حظيت الاحتجاجات العنيفة التي تضج بها المدن الإيرانية بترحيب كبير على الساحة الدولية وبين أوساط المعارضة الإيرانية التي اعتبرت الاحتجاجات بمثابة الربيع الذي طالما انتظره الشعب الإيراني الذي يعاني من ويلات الفقر والبطالة رغم الثروات الهائلة التي تحظى بها بلاده.
حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، إنه قد حان وقت التغيير في إيران.
وقال ترامب على "تويتر": "إيران تفشل على كل المستويات، على الرغم من الاتفاق البشع الذي أبرمته معها إدارة الرئيس باراك أوباما"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى وعلى رأسهم أمريكا في عام 2015
وأضاف "الشعب الإيراني العظيم كان مقموعا لعدة سنوات. فهم جوعى للطعام والحرية. بجانب حقوق الإنسان، ثروة إيران تسرق. حان وقت التغيير".
بينما جدد البيت الأبيض تأييده لحق الشعب الإيراني في التعبير عن آرائه سلميا، منتقدا فرض طهران رقابة على الاحتجاجات الشعبية.
ونقلت صحيفة (ذا هيل) الأمريكية الإثنين عن السكرتير الصحفية بالبيت الأبيض سارة ساندرز، قولها "نؤيد حق الشعب الإيراني في التعبير عن آرائه سلميا فأصواتهم جديرة بأن تسمع، ونشجع جميع الأطراف على حماية هذا الحق الأساسي في التعبير السلمي وتجنب أي إجراءات تسهم في فرض الرقابة عليه".
بينما علقت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي، على الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أيام، داعية إلى الوقوف بجانب الشعب الإيراني، واصفة المتظاهرين ضد النظام بـ"الشجعان".
وقالت إيفانكا، في تغريدة على "تويتر": "علينا أن نقف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيهم إلى التحرر من الطغيان".
وفي سياق متصل، طالب النائب في البرلمان الألماني عن حزب اليسار المعارض، نيما موفاسات، وزارة الخارجية باستدعاء السفير الإيراني، وذلك على خلفية الاحتجاجات الحالية
وقال النائب الألماني أمس الأحد: "يجب على الحكومة الألمانية استغلال كل القنوات الدبلوماسية للتوضح للنظام الإيراني أنها تتابع الموقف"، مطالبا بضرورة أن تصر الحكومة الألمانية على مطالبة النظام الإيراني بمراعاة حرية التجمع وحقوق الإنسان
وحذر موفاسات من تدخل الغرب بشكل قوي في الموقف في إيران، وقال: "على الغرب أن يتصرف بشكل حذر من وجهة نظري"، وأضاف أن "التدخل القوي من قبل الغرب يمكن أن يجعل النظام في إيران يصور المظاهرات على أنها مدفوعة ومنظمة من الغرب، فيبقي على الميلشيات والشرطة والجيش على خط المواجهة"، وأعرب عن اعتقاده بأن لتدخل الولايات المتحدة أثر عكسي حتى بالنسبة للمتظاهرين أيضًا
ومن جانبه، اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن الاحتجاجات التي تشهدها مدن إيرانية، تمثل "فرصة للمراجعة العاقلة وتغليب مصلحة الداخل على مغامرات طهران العربية".
وأضاف في تصريحات على صفحته في تويتر: "مصلحة المنطقة وإيران في البناء الداخلي والتنمية، لا استعداء العالم العربي".
وعلي صعيد المعارضة الإيرانية، قالت المعارضة الإيرانية، الأحد، إن النظام "خائف ومتخبط"، بعد أيام من الاحتجاجات ضربت عددا من المدن على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران
وأكدت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في بيان نشرته "سكاي نيوز عربية"، أنه "في رابع يوم للانتفاضة العارمة للشعب الإيراني لإسقاط نظام ولاية الفقيه البغيض، اضطر قادة ومسؤولو النظام إلى الاعتراف بغضب واشمئزاز المواطنين على النظام وأبعاد هذه الانتفاضة".
ومن جانبها، قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، أمس الإثنين، إن إطلاق النار على المحتجين جريمة يرتكبها المرشد الروحي علي خامنئي، وعليه أن يواجه رد فعل آلاف المتظاهرين.
واعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي "أن الشعب الإيراني مصمم على إسقاط نظام الإرهاب"، مع اندلاع الاحتجاجات في عدة مدن ضد الأوضاع الاقتصادية المتردية
وقالت رجوي في تغريدات على تويتر، الأحد، إن "إنزال صور خامنئي القبيحة في أرجاء البلاد يبين الإرادة الراسخة للشعب الإيراني لإسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران".
وأضافت "المنتفضون الشامخون الذين أريقت دماؤهم برصاص قوات الحرس، هم شهداء طريق الحرية للشعب الإيراني. أعزي عوائل الشهداء والمواطنين في مدينة درود ومحافظة لرستان البطلة"، في إشارة إلى سقوط عدد من القتلى في الاحتجاجات.
وفي سياق متصل، أعلن اجتماع موسع لممثلي المنظمات والشخصيات الحقوقية الدولية والقوي الثورية للشعوب غير الفارسية، السبت في لندن، تأسيس "الحملة العالمية لمناصرة ثورة الشعوب غير الفارسية في إيران".
ودعت القوى الثورية للشعوب غير الفارسية جماهيرها إلى "الاستمرار في تصعيد المظاهرات والاحتجاجات المنتظمة في كل المدن"، ودعت شبابها بالداخل إلى "الانضمام الفوري للفصائل الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني"، وتنظيم أنفسهم والحضور في المظاهرات التي تقام في المدن للشعوب غير الفارسية بالزي التقليدي، وفق ما ذكرت وكالة وام.
