الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وزراء حكومة إسماعيل.. العيشة واللي عايشينها "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشفق كثيرًا على مَن يقع عليه الاختيار ليشغل منصب وزير التعليم أو الصحة أو التموين، فهؤلاء يتصدرون المشهد الشعبى، يتلقون سهام النقد، وويلات اللعن ليل نهار، يتعاملون مع ١٠٠ مليون مصرى بشكل مباشر ولحظى، هم المسئولون عن «العيشة واللى عايشينها»، ولا استغراب فى أنهم أول من يطالهم التغيير، فمن هو الشخص الذى يرضى آمال وطموحات جميع الشعب؟ ومن هو الذى يستطيع التصدى لفساد عاش وتغلل فينا، وأصبح قانونًا عرفيًا يتنفسه من يعيش على دماء هذا الشعب؟ وللأسف هم كثيرون.
وتبدو بعض الوزارات أنها بمثابة مكافأة نهاية الخدمة، حيث التعامل مع قطاعات متخصصة وفئة خاصة جدًا، لكن ما يبدو ظاهريًا ليست له علاقة بما يحدث داخليًا، فمثلاً وزارات الاستثمار والصناعة والسياحة، التعامل فيها مع كبار المستثمرين ورجال الأعمال، وهو تعامل فى ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.
فهو كمن يدخل «عش الدبابير»، يجب عليه أن يخطو كل خطوة بحذر بالغ، وقلق كبير، فهؤلاء لهم لدغات غير قابلة للشفاء، خصوصًا أنهم يملكون أهم الأسلحة.. المال وما أدراك ما المال؟ يجب على الوزير أن يدير بسياسة لا تقبل السهو، لا تقبل الشك والريبة، سياسة عنوانها الوضوح والشفافية، فهؤلاء لا يقبلون الحلول الوسط، إما معهم وإما عليهم، وللأسف فإن القانون الذى يتيح للوزير اتخاذ قرار ما، هو نفسه القانون الذى يمنعه من اتخاذ القرار نفسه، لكن بصيغة أخرى يعلمها ويفهمها جيدًا من وضع هذه القوانين فى عصر «الترزية».
أما التعامل مع النخبة والمثقفين فهذه نقرة أخرى، فربما ينتهى ويحذف تاريخ المثقف الذى أفنى عمره فى كتابة أسطر تهتدى بها أجيال قادمة، إذا قبل منصب وزير الثقافة أو الآثار، «يا ويله إن فعل»، لن يجد رصاصًا يخترق جسده فحسب، بل سيجد دانات مدفعية ثقيلة تحول سيرته إلى أشلاء، سيجد صواريخ موجهة تقضى عليه وعلى من معه أيضًا، ولا أقصد هنا التصفية الجسدية، بل التصفية المعنوية.
أما بقية الوزارات فالتعامل معها على حدة، ربما للاشتباك بين ما سردناه فى السطور السابقة، وربما لوجوده خلف خطوط الشعب، لا يحس أو يشعر به أحد من المواطنين، غير الموظفين فى وزارته أو فى الهيئات التابعة له.
أما رئيس الوزراء، فكان الله معه، فما يلحق من أذى بأى وزير يلحق به، وما يلحق من إحسان فليس له منه شىء، ربما كان ذلك قبل يناير ٢٠١١، وربما تغير بعد ٣٠ يونيو..
ما سبق مقدمة لسلسلة من المقالات حول وزراء حكومة شريف إسماعيل، كيف يراهم الشعب وكيف يشاهدهم؟ كيف يرى كاتب هذه السطور أداءهم فى فترات هى الأصعب فى تاريخ مصر على الإطلاق؟ فترات يتكاتف علينا فيها أعداء هذا الوطن من أجل النيل منه، وهو ما يجعل المهمة ثقيلة وعنيفة، وبحاجة إلى وزراء لهم ملكات خاصة.