عندما سألوا النقابي العمالي التطوعي الكبير عن أمنياته في عام 2018، صمت قليلا، وقرأ سورة التوبة سرًّا، ووضع أعصابه في ثلاجة 24 قدم مستورة، وتناول زجاجة كوكاكولا من النوع الأمريكاني الفاخر، وقال: أن تبقى القدس عربية، وأن مقاطعة بضائع "ترامب" هي الحل، حتى تسقط إسرائيل في ماسورة شبرا، أو تتعطل 4 ساعات على كوبري أكتوبر لحين انتهاء الانتخابات العمالية على خير، بعد أن يقتنع وزير العمل بإلغاء تلك المادة الملعونة في اللائحة التنفيذية لقانون النقابات العمالية التي تشترط ألا يكون المرشح العمالي مدمنا للمخدرات.
ثم قام النقابي العمالي التطوعي الكبير بوضع رأسه على مخدة قطن 100% اشتراها قبل تعويم الجنية، وارتفاع سعر الدولار، وقال: إننا نعيش مرحلة ما قبل "الكونفدرالية بالأرانب"، لأن تحالف القطط والفئران أصبح من رابع المستحيلات، وأن النية الآن تتجه إلى تكليف وفد عمالي رفيع المستوى للطيران نحو روسيا الشقيقة لمشاركة جماهير كرة القدم في كأس العالم وتشجيع فريق كوالامبور للخروج من الجولة الأولى.
وقال أيضا: إن كلمة "الإمبريالية" التي تتكرر كثيرا خلال هذه الأيام على لسان النقابيين العماليين ليست صدفة أو سحابة سوداء، بل هي اعتراف عملي بأن مؤخرة نانسي عجرم أهم من مقدمة ابن خلدون، وأن الارتماء في "حضن الوطن" أهم من إنقاذ صناعة الغزل والنسيج والحديد والصلب، وأن "الرأسمالية تحفر قبورها بيديها وأرجلها أيضا"..ولأن الحركة النقابية العمالية معمول لها عمل ومربوط على "ديل نملة" تحمل الجنسية السويسرية فإن الأمر يحتاج إلى خارطة طريق جديدة تتطلب من كل نقابي ابن "محظوظة" أن يطير إلى هناك بحثا عن هذه النملة ومن سيجدها سيصرف له فردة حذاء يمين، وفي منتصف عام 2018، يأخذ الفردة الشمال.. ولأن الكل يعرف الحل ولكن يسمع ذلك بودن من طين والأخرى من طين أيضا، إلا النقابي العمالي التطوعي الكبير الوطني حتى النخاع الذي اقترح للخروج من المأزق الحالي، تشكيل اتحاد جديد عمالي جديد يحمل اسم "اتحاد عمال فيفي عبده" لضمان كثرة عضويته من المسئولين وكذلك طلاب الجامعة، وأن يكون مقره في شارع الهرم، وأن يتضمن برنامجه إصدار جريدة تحت عنوان "الوسط"، أو "صدر الأمة "، وأن يكون بعيدا عن" رجول الأمن" .. إلا أن الفكرة لم تلقى استحسانا من زملائه، خوفا من عدم موافقة الحكومة الراشدة والعاقلة عليه، إلا أنه عاد ليطمئن الجميع أن برنامج هذا "الاتحاد الجديد" لن يتضمن أي كلام في السياسة، وإنما سيبحث عن العلاقة بين النقابات واللحمة والأغاني الشبابية، ومطالبة وزير العمل بإصدار قرار جريء بذبح خروف مستورد وتوزيعه على الفقراء والمساكين ورجال الأعمال والبرلمان، والنقابات المستقلة، ومن لا يعترف بذلك يحبس في "زريبة" لمدة قرنين، ويقرأ قرارات الجمعية العمومية الأخير 10 مرات، ويدفع مبلغ ستين تلاف جنيه، ويتبرع بسيارة كوبيه "لحاكم كامننا"،على أن يبدأ القرار بأغنية "كوز النقابات انخرم إديله بنطة لحام"، أو أغنية "وقف العمال طابور عيش"!!
