فى عقود سابقة، شغل المسرح المصرى «خاص وعام» مساحة كبيرة من الساحة الفنية، حيث كان ينافس السينما والتليفزيون، وكانت إعلانات العروض المسرحية تملأ الشوارع خاصة فى القاهرة، لاسيما أنها كانت تحظى بإقبال جماهيرى كبير يوازى إن لم يزد الإقبال على دور السينما المختلفة.
هذا الرواج والإقبال للأسف قل كثيرًا فى السنوات الأخيرة نتيجة لعوامل متعددة، أدت إلى عزوف قطاعات كثيرة عن المسرح وابتعاد النجوم عنه، حتى قبل سنوات قليلة حينما ظهرت تجربة «تياترو مصر» التى تغير اسمها إلى «مسرح مصر» بقيادة الفنان أشرف عبدالباقي، والتى أعادت الجمهور واستقطبت أجيالا جديدة لمشاهدة العروض المسرحية، رغم أن الشكل المسرحى الذى يقدمه «مسرح مصر» يبتعد كثيرًا عن شكل ومضمون المسرح الأرسطى التقليدي، لكن عودة الاهتمام بالمسرح شجعت آخرين على تقديم عروض، تتسق مع شكل ومضمون المسرح الأرسطى الهادف، الذى يحمل مضمونًا ورسالة من خلال شكل درامى له «بداية، وسط، نهاية» وذروة للأحداث تنتهى بحل الأزمة الدرامية.
ومن بين هؤلاء النجوم الذين عادوا إلى المسرح كان الفنان سمير غانم، وهو صاحب تاريخ مسرحى كبير بدأ منذ كون فرقة «ثلاثى أضواء المسرح» مع النجم الراحل الضيف أحمد والفنان الراحل جورج سيدهم، واستمر حتى بعد رحيلهما، لكنه توقف منذ سنوات طويلة حتى عاد سمير غانم ليقدم على مسرح الريحاني، مسرحية «سيبونى أغنى» التى تطرح قضية برامج اكتشاف المواهب من المطربين والممثلين، ومن خلالها يتم العبث بأحلام الشباب الموهوب الذى يسعى للشهرة أو تقديم فنه.
«سيبونى أغنى» بطولة «سمير غانم، طلعت زكريا، طارق الإبيارى، شعبان عبدالرحيم» وتأليف أحمد الإبياري، إخراج عبدالغنى زكي.
كما يعود الفنان أحمد بدير للمسرح بعد غياب استمر ٥ سنوات منذ مسرحيته «غيبوبة»، ليقدم من خلال فرقة المسرح الحديث التابع للبيت الفنى للمسرح، مسرحية «فرصة سعيدة» التى تناقش أزمة آخر العمر والوحدة التى يعيشها كبار العمر، من خلال شخصية رجل يبلغ من العمر ٧٩ عامًا، يجسد دوره أحمد بدير، حيث يعانى من الوحدة، إلى أن تتغير أحواله فى ليلة الاحتفال برأس السنة، حيث تتاح له فرصة جديدة لتغيير حياته. «فرصة سعيدة» بطولة أحمد بدير، محمد الصاوي، فتوح أحمد، إيمان أبو طالب، أحمد الدمرداش، خالد محروس، على كمالو، لى لى قاسم، بسمة شوقى، وتأليف صلاح عربي، وفكرة وإخراج محمد جمعة.
أما الفنان محمد صبحي، فيعود للمسرح، بعد غياب دام سنوات طويلة منذ تقديمه لمسرحيات: «كارمن، لعبة الست، سكة السلامة ٢٠٠٠» وذلك من خلال مسرحية «غزل البنات» المأخوذة عن فيلم «غزل البنات» الذى قدمه الفنان الكبير نجيب الريحانى مع ليلى مراد وأنور وجدى ويوسف وهبي، وهى المسرحية الأولى ضمن مجموعة مسرحيات سوف يقدمها ضمن مهرجان «المسرح للجميع» الذى يقيمه بمدينة سنبل، ويقدم من خلاله أربع مسرحيات هى: «غزل البنات، خيبتنا، سمع هس، هانوريكوا نجوم الضهر»، إلا أن هذا المهرجان يختلف عن مهرجانه السابق، حيث يستعين بمجموعة من الوجوه الجديدة للقيام ببطولة العروض المسرحية المشاركة، على أن يكون دور الفنان محمد صبحى كضيف شرف فى هذه العروض.
هناك أيضا الفنان نبيل الحلفاوي، الذى يستعد للوقوف على خشبة المسرح القومى التابع للبيت الفنى للمسرح بمسرحية «اضحك لما تموت» التى يقوم بإخراجها المخرج عصام السيد، ويشاركه بطولتها «محمود الجندي، سلوى عثمان، إيمان أمام، تامر الكاشف» ومن تأليف لينين الرملي. كما يقوم الفنان فاروق الفيشاوى بإجراء بروفات مسرحية «عودة هولاكو» التى يعود من خلالها إلى المسرح القومي، ويقوم بإخراجها الدكتور جلال الشرقاوي، الذى ابتعد عن مسرح الدولة لعقود طويلة لانشغاله بالعروض المسرحية التى قدمها على مسرحه الخاص «مسرح الفن».
