الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المرأة الإيرانية.. "سيدة المشهد"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تقف الاعتقالات والقمع حائلا أمام تصاعد صرخات المرأة الإيرانية ضد نظام الملالي، حيث تشارك بكل قوتها بالاحتجاجات الغير مسبوقة التي تشهدها البلاد لتصبح المرأة هي "سيدة المشهد" الحالي في طهران.

وعلى الرغم من أن السمة البارزة لهذه المظاهرات هي قمع السيدات بصورة كبيرة عن الرجال حيث وجدت الشرطة الايرانية ان السيدات يقودن المظاهرات وتتعالى هتافاتهن ضد "الخميني" بصورة غير متوقعة، الا ان هذا لم يمنعها عن التعبير عن رايها ورفضها للوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده بلادها.

حاضرة بقوة

للمرأة الايرانية دورا قياديا في التظاهرات المشتعلة حاليا في عدد من المدن الإيرانية، حيث أشار موقع "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" (مقره باريس)، إلى إنه على الرغم من المناخ القمعي للتظاهر في الشوارع، خرج قرابة 10 آلاف إيراني إلى الشوارع"، لافتًا إلى أن "دور المرأة الإيرانية، في المظاهرات كان حاضرا بقوة".

ولفت الموقع إلى أنه على الرغم من اعتقال عدد كبير من السيدات الإيرانيات، إلا أنهن لم يستسلمن، بل ظللن صامدات، واصفا الوضع بأن "المرأة سيدة المشهد".

وبحسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن السمة البارزة لتلك المظاهرات، كانت قمع السيدات بصورة أكبر من الرجال.

وأكد أن النساء يقودون المظاهرات الإيرانية، تحت قيادة مريم رجوى، زعيمة المعارضة الإيرانية.

وتجلى دور النساء في أكثر من 40 مدينة إيرانية تنتفض بالتظاهرات التي تحولت إلى أعمال عنف في غضون 3 أيام

ففي مدينة قم الدينية، التي تعرف بأنها أهم مركز ديني في إيران، لم تكتف النساء بالمشاركة فحسب، بل دعت المارة للانضمام إلى الاحتجاجات.

وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن طالبات جامعة طهران شجعن الطلاب الآخرين على المشاركة في الاحتجاجات وعدم الخوف، وضرورة الحفاظ على وحدتهم.

وفي محافظة كرمان، جنوب شرقي البلاد، قادت النساء الاحتجاجات وهتفن "الموت للديكتاتور". 
وفي محافظة أصفهان، وسط إيران، واجهت شابات قوات الأمن، وأخذن يهتفن في الحشود
ودعت المتظاهرات إلى الإطاحة بالنظام، وهتفن مباشرة ضد مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.

ومزقت المتظاهرات صور خامنئي، وهتفن بشعارات تدعو الملالي إلى التنحي أو رد الأموال "المسروقة"، متعهدات بالاتحاد في مواجهة "قوى قمع النظام". 
كما تنشط النساء في نشر صور فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر التظاهرات في المدن الإيرانية
وفي المقابل، اعتقلت الشرطة النساء في طهران، وبرزت صورة لمتظاهرة إيرانية وهي محاطة بدخان قنبلة مسيلة للدموع ألقت بها قوات مكافحة الشغب.


أما في رشت بشمال البلاد فقد اعتدت قوات الأمن عليهن

وكانت الاحتجاجات بدأت في شمال غربي البلاد في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث عدد السكان، للتعبير عن الغضب إزاء ارتفاع الأسعار، بينما ألقي القبض على العشرات لترديد "شعارات شديدة اللهجة".

وكانت زعيمة المعارضة الإيرانية، مریم رجوي، قد دعت الخميس، الإيرانيين لدعم "الانتفاضة الكبيرة في مدينة مشهد"، حيث خرج الآلاف مرددين شعارات مناوئة للنظام في مظاهرات ردت عليها السلطات بحملة قمع.

وقالت مريم، في تغريدة، "أدعو جميع المواطنين لاسيما الشباب الإيرانيين القيام بدعم الانتفاضة الكبيرة في مدينة مشهد. الحل الوحيد للخلاص من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية هو إسقاط نظام الملالي".

فيما كتبت مريم رجوي على موقع "تويتر": "إنزال صور خامنئي القبيحة في أرجاء البلاد يبين الإرادة الراسخة للشعب الإيراني لإسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران".

وتابعت المعارضة: "المنتفضون الشامخون الذين أريقت دماؤهم برصاص قوات الحرس، هم شهداء طريق الحرية للشعب الإيراني. أعزي عوائل الشهداء والمواطنين في مدينة درود ومحافظة لرستان البطلة"، في إشارة إلى سقوط عدد من القتلى في الاحتجاجات.

الاعتداء على النساء

حالة من الارتباك تضرب النظام الإيرانى، حيث يشير الخبراء إلى ان مسار الثورة يتصاعد يوما بعد يوم، بينما تواصل الأجهزة الأمنية محاولاتها لقمع الثورة، ليصل الأمر اليوم إلى أعلى درجاته قمعا وتجاوزا، بالسماح لميليشيات "الباسيج" التابعة لمرشد الثورة على خامنئى، بالاعتداء على النساء وضربهن والتحرش بهن فى الشوارع، سعيا إلى قمع الثورة الدائرة حاليا ضد نظام الملالى.

ونشر نشطاء إيرانيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، مقاطع فيديو لجنود تابعين لقوات "الباسيج" العاملة على حماية النظام ومواجهة كل الأنشطة المعارضة له، وهم يعتدون على فتيات ونساء يشاركن فى المظاهرات ضد النظام الحالى، فى محاولة لقمع الانتفاضة الشعبية وفرض القبضة الحديدية لكسر إرادة الشعب الإيرانى.


تمييز جنسي وقمع لاينتهي
حرمت المرأة الإيرانية من أبسط حقوقها، حيث يمنعها النظام من الحضور في الملاعب الرياضية حتى وهي أبسط الحقوق، هذا بالاضافة الى تعرضها للتمييز الجنسي والقمع المستمر حيث احتل نظام الخميني خاتمة القائمة بجانب كل من سوريا وساحل العاج ومالي والتشاد من حيث أشد وأكثر حالات عدم المساواة بين الجنسين

وأفادت وكالة أنباء أسوشيتدربرس، بان القائمة السنوية لعدم المساواة بين الجنسين الذي نشره منتدى الاقتصاد العالمي تكشف أن المساواة بين المرأة والرجل بدأت تتقدم في كل العالم. ويتم تأليف هذه القائمة وفقا لمعلومات عن الخدمات الطبية ونسبة البقاء والتعليم والنشاطات للتمويل الذاتي والمشاركة في العمل والسياسة

ورغم ذلك فإن المساواة بين الجنسين في بلدان نظير إيران وسوريا ليست لم تتقدم فحسب وإنما تدهورت، واحتلت إيران تحت حكم الملالي الرتبة 137 من بين 142بلدا من حيث التمييز الجنسي.

ثورة جياع

وتشهد إيران "ثورة جياع" بكل ما يحمله هذا الوصف من معنى، فهناك 40 مليون إيرانى يعيشون تحت خط الفقر، وما زاد الطين بلة إنفاق النظام مليارات الدولارات على الحروب الدائرة بالوكالة فى سوريا والعراق واليمن، وتحميل المواطن الإيرانى فاتورة تلك الحروب، وارتفاع أسعار الوقود 50%، وخروج 30 مليون مواطن من مظلة الدعم النقدى، إضافة إلى ارتفاع معدل البطالة لـ12.4% بما يعادل 3.2 مليون عاطل.

وتأتى المظاهرات الإيرانية فى الداخل في أعقاب تنظيم المقاومة الإيرانية منتصف شهر ديسمبر الماضي مظاهرات حاشدة في ساحة "انوليد" في باريس، من أجل وقف انتهاكات حقوق الإنسان في طهران، والتهديد الإيراني المستمر من خلال التدخل في الشؤون العربية.

وتحت شعار وهتاف "روحاني قاتل" رفع المتظاهرون أعلام إيران القديمة التي انتهت مع ثورة الخميني في نهاية السبعينيات، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على إيران لوقف الإعدامات الجماعية في السجون، ومحاسبة المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت بحق الإيرانيين منذ تولي نظام "الملالي" الحكم في إيران.


تفاؤل حذر 

من جهته أعرب المحلل السياسي المختص بالشأن الايراني الاستاذ اسامة الهتيمي عن تفاؤله حيال التظاهرات الحالية في ايران ضد نظام الخميني، قائلا: "أشعر بحالة من التفاؤل ولكنه تفاؤل حذر.

وأشار الهتيمي الى انه يجب التمهل في إصدار الاحكام وابداء التوقعات حول ما يحدث في ايران.
واضاف:" هناك ثمة تغيير يحدث في ايران ولابد ان نتمهل في ابداء التوقعات لما ستؤول الاوضاع الفترة المقبلة"، مشيرا الى ان تحركات الشعب الايراني بدات منذ فترة وليست وليدة اللحظة.
وأوضح الهتيمي ان الميزانية التي اعلن عنها حسن روحاني كانت هي "القشة التي قسمت ظهر البعير "، مضيفا:" من الظلم ان نقول ان هذا يحدث في ايران قد حدث بين يوم وليلة فالتحركات والحراك الشعبي كانت موجودة منذ فترة طويلة.
وتابع:" سمة خطوات جرت خلال الفترة الماضية في مشهد حيث شارك حوالي 160 الف عائلة في هذه الاحتجاجات بعد عدم تحصل هذه الاسر على السكن وهم من محدودي الدخل هذا بالاضافة الى اعلان بعض المؤسسات التجارية لافلاسها لانه لايوجد استثمارات.
ولفت الهتيمي الى ان من اهم الاسباب التي ادت الى تراجع الاقتصاد الايراني هو وقف الرحلات بينها وبين الخليج حيث كان لهذا اثرا سلبيا على السياحة.
وراي الهتيمي ان ما يحدث حاليا في ايران تحول كبير في توجهات الراي العام الايراني.
جدير بالذكر ان تسريب أجزاء من الميزانية، المقترحة من قِبل الرئيس روحاني لعام 2018، وهو أمر يحصل للمرة الأولى، كان -على ما يبدو- سبب تفجُّر حالة الغضب في الشارع الإيراني، الذي كان يعاني أصلًا ضائقة اقتصادية كبيرة، حيث وصلت نسبة البطالة في إيران إلى 40%.

الإيرانيون اكتشفوا أن مليارات من الدولارات تذهب إلى المنظمات "المتشددة"، منها للجيش وأخرى لـ"فيلق القدس"، ومليارات أخرى تذهب إلى المؤسسات الدينية التي تزداد ثراء، في وقت أقرت الميزانية الجديدة إنهاء الإعانات التي كانت تُقدم للملايين من المواطنين، وزيادة أسعار الوقود، وخصخصة المدارس الحكومية.