الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تنفرد بأول حوار مع أسرة الأمين رضا "البطل الحقيقي" لملحمة حلوان.. زوجته: علمت باستشهاده من التليفزيون ولا نريد "شو إعلامي"

حوار البوابة نيوز
حوار البوابة نيوز مع أسرة الشهيد رضا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فجر كل يوم، يتنقل بين أطفاله الصغار النائمين لتوديعهم مؤقتًا، ثم يذهب الى عمله الذى اعتاد عليه منذ 16 عامًا، فهو بالنسبة لهم الأمل وهم بالنسبة له الحلم، ولكن يبدو القدر كان له ترتيب آخر، فخرج فى ذلك اليوم ولم يعد، ليستيقظ الأطفال على صوت أمهم تبكي على فراق أب كان لهم السند.

سطّر أمين الشرطة رضا عبدالرحمن، ابن قرية المنيرة بمحافظة القليوبية، اسمه بحروف من نور، عندما ظل يدافع عن الأخوة الأقباط أمام كنيسة مارمينا بحلوان، حتى سقط شهيدًا ليقدم روحه فداء لوطنه، متلقيًا الرصاصات من ذلك الإرهابي الخسيس، الذي كان يستهدف الأخوة الأقباط فى احتفالاتهم بأعياد الميلاد.

"البوابة نيوز" انتقلت إلى قرية البطل، لترصد لمحات من حياته ذلك البطل، بعد أن كتب اسمه بدمه فى تاريخ التضحية والشرف، حيث حاورت أسرته اللذين كشفوا ملامح من حياة ذلك المجند الشهيد.



تقول فتحية، 40 سنة، زوجة الشهيد رضا، إن زوجها كان ملتزمًا بصورة كبيرة جدًا فى عمله، وطوال فترة عمله فى التجنيد والتى استمرت نحو 16 عامًا لا تتذكر أنه تغيب ولو ليوم واحد، كان يخرج بعد صلاة الفجر إلى عمله، ولا يستطيع الخروج، دون أداء الصلاة.

وأضافت أنها حذرت الشهيد رضا يوم الواقعة، وطلبت منه ألا يذهب للعمل، ولكن كان رده عليها، بأنه لابد أن يذهب لأنه لا توجد أى أجازات فى الأقسام خلال فترة أعياد الميلاد، وذلك لأنهم يقومون بتأمين الكنائس والأديرة خلال أعياد الميلاد، وبالفعل ذهب، وتفاجأت أثناء جلوسي أمام التليفزيون بعرض الحادث ووجود اسمه ضمن اللذين استشهدوا، مشيرًة إلى أنه عقب سماعها نبأ استشهاد زوجها أسرعت إلى خارج المنزل، وقامت بالصراخ بصوت مرتفع حزنًا على شريك العمر، الذي ضاع عمره فى لحظة على يد إرهابي خسيس.

واستطردت، والدموع تنهمر من عينيها، علمت بخبر استشهاده عندما كان كاهن الكنيسة يتحدث فى التليفزيون، وقال إن الشهيد البطل رضا عبد الرحمن أنقذ الأقباط من ذلك الهجوم الإرهابي، مؤكدة أنه كان يحب عمله كثيرًأ وشارك فى تأمين قسم شرطة حلوان فى فترة فض اعتصام رابعة، عندما تعرض قسم الشرطة للاعتداء، وأشارت إلى أنه يعمل فى قسم شرطة حلوان منذ حوالى 18 عامًا.



أما عن ظروف المعيشة بعد استشهاد الأمين رضا عبدالرحمن، فقد أكدت زوجته بأنه لا يوجد أى عائل لتلك الأسرة المكونة من 7 أبناء وهم شيرين وإسراء وعبد الرحمن وبسمة وندى وحبيبة ومحمد بالإضافة إلى والدته وشقيقته وأبناء شقيقته وأخوته.

وأشارت إلى أن ظروف المعيشة الصعبة أجبرتهم على توقف ابنها عبد الرحمن 16 سنة، عن استكمال تعليمه، وذلك لانشغالهم ماديًا فى تجهيز ابنتهم الكبري شيرين 20 سنة، والتى لم يمر 25 يومًا على زواجها، حتى جاء خبر استشهاد والدها، مؤكدًة أنها تحاول أن تلحق ابنها بالتعليم المهني، حتى يأخذ حقه فى التعليم ولكن يعوق ذلك الظروف المادية.

وطالبت بتعيين نجلها عبد الرحمن، حتى يساعدها في الإنفاق على "كوم العيال اللى معايا"، على حد قولها، فقد أكدت أنهم لا يريدون أي "شو إعلامي" مثلما يفعل الكثيرون، ولكن هدفهم هو الالتفات اليهم بعين الرحمة، خاصة أن الشهيد كان يعول الأسرة ولم يكونوا فى حاجة الى أى شىء، ولكن بعد استشهاده وجدنا أنفسنا فى حيرة من أمرنا.



يقول عبد الرحمن، نجل الشهيد، أنه قبل استشهاد والده كان يضطر إلى النزول للعمل باليومية، وذلك لمساعدة والده فى ظروف المعيشة، ولكن الآن لا أعلم كيف سأخرج للعمل وأترك المنزل.



وأشار مرسي محمود، ابن عم الشهيد، إلى سيرته الطيبة وسط الجميع، نظرًا لأنه كان يتدخل لفض المنازعات بين العائلات، كما أنه لم يكن يترك مآتم ولا أفراح إلا ويسارع لآداء الواجب فيها، والوقوف مع أصحابه، مما جعل الجميع يحبه ويحترمه.