الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اللي اتلسع من الخونة "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بتقول إيه يا واد يا مزيكا، فى إرهابى هجم على كنيسة فى حلوان طبعا الناس خافت وهربت، بتقول إيه صوروه من كل الزوايا وكأنهم بيخرجوا فيلم! إزاى مش كانوا بيقولوا حلوان دى معقل الخرفان، وكان فى حاجة اسمها «كتائب حلوان» يا واد يا مزيكا؟ إيه واحد اسمه (عم صلاح) هجم عليه والستات بقت تزغرد والرجالة تقول الله أكبر هجوووم، والأطفال تصقف، يعنى هجموا عليه وهو مسلح ومعاه قنبلة، وكان ممكن يكون معاه حزام ناسف، وقطعوه بجزمهم، وعملوا عليه حفلة، تصدق يا واد يا مزيكا فعلا شعب بعون الله محدش يقدر عليه، الشعب اللى نزل ٣٠ يونيو وقلب الترابيزة على دماغهم ودماغ اللى جايبينهم، واللى وراهم ولا همه وقتها سلاح ولا تفجيرات شعب بيتصور (سيلفي) مع القنبلة وهى بتتفكك، نزل عشان مصر، نزل عشان شافها بتضيع على إيد شوية خونة أنجاس ميعرفوش يعنى إيه وطن ويعنى إيه مصر، تعرف يا واد يا مزيكا الشعب ده فعلا ما لوش كتالوج ولا تعرف تتوقعه، عامل زى الجمل بيصبر يصبر لكن قومته بموت اللى يقف قدامه، فاكر لما كتبت فى مقال قبل كده عنوانه (يمكرون ويمكرالله)؛ فالذى ساعد الشعب المصرى على أن يتدارك الأمر بعد ابتلاعه الطُعْم، ووقوعه فى فخ (بتوع ربنا) هو علمه بحقيقة الأمر وفضح الخونة فى الداخل والخارج، وتبصيره بكل شيء فأصبح درعا للوطن وقلب كل الموازين وقلب السحر على الساحر، وكانت قوَّته فى وحدته وأصبح ظهيرًا وحائط صد خلف جيشه وشرطته وقيادته،وفاكر مقال (مصالحة أبوكم على اللى جابوكم) كتبت: نحن فقط من يملك القرار نحن أصحاب الدم نحن شعب مصر ولن نتصالح- لو كان معكم ماء المحاياة- وأقسم بالله العظيم حتى هذه اللحظة لم تروا غضبتنا إن من يمنعنا عنكم هو الرئيس الذى تكرهونه وتَسُبونه ليل نهار (طبعا القفا إللى أخدتوه مجازا طلع من نافوخكم)، ولولاه كنا فرمناكم ولا كان لكم بيت يأويكم ولا مال يأتيكم ولا تجارة تتربحون منها، لقد أحرقتم جميع مراكبكم وإياكم أن تفكروا- مجرد التفكير- أنتم وزبانيتكم ومن يُخَدِّمون عليكم ومن يمولونكم من الداخل والخارج أن تعبثوا بمصر نحن لكم بالمرصاد، ولن نترككم تسعون فى الأرض فسادا، نحن قتلة الظلمة وهادمى الأمم ما أتى علينا قادم بغدر وشر وخيانة إلا أكلناه كما تأكل النارالحطب فلا يغرنكم صبرنا نحن أهل الصبر، ولكننا إن قمنا لن نهدأ حتى نمحيكم من على وجه الأرض فلا تشعلوا نارا لن تُطفأ إلا بهلاككم (إللى يحضَّرالعفريت يا يعرف يصرفه يا يتحمل أذاه)، احذروا غضبتنا.. احذروا غضب المصريين، طيب وكان رد كتائب البتشينجان وجماعة الخرفان والأمريكان إيه يا واد يا مزيكا؟ طلعوا بيان إدانة للحادث تصدق فكرتنى بحكاية احكيهالك: كان هناك شخصان لديهما حمار يعتمدان عليه فى حياتهما وقضاء كل شيء من نقل بضائع من قريتهما إلى أخرى وبيع تجارة بسيطة لهما، وكان مقربا لهما جدا وكأنه صديق ثالث لهما، وكانا يطلقان عليه اسم (أبوالصبر) ويوما ما أثناء سفرهما فى الصحراء اشتدت الحرارة ولم يستطع (أبو الصبر) تحملها فسقط ومات وحزنا عليه حزنا شديدا، ودفناه فى مكان متسع، وجلسا يبكيان على قبره، وكل من كان يمر يلاحظ ذلك المشهد المؤثر فيسأل عن المرحوم، فيجيبا بأنه المرحوم (أبو الصبر) كان الخير والبركة يقضى الحوائج ويرفع الأحمال ويسافر بعيدا، فظن الناس أنهم يقصدون شيخا صالحا فيشاركانهما البكاء والحزن، وشيئا فشيئا صار البعض يتبرع لهما بالمال، ومرت الأيام فوضعا خيمة على القبر ومن يأت يدخل ليزور الشيخ (أبو الصبر) فزادت التبرعات، فأقاما حجرة بدلا عن الخيمة وزاد عدد الزوار ليتبركوا به ويقرأوا له الفاتحة، وأصبح مزارا مهما وشهيرا يقصده الناس من مختلف البلدان، وشاع عنه الكرامات والمعجزات من شفاء للمريض لأبطال السحر لزواج العانس، وهكذا فيأتى الزوار ويقدموا النذور والتبرعات طمعا فى أن يفك الولى الصالح عقدتهم، وأصبح الصديقان أغنياء وصارا يجمعان الأموال التى يتبرع بها الناس البسطاء ويتقاسمانها معا، وفى يوم من الأيام اختلفا فى القسمة، فغضب أحدهما وصاح فى الآخر والله لن تهنأ بما أخذته وسأطلب من مولانا (وأشار للقبر) أن ينتقم منك وتحل اللعنة عليك، ويرجع لى حقى، فسقط الآخر على الأرض من الضحك قائلا: (مولانا مين أنت نسيت الحمار ده إحنا دفنينه سوا).