الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" في منزل شهيدي إطلاق النار على محل خمور بالعمرانية.. نجل المجني عليه: إرهابيان أطلقا علينا النار أثناء تهنئتنا عمي رءوف بالعيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كلنا يدًا واحدة» تلك المقولة تتردد على آذانك كثيرا وأنت فى طريقك للمنزل الذى تعيش فيه أسرة شهيدى منطقة العمرانية اللذين لقيا حتفهما بعد أن أطلق إرهابى وابلا من الأعيرة النارية صوبهما أثناء وقوفهما أمام محل خمور، ورغم الحزن الذى سيطر على أفراد أسرتي الضحيتين لكن وقوف المسلمين بجانبهم فى ذلك الظرف العصيب رسم لوحة جميلة من الترابط والتكاتف كفيلة بأن ترد على هؤلاء المجرمين، سواء كان ذلك الحادث جنائيًا او إرهابيًا.
قال رءوف لطفى، صاحب محل الخمور الذى أطلق مسلح النار عليه، وأسفر عن استشهاد شقيقين: إن اليوم كان يسير بشكل طبيعي، وإن أشرف وعادل صديقان له وكعادتهما يأتيان للجلوس معه، ومساعدته على حمل ثلاجة موجودة داخل المحل ونقلها إلى الخارج.
وأضاف لطفي: «فى تمام الساعة الواحدة والنصف ظهر توك توك يستقله شخصان مجهولان، وبادرا بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحل».
وتابع لطفي: «الشهيدان أشرف وعادل ليس لديهما عداوات مع أحد وكانا يسعيان على كسب رزقهما فقط، وقبل حدوث الواقعة كنا نجلس معًا وتناولنا وجبة العشاء مع بعض، حتى حدثت تلك الواقعة، وهناك طلقتان نفذتا إلى داخل المحل، إحداهما تسببت فى كسر زجاج الثلاجة التى كنا نخرجها والأخرى فى أحد حوائط المحل».
فى منزل الشهيدين، تواجد المسلمون والمسيحيون، وتحدث أمير صبرى نجل شقيقة الشهيدين والدموع تملأ عينيه، حيث أكد أن الفقيدين كانا محبوبين فى المنطقة بصورة غير طبيعية لمعاملتهما الحسنة للجميع وهو ما يشهد به الغريب قبل القريب، حيث إنهما كان يحرصان كل الحرص على تجنب أي مشكلات سواء من قريب أو بعيد، وبالعكس كانا يتدخلان فى بعض الأوقات لفض المنازعات والمشكلات التى تحدث فى المنطقة. وأضاف صبري، أنه فى وقت الحادث كان مع الضحايا ٣ من أبنائهم، هم: اثنان من أبناء الشهيد أشرف وابن للشهيد عادل، ولكن عناية السماء أنقذتهم من الموت، حيث قام رءوف عاطف بدفع الأطفال إلى داخل المحل عقب حدوث إطلاق النار. 
وأشار إلى أن محل الخمور الذى شهد الواقعة، لم يكن تابعًا للضحيتين، حيث إنهما مستأجران محل كماليات سيارات ملاصق لمحل الخمور لكسب الرزق منذ نحو عام، وكانا قد استأجرا سوبر ماركت موجودا فى الواجهة المقابلة لمحل الكماليات، ولكنهم تركا السوبر ماركت واستأجرا محل الكماليات، مؤكدًأ انهما عملا فى أكثر من وظيفة وتركاها وذلك لضيق المعيشة ورغبتهما فى تحسن الدخل.
والتقط أحد أهالى المنطقة الحديث ويدعى ناصر محمد، وقال إن الشهيدين كانا من أفضل الشخصيات، مؤكدًا أنهما عشرة عمر حوالى ٢٥ سنة، وقد نشأنا سويًا ومما يدل على حسن خلقهما عندما يخطىء أحد ما فى حقهما يتغاضيان عن ذلك الخطأ ويسامحان من أجل ألا يخسرا ذلك الشخص، كما أنه فى فرح وحيد شقيق الشهيدين كنا نحن المسلمين نقف معه فى فرح نجله وكأن الفرح فى منزلنا، وكذلك هو فى فرح نجلتى كان يقف معى كتفا فى كتف، كما أنه من شدة ترابطنا كنت أذهب فى رمضان لأفطر فى محل الشهيدين. 
ووقف المسلمون والمسيحيون حول المدعو ناصر يؤكدون مدى الترابط الموجود بينهما فى المنطقة، وأنه لن يؤثر على علاقتهما القوية أية مشكلات أو أزمات مهما كانت، فالعلاقة أخوية وصداقة قوية وستسمر بينهما مهما كلفهما الأمر، مشيرين إلى أن أبناء الشهيد أشرف مصابان بمرض يعيق حركتهما وهذا الأمر قد أحزننا جميعًا فقد كان يسعى ليلًا ونهارًا من أجل علاجهما.
أما جورج عادل بولس، نجل المجنى عليه عادل بولس ٤٦ سنة، والشاهد على الواقعة، أكد أنه كان ذاهبًا مع والده وعمه وأبناء عمه حتى يوجهوا تهئنة العيد لرءوف، حيث كان هناك شخص جالس معه بداخل المحل، وتفاجأوا بظهور توك توك وإطلاق الأعيرة النارية صوبهم.