الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شكرًا يا مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

• بعد ٤٨ ساعة، يحتفل المصريون كما تحتفل شعوب العالم أجمع بوداع العام الميلادى الحالى٢٠١٧، وأيضا استقبال العام الميلادى الجديد ٢٠١٨، وكما أن لكل شعب طقوسه ومراسمه فى الاحتفال بالعام الميلادى الجديد؛ فإن كل مصرى ومصرية أيضا لهما طقوس مختلفة بداية من رحلة البحث عن المكان الذى سيذهبان إليه للاحتفال وحسب القدرات المالية لكل شخص، وأيضا يبحثان عن الهدايا التى ستقدم لمن يحبان، سواء أكان حبا عاطفيا أم حبا عائليا أم حبا إنسانيا، ويتبادلان الرسائل عبر المحمول وبالطبع تكسب شركات المحمول أموالا كبيرة من وراء هذه الرسائل..
• ولا أحد ينكر حق كل مصرى ومصرية فى الاحتفال بالعام الميلادى الجديد، وحق كل منهما فى اختيار مكان ووسيلة الاحتفال، وأيضا الحق فى تقديم الهدايا أو توجيه الرسائل، ولكن أليس هناك حق مفقود وضائع يستوجب علينا جميعا تقديمه فى هذه المناسبة لوطننا مصر..
• فمصر الوطن الحنون الغالى الذى نحيا على أرضه ونتنفس هواءه ونأكل من خيرات أرضه، ونشرب من مياه نيله، ونفتخر ونتباهى أمام شعوب العالم بوطننا مصر، ونتذكر مقولة الزعيم الوطنى الخالد مصطفى كامل عندما قال: «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا»، وإن كان البعض نسب هذه المقولة للزعيم محمد فريد؛ فهذا الوطن لماذا لم نفكر ونحن نستعد للاحتفال بنهاية عام واستقبال عام جديد أن نحتفل به، وأن نقدم له الهدايا، وإن لم نكن نملك الهدايا فلتكن كلمة شكر ونقول له جميعا: شكرًا يا مصر..
• فلا أعتقد أن الذين يستعدون للاحتفال بهذه المناسبة والذين تسابقوا لحجز تذاكر الحفلات فى الفنادق الكبرى ودفعوا آلاف الجنيهات، والذين يستعدون لأكل كل ما لذ وطاب فكروا فى الوطن مصر وأجهدوا تفكيرهم قليلا ماذا يقدمون من هدايا لهذا الوطن العزيز الغالى عرفانا بما قدمه الوطن لهم خلال عام٢٠١٧ وما سوف يقدمه لهم خلال عام ٢٠١٨..
• فالذين يستعدون للاحتفال بهذه المناسبة سواء داخل قاعات الحفلات بالفنادق الكبرى أو غيرها أو حتى داخل مساكنهم، عليهم أن ينظروا حولهم قليلا لكى يشاهدوا شعوبا أخرى تحتفل بهذه المناسبة داخل الخيام، أو مشردين خارج أوطانهم، ويعقدوا المقارنة بينهم وبين هؤلاء لكى يدركوا قيمة ومعنى الوطن وقيمة ومعنى مصر أرض الكنانة أرض الحضارات وأيضا أرض البطولة والفداء..
• فإذا كانت بعض التقديرات الحسابية تتحدث عن توقع إنفاق المصريين نحو ٥ مليارات جنيه احتفالا بهذه المناسبة لمجرد الشعور بالفرحة والبهجة وإطفاء الأنوار فى منتصف الليلة الأخيرة لهذا العام؛ فإن مصر الوطن الذى نحيا فوق أرضه يستحق منا جميعا أن نفكر كيف تستفيد مصر من هذا المبلغ المالى الكبير..
• فلا يجب أن يكون الاحتفال بهذه المناسبة على حساب مصر، وبعيدا عن تفكيرنا فى الاحتفال بمصر الوطن وأن نخصص جزءًا من إنفاقنا فى هذه الليلة لصالح الوطن وإدخال البسمة والسعادة على فئات وطوائف من المصريين يفتقدون البهجة والسعادة، وأن نوجه جزءًا من إنفاقنا لصالح المشروعات الخيرية التطوعية التى تقام بالجهود الذاتية ومساعدة غير القادرين والفقراء الذين فى أشد الحاجة لهذه الأموال..
• فعلى الذين يستعدون للاحتفال بهذه المناسبة وبعضهم سوف يلقى الأموال على صدور وأجساد الراقصات داخل الحفلات والملاهى الليلية، أن يراجعوا أنفسهم ويوجهوا جزءًا من هذه الأموال لصالح فقراء مصر الذين فى أشد الحاجة لهذه الأموال التى تحفظ كرامتهم وتمنعهم من السؤال والتسول..
• فأنا أعتقد أن شهامة وجدعنة المصريين، سوف تظهر فى هذه المناسبة، وأن مصر سوف تكون هى الحاضر الغائب مع كل مصرى ومصرية يحتفل بهذه المناسبة، وأن من لا يملك الأموال ليقدمها للوطن؛ فإنه يملك كلمات الشكر، وأيضا بذل الجهد والعرق من أجل رفع راية مصر والدفاع عنها والحفاظ عليها من مخططات الأعداء وأهل الشر..
• ولن أطالب بتوجيه جزء من أموال احتفالات المصريين لصالح صندوق «تحيا مصر»؛ لأن البعض سيواجه ذلك بالسخرية رغم أن صندوق «تحيا مصر» هدفه الرئيسى هو الوطن مصر، ويكفى أن اسمه على اسم مصر؛ فإن كلمات الشكر لمصر فى هذه المناسبة هى أضعف الإيمان، ولكن مصر تنتظر من شعبها وأبنائها أقوى الإيمان فى هذه المناسبة، وكل سنة ومصر بخير وشكرًا يا مصر.