الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

"البيتكوين".. العملة التي حرمتها دار الإفتاء المصرية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صرّحت دار الإفتاء المصرية، في بيانٍ لها، أن عملة البيتكوين "تستخدم للهروب من الأجهزة الأمنية، لتنفيذ أغراض غير قانونية، بها عنصر الغرر، أي النصب والخداع، بوصفها عملة إلكترونية بشكل كامل، ورقمية لا مركزية، تُتداول فقط عبر شبكات الإنترنت، دون وجود فيزيائي أو إمكانية للتداول من خلال اليد".
وتابعت دار الإفتاء: "العملة الإلكترونية يتوافر فيها عنصر الجهالة، ولا يجوز البيع والشراء والتعاقد بها، وتستخدمها عادةً الجماعات الإرهابية، وعصابات المخدرات، وغسيل الأموال، للإفلات من العدالة، علاوة على عدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها".
وأضاف مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية ومستشار عبدالفتاح السيسي، أنه لا يجوز إجراء التعاملات بعملة "بيتكوين" الرقمية المشفّرة أو إبرام الاتفاقات المالية والتجارية بها؛ لاحتوائها على مخاطر عدة، مشيرًا إلى أن العملة محرَّمة شرعًا إذ تعتبر أداة مباشرة من تمويل الإرهاب، دون غطاء من البنك المركزي أو ضمان من أي جهة.

ما لا تعرفه عن البيتكوين، نشأته، طريقة التعامل به، أسعاره، والخطوات المُتبعة لتغيير اقتصاد العالم.
في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي تشهده الساحة العالمية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل البشر جميعًا يعتمدون اعتمادًا كليًّا على الكمبيوتر والإنترنت، وفي عالم موازٍ للعالم الحقيقي، ظهر ما يُعرف بالعملة الرقمية "البيتكوين"، والذي بدوره يعتبر أحد العوامل المؤثرة مستقبليًّا في جميع التعاملات المالية، بداية من المعاملات البنكية ويندرج إلى المعاملات البيعية الصغيرة.

ظهرت العملة الرقمية "البيتكوين" في عام 2009، ويرجع أصل تلك العملة إلى بحثٍ وُجد على الإنترنت باسم "ساتوشيناكاموتو" عام 2008، والذي قام بتقديم ورقة بحثية يصف فيها نظام "البيتكوين" على أنه نظام نقدي إلكتروني يعتمد في مبادئه على نظام التعامل المباشر، دون وجود وسيط بين الطرفين، كما أنه وضع حدًّا أقصى لإنتاج 21 مليون عملة بحلول عام 2140، وكان سعر العملة الواحدة للبيتكوين مقدرًا وقتئذ بـ1 سنت، وسعر البيتكوين الواحد، اليوم، مقدر بـ15000 دولار، وينقسم البيتكوين في محتواه إلى أجزاء حالة حال الجنيه المصري، فمثلما يوجد بالجنيه "قرش" كعملة مصغرة، تصبح العملة المصغرة "للبيتكوين" تسمى "ساتوشي".

وتعتمد طريقة "البيتكوين" في تعاملاتها، على نظامين أساسيين، الأول ويسمى المحفظة الرقمية، والثاني وهو خاص بكيفية اقتناء أو بيع تلك العملات. المحفظة الرقمية هي عبارة عن حساب شخصي قريب في فكرته إلى الحسابات البنكية، لكن الاختلاف أنه يحفظ عملات المستخدم دون أي عائد ربحي للشركة الراعية للحافظات الرقمية، بالإضافة إلى إعطاء المستخدم رمزًا مشفرًا، ويكون هذا الرمز مخصصًا لتسلم البيتكوين وإضافتها للحساب الشخصي للفرد.

البيتكوين" هو عبارة عن عمليات حسابية بالغة التعقيد، وعلى مستوى عال من التشفير للغة الخوارزميات "اللغة التي يستخدمها الكمبيوتر في البرمجة والاتصال"، ومن طرق اقتناء تلك العملة وأشهرهم طريقة تسمى "التعدين" أي فك رموز تلك العملات، الأمر الذي يتطلب الكثير من الجهد، ويوجد العديد من البرامج المجانية على الإنترنت لفك ذلك التشفير، إلا أن التشفير يتطلب إمكانيات كبيرة لأجهزة الكمبيوتر، خاصة لإمكانيات كروت الشاشة.

تتميز العملة الرقمية بعدم الوجود المادي لها، مما يعني اقتصارها على الإنترنت، كما تستخدم في عمليات البيع والشراء عن طريق الشركات التي تدعم خاصية المعاملات الرقمية.
جدير بالذكر وجود عدد كبير من البنوك بالدول الخارجية اتجهت إلى ما يُعرف ببطاقات الائتمان لعملة البيتكوين، وكانت كندا من رواد تلك الأفكار.

ويؤخذ على محمل الإيجابيات لتلك العملة، السرعة في التعامل، فبدلًا من الحاجة بين البائع والمشتري لوسيط مثل البنوك مما يتطلب وقتًا، فإن هذه العملية لا توجد في التعاملات الرقمية فهي تقتصر على البائع والمشتري عن طريق كود سري يدخل من حساب المشتري إلى حساب البائع في نفس التوقيت. كما تتميز التعاملات الرقمية بالسرية التامة، حيث لا يمكن تعقبها أو مراقبتها أو التدخل فيها، كما أنها تحد من سيطرة الحكومات والبنوك على السيطرة على العملة. كما تتسم بالعالمية في التعامل، فهي لا ترتبط بموقع جغرافي معين فيمكن التعامل معها وكأنها العملة المحلية، بالإضافة إلى تقنين تلك العملة على يد مبرمجها "ساتوشيناكاموتو" والذي وضع حدًّا لها مما يمنعها من التضخم، مما أدى إلى التغيير المستمر في سعرها.

وعن سلبيات تلك العملة، تأتي في المقام الأول عملية التعدين بحد ذاتها والتساؤلات التي تطرح عن ماهية المعادلات التي تتم فكها، فرغم أنه لا أحد يعرف تلك المعادلات حتى الآن، فإن كثيرًا من الباحثين عن اقتناء تلك العملة يستطيعون جلب تلك العملات عن طريق فك التشفير المستخدم ببرامج متاحة للجميع! مما جعل الكثيرين ينتابهم الشك عن وجود منظمات خفية تعمل على حل تلك المعادلات وتجزئتها على سيرفرات.
وعن السلبية الثانية يذكر هوية "ساتوشيناكاموتو" نفسه، فهذا الاسم غير معلوم حتى الآن، ولا يوجد للبحث "صاحب على أرض الواقع حتى الآن"، وشكوك البعض عما إذا كان ذلك البحث يخص دولة بعينها وامتلاكها النصيب الأكبر للعملات الرقمية، الأمر الذي يؤدي إلى تغيير مراكز القوى مستقبلًا على الخريطة الحالية.

الجدير بالذكر قول القائمون على"البيتكوين" إن الهدف من هذه العملة التي طرحت للتداول للمرة الأولى سنة 2009 هو تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها الويب أساليب النشر، كما أن ألمانيا اعترفت بعملة "البيتكوين" بأنها نوع من أنواع العملات الإلكترونية، مما أعطى الحق للحكومات الألمانية بفرض الضرائب على الأرباح التي تحققها الشركات التي تعتمد على تعامل الـ"بيتكوين". كما أن حكم قاض فيدرالي في الولايات المتحدة بأن الـ"بيتكوين" عملة نقدية معترف بها، إلا أن الولايات المتحدة لم تعترف بها كعملة حتى الآن.

ويذكر أيضًا أن الـ"بيتكوين" ليست العملة الوحيدة حاليًّا في عالم العملات الرقمية بل إنها كانت الرائدة فقط في عالم العملات الرقمية، ويذكر من العملات المتداولة الآن بجانب "البيتكوين"، ريبال، لايت كوين، داش، نيو، ووافز، زد كاش، ستييم، جوليم، فاكتم، موبيل جو، ايثريوم.
إلا أن الفارق بين تلك العملات هي المعادلات وكيفية فك تشفيرها وتظل الـ"بيتكوين" هي اللغز الغامض في عالم الخوارزميات حتى الآن.