الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الثورة الإيرانية تدخل يومها الثامن.. الاحتجاجات تتراجع.. والمطالب مستمرة.. والعالم يترقب

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دخلت الانتفاضة الشعبية في إيران يومها الثامن على وقع أكثر هدوءا يوحي بتراجع الاحتجاجات وإن ظلت المطالب مستمرة.
فظهور الحرس الثوري الإيراني في شوارع طهران أثار الرعب والخوف في نفوس المحتجين، لاسيما بعد انتشار القناصين على أسطح البنايات، كما الصورة الذهنية عن فرد الحرس الثوري الميلشياوي الغاضب دائما والمستعد لارتكاب أي جريمة من أجل حماية المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.
المحتجون الفقراء، والغاضبون من برد الشتاء القارس والحالمون برغيف الخبز لم يجدوا مددا دوليا أو إقليميا، بل مجرد وعود من رئيس أمريكا الذي قال إن بلاده سوف تتدخل ولكن في الوقت المناسب.
وأعلنت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية عن إلقاء القبض على ما وصفتها بالمجموعة الإرهابية، التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات تفجير وقتل داخل البلاد لأجل دعم الاحتجاجات واستمرارها.
وفقدت الانتفاضة الشعبية في ايران على مدى ايامها الثمانية 22 قتيلا وعشرات الجرحى واكثر من 500 معتقل زج بهم في سجون الملالي تنظرهم عقوبة الإعدام بتهمة الخيانة العظمى والتعامل مع جهات اجنبية بهدف تخريب البلاد.
وفي مواجهة انتفاضة البؤساء خرجت مظاهرات مؤيدة للنظام تحميها أدوات البطش والقمع السلطوي، وعلى ما يبدو فإن الجموع التي خرجت تطالب بإسقاط المرشد تراجعت واختارت أن تعيش ليلة هادئة تعيد فيها التفكير وترتيب أوضاعها قبل الانطلاق مجددا تطالب بحقوقها المسلوبة لصالح ميلشيات نظام الملالي وأذرعه العسكرية المنتشرة في البلدان العربية. 
وبحسب بيان للمعارضة الإيرانية، فإن نظام الملالي نصب مدافع رشاشة على أسطح المنازل من أجل قمع المتظاهرين وبث الرعب والخوف بينهم، كما انه يقوم بتطويق طهران العاصمة بحزام أمني مخافة توسع دائرة الاحتجاجات بها.

ويعدد المحلل السياسي الإيراني، علي فائز، أسباب تراجع حدة الاحتجاجات الإيرانية، ويرى أن انعدام القيادة والتنظيم وغياب الرسالة أحد الأسباب وراء تراجع انتفاضة الشعب الإيراني.
وبحسب صحيفة "نوتيس جيوبوليتيك" الإيطالية، في عددها الصادر الخميس، فمن المرجح أن تنخفض الاحتجاجات أكثر نتيجة عمليات القمع لكنها قد تستمر لفترة أطول، فيمكن للقيادة السياسية في إيران أن تقوم بقمع هذه الاحتجاجات كما فعلت مرارا وتكررا خلال السنوات الأربعين الماضية، ولكن لن يمكنها القضاء على الطلب الدائم للتغيير.

وإن خياران أمام إدارة روحاني، فيمكن أن تحذو حذو علي أكبر رفسنجاني، بعد احتجاجات أوائل التسعينيات، ومحمد خاتمي، بعد ثورة الطلاب عام 1999، أو اختيار برنامج تعبيرا عن رؤية الشعب الإيراني باستغلال حالة الغضب والاستياء العام لدفع المؤسسة نحو تغيير هيكلي أوسع من خلال الإصلاح الدستوري. 
واستبعدت الصحيفة الإيرانية أن تعيد طهران التفكير في موقفها من دعم أذرعها المليشاوية المنتشرة في المنطقة العربية، فهي تعتبر تبعية هذه لميلشيات لها أمر حاسم بالنسبة للأمن القومي الإيراني.