الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"بيرم التونسي".. هرم الزجل

بيرم التونسي
بيرم التونسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو واحد من أشهر شعراء العامية المصرية، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق، من مواليد محافظة الإسكندرية، لأسرة تونسية، في الثالث والعشرين من مارس 1893، وتوفي في الخامس من يناير 1961.

ربطته صداقة في بداية عمره بـ "سيد درويش" وكتب له العديد من الأغان، إنه محمود محمد مصطفى بيرم، الشهير باسم "بيرم التونسي"، شاعر مصري ذو أصول تونسية.

دخل مجال الفن، وألف الكثير من الأغاني والمسرحيات الغنائية، تعامل مع أم كلثوم، وفريد الأطرش، وأسمهان، ومحمد الكحلاوي، وشادية، ونور الهدى، ومحمد فوزي، وقدم العديد من الأعمال الإذاعية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية على جهوده من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في الأدب والفن عام 1960، ورحل في الخامس من يناير 1961 بعد معاناة مع مرض "الربو"، تاركًا للأجيال التالية إرثًا كبيًرا من الأزجال والقصائد والمسرحيات، وتجربة عريضة مملوءة بالدروس، خاصة في مجال النضال الاجتماعي من أجل الوطن، وحاز على العديد من الألقاب منها فنان الشعب، وشاعر العامية، وهرم الزجل.

و عمل "التونسي" في مجال الصحافة وأصدر صحيفة «المسلة» تبعها بالعمل في عدة صحف مصرية، ونُفي عدة مرات من مصر إلى تونس ثم إلى باريس، لتبدأ حياته شاعر منفيًا يحن إلى وطنه، فظهر جليًا في أعماله التي كان يدونها، وقامت ثورة 1952 في مصر ففرح بها وأيدها وقال فيها الأشعار والأزجال، وفي عام 1954 حصل "بيرم التونسي" على الجنسية المصرية.

واختار لجريدته التي أصدرها اسم "المسلة" وطبع من العدد الأول 5 آلاف نسخة، وكتب العدد الأول من صحيفة المسلة من الغلاف إلى الغلاف، ونزل في 4 مايو 1919 ليوزعها بنفسه على المقاهي، وفي محطة الإسكندرية، وعلى الطلبة، وموظفي دواوين الحكومة والتجار، وأصبحت هذه الصحيفة منذ أول أيام صدورها حديث معظم أهالي الإسكندرية، فهي تهتم بمشكلات الناس وتقف بجانب القضية المصرية المناهضة للاحتلال، ولهذا أحبها الناس وتحمسوا لصدورها.

كانت «المسلة» في 16 صفحة، على غلافها صورة لـ "بيرم التونسي"، واستطاع أن يتغلب على مشكلة تصريح إدارة المطبوعات بأن كتب على الغلاف بدلًا من العدد الأول الجزء الأول بقلم محمود بيرم التونسي (صاحب قصيدة المجلس البلدي)، ونشر في غلافها الأخير بيانًا بموضوعات العدد القادم من الجريدة التي من بينها: عريضة زجلية مرفوعة من الشحاذين إلى الأغنياء ينادون بإنشاء ملجأ للحرية، ومقالة عن الرشوة والمرتشين ونصائح لأمينة التي لا تعرف ما لها وما عليها، وغير ذلك من الموضوعات التي تخص الجماهير، وفي بداية صفحات العدد الأول زجل سياسي طويل يهاجم فيه الاستعمار الإنجليزي الثقيل الذي لا يريد أن يبارح أرض مصر، والزجل بعنوان «يا متعتع الحجر»، وبعد أن يبدأ فاتحة الزجل بالصلاة على النبي، وصف حالة الذل والهوان والضيق الذي وصل إليه أبناء الشعب المصري، ينتقل إلى وصف حالة الفلاح المصري وقت الاحتلال بقوله:
بعت عفشي وبعت ملكي وبعت بابي
والطاحونة والحمار والبطانية
أسأل البنك العقاري وبنك رومة
تعرف المبلغ وشيكات العزومة
والتلم مش طالع إلا بالحكومة
إن كانت تنفع وبالقدرة القوية
قلت أنا في عرضك يا أبو العباس يا مرسي
زحلق البلوة وحق الزيت عليا
ولا يقتصر العدد الأول من جريدة المسلة على مهاجمة الاستعمار، ولكن بيرم جعل من نفسه مصلحًا اجتماعيًا، فهاجم المرأة الجاهلة والتربية الخطأ والمظاهر الكاذبة والإسراف، فقال "لقد شخص أطباء الأخلاق داء هذه الأمة، فأجمعوا على أن المرأة أصل جرثومته، فأوجبوا تعليم الناشئات ليكن أمهات صالحات لتربية النشء المقبل، إلا أن نساء اليوم يبقين على جهلهن المطبق أو ينقرضن وهذا رأي حسن، وأحسن منه استئصال الداء من أصوله، فنعلم أمهات الحاضر اللاتي يورثن بناتهن جهلًا قد يلحق أحفاد الأحفاد".