلاحين": السعر الحكومي "غير عادل".. و"النواب" يتوقع انفراجة قريبة.. وخبير يكشف عن سلالات "جبال السكر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تزال أزمة قصب السكر تتفاقم، فالفلاحون مازالوا يرفضون التسعيرة التي وضعتها الحكومة والبالغة 700 جنيه لتوريد طن قصب السكر، حيث يرى المزارعون أن هذا السعر مُرضٍ للفلاحين الذين يرون أنه غير عادل، مشيرًا إلى أن النقابة طالبت بزيادة السعر إلى 1000 جنيه للطن كي يستطيع الفلاحون الحصول على هامش ربح من محصولهم.
وعادت القضية إلى الساحة من جديد اليوم السبت، مع بدء موسم حصاد وتوريد محصول القصب، وذلك بعد أن اشتعلت الأزمة طوال الأسبوع الماضي فبعد أن طالب الفلاحون برفع سعر توريد قصب السكر ألف جنيه للطن الواحد، بينما تقدم البرلمان بمقترحاته بأن يكون 850 جنيها للطن، ليكون مرضيا للمزارعين، إلا أن هذه الأسعار لم ترض الحكومة التي رأت أن تتراوح الأسعار بين 700 إلى 750 جنيها للطن حتى لا يحدث عجز كبير فى الموازنة، وتتحمل الدولة أعباء إضافية، ومن هنا بدأت حلقة الجدل من جديد.
وقال وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، النائب هشام الحصري، إن المشاورات التي قادها البرلمان هدفت للتوصل إلى حل مرض للحكومة والمزارعين حول أسعار القصب.
وأضاف الحصري أن الاجتماعات خلصت إلى تقديم اقتراح بأن يتراوح سعر توريد بنجر السكر ما بين 600 إلى 650 جنيها للطن، أما قصب السكر فسيكون من 800 إلى 850 جنيها للطن، إلا أن الحكومة رفضت هذا المقترح فى النهاية.
في هذا السياق، قال النوبى أبواللوز، الأمين العام لنقابة الفلاحين الزراعيين، إن الفلاحين مصرون على عدم توريد قصب بالسعر الذي فرضته الحكومة مشيرا إلى أن تكلفة إنتاج المحصول مرتفعة جدا وتقارب 650 جنيها، فليس من المعقول أن يوافق المزارعون على توريد القصب مقابل 700 جنيه كما تريد الحكومة.
ولفت أمين الفلاحين إلى أن تكلفة طن قصب السكر الواحد بداية من زراعته حتى حصاده تصل إلى أكثر من 600 جنيه، لافتا إلى أن عدد الأفدنة المزروعة بمحصول قصب السكر على مستوى الجمهورية بلغ 300 ألف فدان متمركزة فى صعيد مصر "أسوان والأقصر وقنا وسوهاج والمنيا"، كما تم توريد 11 مليون طن فى العام الماضى من المنتج والقصب ينتج أكثر من 20 منتجا آخر بخلاف البنجر، بالإضافة إلى زيادة أعباء العمالة فالعامل الذي كان يحصل على 20 جنيها يحصل الآن على أضعاف أضعافه، كما أن الجرارات أصبحت تحصل على 70 و75 جنيهًا للطن الواحد، وأن الفدان الواحد يأخذ 2000 جنيه كسر، بالإضافة إلى زيادة أسعار الأسمدة، فالشيكارة بلغت 160 جنيها.
أما نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، فرأى أن مبلغ 700 جنيه قد يكون مرضيا للمزارعين إلا أنه غير عادل، مجددًا دعوته بضرورة رفع سعر توريد القصب كي يستطيع الفلاحون الحصول على هامش ربح من محصولهم.
وأشار النقيب إلى أن طن قصب السكر ينتج 120 كيلو سكر و22 سلعة أخرى، مؤكدا في الوقت ذاته أن رفع سعر توريد القصب لن يكون مؤثرا على زيادة أسعار السكر في السوق.
يشار إلى أن زراعات القصب هذا العام بمحافظات المنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، بلغت 300 ألف فدان، ينتظر أن تنتج ما بين 11 و12 مليون طن من القصب.
ويوجد في صعيد مصر 8 مصانع لقصب السكر في كوم أمبو وإدفو وأرمنت وقوص وقفط ونجع حمادي وجرجا وأبو قرقاص، وتبلغ المساحة المزروعة نحو 330 ألف فدان قصب بحسب بيانات وزارة الزراعة.
من جانبه، أكد مظهر عيسى، أمين عام اتحاد الفلاحين، أن الأزمة المستمرة طوال الأيام الماضية حول القصب هي تكرار لأزمة مماثلة نشبت بين الحكومة والمزارعين حول أسعار القطن، وشدد على أن ذلك من شأنه تدمير صناعة قصب السكر.
وأضاف عيسى أنه يمتلك ما يزيد عن 16 فدانا من قصب السكر، وأن زراعة المحصول تتكلف الكثير بعد رفع أسعار الأسمدة وكذلك تكاليف العمالة، وأكد أن ما حدث العام الحالي سيدفع الفلاحين إلى عدم الإقدام على زراعة القصب مرة أخرى، قائلا: "والله لما أخلص السنة دي مش هزرع قصب تاني".
توقعات بانفراجه قريبة
وتوقع النائب هشام الشعينى، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، صدور قرار من مجلس الوزراء خلال الأيام القليلة المقبلة برفع سعر توريد قصب السكر والبنجر من المزارعين إلى الحكومة.
وأكد الشعينى أن لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب سبق أن أعدت مذكرة استرشادية لسعر توريد قصب السكر بواقع 850 جنيها للطن بزيادة قدرها 230 جنيها عن السعر الحالى، و600 جنيه لطن البنجر، بزيادة قدرها 200 جنيه عن السعر الحالى.

حلول بديلة
وتبحث لجنة الزراعة بمجلس النواب توفير سلالات جديدة لقصب السكر، لتزويد معدل الإنتاجية وتمكين الفلاح من جنى ربح مناسب، وقال الشعينى إن توفير السلالات الجديدة قد يرفع إنتاجية الفدان الواحد من 35 أو 40 طنا من القصب إلى 50 و60 طنا.
وفي ذات السياق، كشف الدكتور أحمد زكي أبو كنيز، ‎وكيل معهد بحوث المحاصيل السكرية- مركز البحوث الزراعية‎، عن توافر سلالات جديدة من قصب السكر، مشيرا إلى أنه أشرف بنفسه على زراعة مساحة من الأراضي بالسلالات الجديدة لقصب السكر، واصفا إياها بـ" جبال السكر.
‎ وأكد أبو كنيز، أن السلالات الجديدة "جبال السكر... مخبوءة فى اعواد القصب.. اصنافنا الجديدة.. قريبا تظهر للعلن"، كما نشر أستاذ المحاصيل السكرية، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صورا من حقول التجارب على الأصناف الجديدة للمحصول، والتي تقع في منطقة طفنيس المطاعنة، مركز إسنا بمحافظة الأقصر، لافتا إلى أن تقاوي الأصناف الجديدة ستكون متوافرة بداية من أول فبراير المقبل.