الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"سعيد" مهندس زراعي في ثوب إسكافي

«سعيد»
«سعيد»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الحرفة» ساعدتنى على فتح بيتى.. وزوجتى حاصلة على ليسانس حقوق
ظل على مدار ١٨عاما من عمره أو يزيد، وهو يرتدى ثوب شخصيتين، يبدأ يومه فى الصباح الباكر كمهندس مرتديًا بدلته الأنيقة، التى توائم المكتب الفخم، ومعاملاته مع الشخصيات رفيعة المستوى، وفى المساء يرتدى ثوب الإسكافى، جالسا فى تواضع بين الأحذية القديمة، متزودًا بالصبر الذى اكتسبه من حرفته فى معاملة الزبائن.
«سعيد» حصل على بكالوريوس الزراعة، وكان سعيد الحظ أيضا، حيث حصل على وظيفة بمؤهله، فى الوقت نفسه، كان قد أجاد مهنة الإسكافى الذى ظل يتعلمها طيلة فترة الدراسة، ويروى سعيد قائلا: «والدى كان راجل بسيط، وعنده ١١ولد، يادوب يكفى أكلنا، فقرر أن يتعلم كل منا صنعة، مع إصراره على تعليمنا مهما كلفه الأمر، ويضيف متفاخرا: «لدينا كل الحرف بأسرتي، الكهربائى والمبلط، والسباك والمزارع، والإسكافى، فكل أخ لى يجيد حرفة إلى جانب وظيفته التى حصل عليها بمؤهل دراسته».
ويستكمل قائلا: «اتعينت بعد تخرجى بوزارة الزراعة، وبنفس التوقيت حصلت على لقب إسكافى، بعد ما شربت الصنعة من اسكافى ببلدتي، فاستأجرت محلا صغيرا أزود دخلي، ففى هذا الوقت كان المرتب لايكفى «عيش حاف»، وكنت «على وش جواز»، فحرفة الإسكافى ساعدتنى على فتح بيتي، وتزوجت فتاة حاصلة على ليسانس حقوق، حتى إنها استكملت شهادة الماجستير فيما بعد، ويتابع قائلا: «ربنا رزقنا بأولاد والإنفاق زاد أكتر، فاضطررت أكمل كإسكافى رغم ضيق الوقت والمجهود».
ويضيف قائلا: «أجمل حاجة اتعلمتها من شخصية الإسكافى التواضع، لأنى باختصار شغلانتي «جزم قديمة»، و«اتعلمت الصبر مع الزباين»، إضافة للنظام الذى تعلمته، فكان المسجد مجاورا للمحل، فلم أترك صلاة إلا وأديتها بفضل الله، وبالتالى شخصية الإسكافى قدمت كثيرا لشخصية المهندس الزراعي.