«مكتوب عليك يا عمى، دلوقتى تبقى وحيد، والصبر هو السند، فى غربة المواعيد، يعنى النصيب والقدر، وتشوفها حبة صور، وتحسها بتنهى، معلش حظك كده، واهو كل شىء مكتوب مكانش حلمك كده إنك تعيش مغصوب»، فارقته «الزوجة والأولاد»، وأصبح وحيدًا بدون سند، عكازه هو سنده، عم فتحى، ٦٠ عاما، يعانى من شبه شلل وضمور فى عموده الفقرى، يقول: «منذ ٥ سنوات أعانى من آلام بالعمود الفقرى، ونتيجة هذا جاءنى شلل فى قدمى اليمنى، وذهبت إلى أكثر من ٥ دكاترة فى علاج الفقرات وأنفقت مبالغ كبيرة، وفى النهاية طلبوا منى إجراء عملية جراحية فى الفقرات فى أحد المستشفيات العامة والعين بصيرة والإيد قصيرة». «الحاج فتحى» قصته مع المرض بدأت فى وقت قريب، وكان قبل ذلك بصحة جيدة قبل أن تتوفى زوجته ويتزوج أبناؤه ويذهبون إلى منازلهم، ويجلس وحيدًا دون أن يساعده أحد، يعتمد على نفسه فى كل شىء فى مأكله وملبسه ومشربه، مطلب عم فتحى غريب جدا.. فلا هو يحتاج مالا ولا دواء.. «عم فتحى مش طالب غير ونس وحد يكلمه»، يقول: «اتعودت طول عمرى على الصوت العالى ودوشة العيال وأمهم ومشاكلهم، وفجأة لقيت نفسى بين أربع حيطان مش لاقى حد حتى أشتكيله وعيالى كل واحد فيهم الله يعينه على شغله وتربية عياله». ويختتم: «أنا مش طالب حاجة من الدنيا خلاص، أهم حاجة إنى أصلي لربنا وخلاص بصلى وأنا قاعد».
