السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

المقاومة الإيرانية تنتفض في وجه النظام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحت ردود فعل النظام الإيراني على أي حركة أو نشاط من المقاومة الإيرانية، مختلفة جدًّا عن الماضي؛ لأن قادة هذا النظام يعرفون أن الإطاحة بنظامهم سيكون متاحًا وممكنًا فقط على يد الشعب الإيراني والمقاومة وحدها، والآن أصبح هذا الأمر قريبًا جدًّا مع حدوث تغيرات في المشهد السياسي بالمنطقة.
على طول فترة حكم الملالي، خاصة في العقدين الأخيرين، في العديد من المشاهد السياسية والدبلوماسية، وأيضًا في المشاهد داخل البلاد، دعت المقاومة مرارًا المجتمع الدولي إلى تبنّي سياسة حاسمة ضد نظام الملالي، سياسة ترتكز في محورها على تغيير هذا النظام، في ظل ما يمارسه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إيران، وتوسعه في تصدير الإرهاب للخارج.
إن الاستراتيجيات والسياسات التي صبّت الأرباح الطائلة في جيوب نظام الملالي، وطالت الحياة المشينة لـ"أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، ظلت باقية حتى يومنا هذا.
وبعبارة أخرى، رغم كل النداءات والدعوات والكشف المستمر والمتواصل للمقاومة الإيرانية لفضائح النظام في العقدين الماضيين، فإن سجل حقوق الإنسان في إيران تحت حكم الملالي، ولا سيما قضية المجزرة التي وقعت في عام 1988 بحق 30 ألف سجين سياسي، ظل مغلقًا ولم يتمَّ حسمه حتى الآن، وعمليات الاعتقالات والتعذيب والإعدام لا تزال تتوسع وتنمو كل يوم.
وفي الوقت الذي يعيش فيه الإيرانيون فى فقر مدقع، يتحكم في الاقتصاد عدد قليل من قادة النظام، ولا سيما القادة والأجهزة القمعية لقوات الحرس الثوري.
ووفقًا لتقارير حكومية نقلتها وكالة الأنباء السعودية، فإن 40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، أي نصف مجموع السكان البالغ عددهم 85 مليونًا. إن حالة الزلزال الأخير في غرب إيران والاحتجاجات الشعبية في طهران وغيرها من المناطق، هي وثائق جديدة لهذه الحقيقة.
لقد جنى النظام القمعي أموالًا طائلة من الاتفاق النووي تُقدَّر بمليارات الدولارات، وبدلًا من أن تخصص لخدمة الشعب، تنفق على تصدير الإرهاب إلى دول المنطقة مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
ولا تزال التدخلات والجرائم الدموية للنظام الإيراني مستمرة في بلدان المنطقة، ولأن يده لم تقطع أدى ذلك إلى فقدان أرواح مئات الآلاف من الأبرياء، كما أدت سياسات المجتمع الدولي التقاعسية إلى استمرار النظام في قتل الناس.
لكن في غضون سنة تقريبًا منذ بداية هذا العام، جنبًا إلى جنب مع التوسع المتزايد لأنشطة المقاومة الإيرانية والاحتجاجات الشعبية ضد نظام الملالي في أجزاء مختلفة من إيران، نشهد موجة جديدة وغير مسبوقة من المواقف السياسية والضربات القاسية من الدول العربية، وأيضًا من الجانب الأميركي في الكونجرس ومجلس الشيوخ، والاتحاد والبرلمان الأوروبي، والأمم المتحدة، مع بعضها البعض وواحدًا تلو الآخر.
إن ما يميز الرعب الحالي للنظام من المقاومة عن الماضي يعود إلى حقيقة أن زوايا هذا العالم فتحت في الأشهر الأخيرة لنداءات ودعوات المقاومة الإيرانية التي تملك فعالية وتأثيرًا كبيرين داخل إيران، وقد وضع المجتمع الدولي قدمه على الطريق الذي هزّ ركائز نظام ولاية الفقيه.
والآن بعد أن أصبحت المقاومة الإيرانية أكثر تماسكًا وقوة من ذي قبل، فإنها تستعد للإطاحة بهذا النظام، ويظهر أن هناك إجماعًا دوليًّا قويًّا وبارزًا على أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمات في المنطقة هو تغيير النظام في إيران.
وقد اعترف قادة نظام الملالي بشكل متكرر بأن المنافس الأول والأهم لنظامهم هو المقاومة الإيرانية، لذلك كان الهدف الرئيسي لهذا النظام هو قتل وتدمير قوات المقاومة التي قدّمت أكثر من 120 ألف شهيد، كان جزء منهم في مذبحة 30 عام 1988.