الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمنيات ميت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالتأكيد أن الأحياء فقط هم الذين يطلقون ويعلنون الأمنيات وبخاصة فى مطلع كل عام ميلادى جديد، والبعض منهم يقوم بكتابة وتسجيل هذه الأمنيات طامعا وراجيا من الله سبحانه وتعالى تحقيقها له خلال العام، وغالبية الشعب المصرى من البسطاء، أمنياتهم دوما أيضا بسيطة وتتلخص فى كلمتين هى «الستر والصحة»، والأقلية أمنياتهم هى المال والسلطة..
أما الأموات والراحلون عن حياتنا فليس لديهم أمنيات، ولكن بعض الأموات من المصريين والذين تعرضوا للظلم والإهانة والتشويه من أعضاء اتحاد ملاك ٢٥ يناير ٢٠١١ ورحلوا عن حياتنا قبل إنصافهم ورد الاعتبار لهم فلهم بالتأكيد الكثير من الأمنيات..
ولعل مشهد جنازة الراحل الكبير ونقيب الصحفيين السابق وأحد رموز الصحافة المصرية إبراهيم نافع خير دليل على أن الأموات لديهم أيضا أمنيات حتى بعد رحليهم، لكى يشاهدوا بأنفسهم حجم الحزن على رحيلهم، وأن رد الاعتبار تأخر كثيرا بعد أن لاحقتهم الاتهامات الباطلة والتشويه المتعمد، وعز على البعض السماح لهم بالعودة إلى أرض الوطن فى أيامهم الأخيرة..
وبعيدًا عن القضاء المصرى الشامخ العادل، والذى أنصف الكثيرين من ضحايا ملاك ٢٥ يناير، فلا يكفى أن يكون رد الاعتبار بعد الموت كما حدث مع الراحل الكبير إبراهيم نافع، الذى عاصرته صحفيا ونقيبا وأيضا عن قرب، وأن بعض الذين ساروا فى جنازته وهم يبكون ويذرفون الدموع على رحيله ويتذكرون محاسنه وأعماله وإنجازاته هم أيضا الذين شهّروا به ونسجوا قصصا من وحى الخيال..
ولعل أول وأهم أمنيات الراحل إبراهيم نافع الآن، هى أن يعود إلى الحياة ولو لساعة واحدة لكى ينظر فى وجوه الذين ساروا فى جنازته، وينظر فى وجوه الذين شهروا به وأساءوا إليه، وبخاصة فى الوسط الصحفى، وهالوا التراب عليه حيًا وأنكروا كل إنجازاته وتاريخه واليوم يسعون لتكريمه وإطلاق اسمه على مبانى الأهرام..
فعلى أعضاء اتحاد ملاك ٢٥ يناير الذين يتمسكون حتى الآن بوصف ثورة عليهم أن يتوبوا إلى الله ويطلبوا منه المغفرة والسماح على ما ارتكبت أيديهم فى حق بعض المصريين، الذين تعرضوا للإهانة والتشويه، وأجبروا على الغربة بعيدا عن الوطن، وكانت أمنيتهم الوحيدة العودة للوطن وهم أحياء، ولكن أصبحت تلك الأمنية وهم موتى..
فمرور ٧ سنوات على ما حدث فى ٢٥ يناير ٢٠١١ تعد فترة كافية بتكليف لجنة مصرية على مستوى رفيع من أساتذة التاريخ لكتابة حقيقة ما حدث فى ٢٥ يناير، وأن توضع تحت أياديهم كافة الوثائق الرسمية والمكالمات السرية المسجلة لدى أجهزة الأمن، وما قام به العملاء فى الداخل والخارج بهدف إسقاط الدولة وليس إسقاط النظام..
ولا يجب الانتظار أكثر من ذلك لكتابة التاريخ الحقيقى لما حدث فى ٢٥ يناير ٢٠١١؛ لأن الانتظار لسنوات أخرى يعنى رحيل مصريين آخرين دون أن تتحقق أمنياتهم فى الإنصاف كما حدث مع الراحل إبراهيم نافع، وتصبح الأمنية باقية معهم وهم موتى؛ لأن إكرام الميت ليس فقط دفنه، ولكن أيضا إكرام الميت تحقيق أمنيته..
فلا بد أن نتخذ من مشهد جنازة الكاتب الكبيرة الراحل إبراهيم نافع عظة ودرسًا لنا جميعا وألا نستمر فى المجاملة لأعضاء اتحاد ملاك ٢٥ يناير الذين جلبوا الخراب لمصر، وما زالوا حتى الآن مستمرين فى دعواتهم التخريبية للوطن والمتاجرة بأزمات المصريين والبعض منهم يقتل المصريين ويسير فى جنازتهم..
فأمنيات الموتى الذين تعرضوا للظلم والتشويه بسبب أكذوبة ثورة ٢٥ يناير هى إظهار الحقيقة وكتابة التاريخ الحقيقى للأيام السوداء التى عاشتها مصر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى قيام ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التى أنقذت مصر من جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها، وأسقطت أكذوبة ثورة ٢٥ يناير التى كادت تدمر مصر لولا عناية ورعاية الله سبحانه وتعالى.. فرحم الله إبراهيم نافع وحما مصر وشعبها العظيم.