الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية تحول "فريد شوقي" من فنان لمحامي بعد توقف "الفتوة"

 الفنان فريد شوقي
الفنان فريد شوقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استلهم صلاح أبو سيف من قصة حقيقية وقائع فيلم "الفتوة"، والذي قام بإنتاجه الفنان فريد شوقي، وصرف27 الف جنيه لإنتاج الفيلم، وكان وقتها مبلغ ضخم جدا، ذاع صيت محمد زيدان تاجر الفاكهة والخضار، والذي لقب في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات بملك الفاكهة، هذا الرجل الذي عاش حياة مليودرامية حتى وصل إلى علاقة وطيدة بالملك ورجال القصر ثم تحكم في سوق الخضار في مصر كلها.
علمت أسرة محمد زيدان، أن قصة الفيلم مستوحاه من حياته، والعائلة كانت لها سطوة كبيرة فذهب عدد من أنصاره إلى سينما الكورسال، حيث كان يعرض الفيلم وافتعلوا المشكلات، وتم إغلاق سينما الكورسال بسبب دعوة مستعجلة، ثم توقف عرض الفيلم، وبالفعل سحب الفتوة من السوق، وهنا يروي فريد شوقي في مذكراته قائلا: ” إن الفيلم الذي توقعت له نجاحًا كبيرًا وصرفت عليه 27 ألف جنيه، سيتحول إلى خسارة كبيرة لي، خاصة وأن محامي زيدان صرح في الصحف أن الفيلم يعد تشويهًا لرجل توفي ولأولاده الذين يدرسون في الجامعة”
بدأت المرافعة داخل المحكمة، وكان محامي "ملك الفاكهة" صاحب خبرات قضائية قوية جعلت المنصة تنصت له، وابداع فى توضيح أسباب رفع القضية، وأن الفيلم يسئ للراحل وأهله، وهو الآن بين يدي الله، وأنه لم يتم الاستئذان منهم، شعر وقتها الفنان فريد شوقي، أن محاميه أضعف من الخصم بكثير، فطلب منالقاضي أن يترافع بنفسه عن الفيلم وعن نفسه كمنتج للفيلم وسمح له القاضي بذلك، فقال له "وقال له: “إذا كان فيلمي يتعمد تشويه الحاج زيدان، فأنا أوافق على مصادرته بشرط أن يتم التحقق من ثروة عائلة زيدان التي جمعها عن طريق السراي الملكية والسوق السوداء، لكن في الحقيقة إن فيلمي من نسج خيالي” حكم القاضي برفض دعوة عائلة ملك الفاكهة، وتم عرض فيلم الفتوة فمن هو ملك الفاكهة ؟"
ملك الفاكهة الذي عاش حياة صاخبة، مات أيضًا بطريقة صاخبة جدًا، إذ تشير صحف ومجلات 1952 إلى حادثة قتل الحاج زيدان، كونها حدثًا كبيرًا يهز سوق الخضار في مصر كلها آنذاك، فملك الفاكهة قتل داخل سيارته بـ 9 رصاصات، مما يؤكد أنها عملية تصفية جسدية للرجل المتحكم في أسعار الخضار في البلاد، وفي 10 آلاف بائع كما أوردت إحدى الصحف، وهذا يعني أن هناك معركة حامية بين التجار ورجال السياسية أيضًا.
تناولت الصحف سيرة المرحوم بوقار وجلل، وهذا على عكس كل ما جاء بفتوة صلاح أبو سيف، الذي قال إنه تتبع قصة زيدان الحقيقية، وقرأ الكثير عنها، لكن أجزاء من القصة ظهرت بعد سقوط الملكية، وكشف جزء من علاقة ملك البلاد بملك الفاكهة.
بعد موته خرجت شائعات من بعض رجال السياسة، أن "زيدان" كان رجل فاسدا، وكان من أعوان الملك واحد المقربين له، فطبيعيا أن تكون نهاية مؤلمة لرجل سعي في الأرض فسادا.