الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ضياء السبيري يكتب.. 200 جنيه فقط!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لرجال الأعمال والعمل العام دور بارز فى مساعدة الفقراء ومعاونة دولهم فى مشاريعها الخيرية والتنموية والخدمية، وذلك متعارف عليه فى كل دول العالم وليس فى مصر فقط.
وفى حقيقة الأمر ذلك ليس إلزاميا، ولكنه عمل تطوعى ويعد بمثابة رد لجميل دولهم، التى تمنحهم الفرص للاستثمار وتحقيق المكاسب فى النواحى المختلفة.
فى إحدى محافظات صعيد مصر، وتحديدًا سوهاج طلب رئيس مباحث أحد أقسام الشرطة من أحد رجال الأعمال المعروفين والبارزين فى العمل العام، والذين يظهرون علينا من حين لآخر على شاشات التلفاز مدعين الوطنية والعمل الخيرى أن يعاونهم بروح القانون ويقوم بسداد مبالغ على عدد من المواطنين الغارمين والغارمات، الذين لا تتعدى مديونياتهم جنيهات لكل واحد منهم وإجماليها لا يزيد عن بضعة آلاف، وذلك لتأخر السداد ولوجوب القبض عليهم قانونيًا لصدور أحكام نهائية بحقهم.
وفى ذلك كما نعلم عدد من الفوائد، أولها وأهمها عدم القبض على سيدات ورجال بسطاء، لكونهم فقراء لا يستطيعون سداد جنيهات وتوفير وترشيد نفقات حكومية ستنفق على مأموريات رجال الشرطة والمجندين وتحرك السيارات بالوقود إلى منازل المتعسرين والغارمين.
حينما روى لى أحد المقربين هذا الأمر قاطعته قائلًا: «وأكيد طبعا رجل الأعمال قال لرئيس المباحث كلف الرجالة يعملوا حصر وأنا جاهز للسداد دول أهلنا برضو، وده خيرهم»، لكن بكل أسف قاطعنى الشخص الذى يروى لى قائلًا: «رجل الأعمال قال لرئيس المباحث بسيطة يا باشا واستدعى رائد الشرطة أمين الشرطة المسئول عن ذلك الملف لإبلاغ رجل الأعمال بالمبلغ الإجمالى، ليسدد منه ما يشاء»، وكانت المفاجأة حينما اصطحب رجل الأعمال أمين الشرطة لخارج المكتب، وقام بدفع ٢٠٠ جنيه فقط!!.
فى حقيقة الأمر بعد أن سمعت مبلغ الـ ٢٠٠ جنيه تملكتنى أحاسيس شريرة تجاه رجل الأعمال غير الوطنى، وتذكرت حينها هجوم نشطاء السبوبة، وغير الوطنيين من العاملين فى السياسة والعمل العام، حينما كانوا يهاجمون رجال الشرطة أثناء القبض على غارم أو مدين أو بائع متجول يقف فى مكان ممنوع «لا كده نافع ولا كده نافع».
أعلم تمامًا أن هذا ليس دور رجل الشرطة، ومن الممكن أن يكون ذلك غير قانونى أيضًا، ولكن بدوافع الأخلاق والإنسانية وجب هذا الأمر، وكان على رجل الأعمال سداد مبلغ محترم يليق باستثماراته التى تجوب المحافظات وتعبر عن آرائه فى برامج التوك شو، والتى دائما ما يتغنى خلالها بانحيازه لصالح المواطنين البسطاء أو الفقراء من هذا الوطن.. فلا يجوز أن يصبح الفقراء والمعدومون «كوبري» يتم المرور عليه لتحقيق المكسب فقط.
لا أخفيكم سرًا أن استثمارات رجل الأعمال بطل مقال اليوم تملأ محافظات الجمهورية بخلاف آلاف الأفدنة بالأراضى الصحراوية، ناهيك عن المصانع بالدول الأفريقية وعشرات الأبراج السكنية بالقاهرة والجيزة.
                                                                                                            diaa.alspary@gmail.com