الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إلحاد أبناء "الملالي"

الخامينى
الخامينى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حركات شبابية تنتقم من نظام طهران بـ«حرق المساجد» الكبت والفقر يدفعان إلى التحول الدينى مسئول سابق: 75% من الشعب الإيرانى «تارك للصلاة»
دائمًا ما ترتبط ظاهرة التحولات الدينية أو الإلحاد بالأوساط المتشددة دينيًا ومذهبيًا، خاصة إذا ما استغلت الأنظمة الحاكمة «الدين» للسيطرة على الشعوب، وكأن الحكام هم ظل الله فى الأرض، وأنهم معصومون من الخطأ، ومجرد انتقادهم هو بطبيعة الحال انتقاد للذات الإلهية التى يمثلونها.
ويعتبر نظام «الملالي» فى إيران أكثر الأنظمة التى استخدمت هذه السياسة؛ إلا أنه مع مرور الوقت بدأت الأمور تتفلت من أياديهم وهو ما ظهر فى انتشار ظاهرة الإلحاد والتحولات الدينية، خاصة بعدما وجد الشباب المعارضون أنفسهم متهمين بالكفر والإفساد فى الأرض، والحرابة لله ورسوله. 
ولأنه لا بد للمكبوت من فيضانِ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث ظهرت حركات شبابية متمردة على الواقع الذى صنعه الملالي، منها حركة تسمى «رى ستارت» أو «البدء من جديد» اشعلت النيران فى عدد من المساجد، استجابة لحملة مقدم البرامج التليفزيونية السابق «محمد الحسيني»، والمقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثارت الحركة مخاوف النظام الإيراني، خاصة بعدما كشف الإعلام الإيرانى عن أن الحركة تمارس نشاطًا واسعًا من خلال عدد كبير من قنوات «التليجرام» التى تعمل على استقطاب الشباب والفتيات وتعنى بنشر فيديوهات العمليات التخريبية التى يقوم بها أعضاء الجماعة.
فى مارس من عام ٢٠٠٩ كشفت المستشرقة الفرنسية مارتين جوزلان ومن خلال تحقيق لها عن الثورة الإسلامية فى إيران ونشر فى مجلة «ماريان» الفرنسية عن أن نسبة الإلحاد واللادينية وصلت فى إيران إلى نحو ٣٠ ٪ بما يزيد على نسبة هؤلاء فى أوروبا حيث بلغ هؤلاء ٢٥٪ فقط.

مظاهر كثيرة أخرى تكشف عن مدى خطورة الظاهرة من بين ذلك أن بعض الدراسات أشارت إلى وجود نحو ٦٦٦ موقعا إلكترونيا ونحو ١٤٠٠ شبكة تواصل باللغة الفارسية تروج جميعها إلى عبادة الشيطان وأن هناك ٧٠ فرقة لهذه العبادة تنشط بين طلاب المدارس والجامعات ويقومون باستقطاب الشباب لإقامة حفلات تقام فى المناطق المرفهة فى طهران والتى يسكنها أغلبية من قادة الحرس الثورى والمسئولين وكبار التجار من المرتبطين بالنظام الإيراني.

أزمة حرية
قد يظن البعض أن الحديث عن انتشار ظاهرة الإلحاد أو التحول من الإسلام إلى غيره فى إيران هو من باب المكايدة فى الدولة الإيرانية ومحاولة الانتقاص من شأن السلطة الحاكمة فيها فى ظل حالة الصراع السياسى الناشبة بينها وبين الكثير من القوى الإقليمية والدولية خاصة وأن الانطباع العام والسائد حول الإيرانيين أنهم شعب محافظ ما فتئ يحلم بالتخلص من شاه علماني، الأمر الذى دفع هذا الشعب إلى أن يدعم ويساند ثورة الخمينى المسماة بالثورة الإسلامية، ومن ثم فإنه من المستغرب القول بأنه تنتشر بين أبنائه مثل هذه الظواهر فى حين ليست هناك إحصاءات أو أرقام موثقة يمكن الاستناد إليها أو الأخذ بها. 
ويتجاهل هؤلاء بطبيعة الحال أن دراسة المشكلات الاجتماعية تعانى من أزمة حرية فى الكثير من المجتمعات المنغلقة غير أن هذا لا يمنع الباحثين والمتابعين من التعرف على ملامح هذه المشكلات عبر قرائن أخرى فى ثورة الاتصالات التى ورغم كل التضييق الذى تمارسه بعض الأنظمة إلا أنها كثر الكثير من حواجز الحجب والمنع.

قيادات إيرانية تحذر
لم يعد خافيا على أى متابع للشأن الإيرانى مدى ما يعانيه المجتمع الداخلى من تفاقم ظاهرة الإلحاد والتحول الدينى إلى الدرجة التى أطلق معها عدد من القيادات الإيرانية تحذيرات متتالية تنبه إلى خطورة ما يحدث وتطالب بسرعة التحرك من أجل الحد منها برز منهم: مكارم الشيرازى «مرجع تقليد» ومصباح يزدى «مؤسس مؤسسة الخمينى للتعليم والبحث العلمي» ووحيد خراسانى «مرجع فى قم» بل وأيضا حيدر مصلحى وزير الاستخبارات السابق «٢٠٠٩- ٢٠١٣» فضلا عن أن وكالة «فارس» للأنباء والتابعة للحرس الثورى نظمت العديد من الندوات والفاعليات لمناقشة تنامى هذه الظاهرة وانتشارها بين الشباب الإيرانى وكذلك فعلت ما يسمى بالمجموعة الثقافية لشهداء الثورة.

الإلحاد يخترق الحوزة الدينية
انتشار الظاهرة لم يتوقف عند حدود حركة شبابية غاضبة ناقمة على السياسة التى يتبعها النظام الحاكم، إلا أن عددا كبيرا من رجال الدين حذروا من اختراقها للحوزة الدينية فى «قم»، خاصة بعدما كشف المخرج السينمائى والمدون الإلكترونى محمد نورى زاد على موقعه الإلكتروني، عن تحول أحد أبناء مساعدى مصباح يزدى إلى ديانة غير الإسلام، وذلك نقلًا عن حسن الخمينى حفيد روح الله الخميني. 
تقرير لصحيفة «الإيكونوميست» البريطانية، نقل عن ابنة أحد الملالى قولها: «لقد ذهبت الاعتقادات الدينية من المجتمع، وترك الإيمان مكانه للكراهية والنفور»، وقد ساهم تبديل الإسلام الشيعى إلى أيديولوجية حكومية، فى إثارة الأسئلة حول مكانة الحكومة والمسجد، كما أن الفرض الإجبارى المذهبى نزع الاعتقاد القلبى فى الدعاء والحمد، وفقد الإيرانيون القدرة على تحمل الإرشاد الإجبارى ولا يريدون الاستماع مجددًا.
تشير الصحيفة أيضًا إلى أنه على الرغم من أن إيران أول دولة فى العالم الحديث ذات دستور مذهبي، بينما تعتبر عمليًا الأكثر انخفاضًا فى التدين بين دول الشرق الأوسط، وقد تراجع دور الدين فى الحياة الإيرانية العامة مقارنة بما كان قبل عشر سنوات، خاصة بعد ما ضعفت قدرة وتأثير الملالي، ولم يعد لهم حضور مباشر فى الكثير من الأمور.
القهر السياسى وراء انتشار الظاهرة
وقال أسامة الهتيمي، الباحث فى الشأن الإيراني: إن هناك عدة أسباب وراء تنامى ظاهر الإلحاد فى المجتمع الإيراني، على رأسها حالة القهر السياسى التى يعيشها المجتمع حيث يمارس النظام سلطة أبوية مطلقة على الشعب ليس فقط على مستوى علاقة السلطة بالجماهير بل وعلى مستوى علاقات مؤسسات الحكم بعضها ببعض بعد أن منح الدستور السلطة المطلقة لمرشد الثورة فأصبحت كل مقاليد الأمور بيده فلا يكون إلا ما أراد فى إيران وهو النهج الذى - وبكل أسف - ادعى ملالى إيران إلى استناده لنظرية دينية باعتبار أن المرشد هو الولى الفقيه الذى ينوب عن الإمام الغائب ومن ثم فإن ولايته مطلقة فى كل شيء وأصبح له حق السمع والطاعة على كل المسلمين وفق تصورهم.
وأضاف الهتيمى لـ«البوابة»، أن القهر السياسى أصاب الشعب الإيرانى بحالة إحباط بعدما انعدم لديهم الأمل فى القدرة على القيام بأى دور سياسى إذ لا يسمح لأى فرد بالمشاركة إلا فى حال وافقت عليه المؤسسات التى تخضع بدورها للمرشد.
وأشار إلى أن رقعة الرافضين لهذا النهج اتسعت خاصة بين فئة الشباب الذين أدركوا أن ذلك ليس إلا صيغة من صيغ الديكتاتورية التى تصادر حق الشعب فى المطالبة بحريته والدفاع عن تطلعاته.
وأوضح أن قطاعا كبيرا من الشعب الإيرانى تنبه لانتشار الخرافة باسم الدين، التى أصبحت واحدة من أدوات الحكم فى إيران وأن هذه الخرافة يتم التدليل عليها أيضا بنصوص دينية وهو الأمر الذى أوجد حالة من الضجر والضيق تجاه من يرددون هذه الخرافات لتنسحب بعد ذلك إلى النصوص الدينية بل وإلى الدين كله.
وتابع: «من نماذج ذلك الحديث الدائم للمرشد وبعض المسئولين عن قرب ظهور أو قرب اكتمال شروط ظهور المهدى المنتظر – الإمام الغائب – وفقا للمعتقد الشيعى وهو الأمر الذى لم يعد ينطلى على عدد كبير من الشباب الذى يحتك وعبر وسائل التواصل الاجتماعى بثقافات مختلفة تستخف بما يطرحه الشيعة وتثبت عدم منطقيته أو عقلانيته».

الحرس الثورى يغتصب الأراضى والثروات
وأضاف أن منها مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس أحمد نجاد وهو يتحدث إلى رجل الدين المعروف آية الله جوادى آملى عن العناية الغيبية حيث ادعى فى هذا المقطع بعد عودته من نيويورك وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه كان محاطا بهالة من النور طوال مدة إلقائه الخطاب وأن كافة الرؤساء الحاضرين كانوا مشدودين لخطابه بدرجة لم ترف لهم رمش عين أثناء كلمته. 
وقال الهتيمي: إن من ضمن أسباب انتشار الإلحاد، الفساد المستشرى بين الملالى والذى سمح للكثير منهم ولأبنائهم أن يغتنوا غناء فاحشا فى الوقت الذى يعانى فيه أكثر من ثلثى الشعب الإيرانى من الجوع والفقر والحاجة.
وأضاف أن مظاهر الفساد تنوعت ما بين اغتصاب أراض ونهب ثروات وصلت إلى المليارات من التومانات فضلا عن رصد مبالغ ضخمة لعناصر الحرس الثورى والباسيج، مشيرًا إلى أن العنصر العادى فى كل من هذين التنظيمين يحصل فور انتمائه إلى أحدهما إضافة إلى راتبه الشهرى الفضفاض على شقة واسعة مؤثثة وسيارة وحساب مصرفى محترم ومهر العروس ومصاريف العرس إذا كان عازبا أما إذا كان متزوجا فيحصل على علاوة تصاعدية فى الراتب مع مراعاة الزوجة وعدد الأبناء وبدائل إجازات وسفر داخل إيران وخارجها.

فضيحة جنسية
وتابع: «يضاف إلى ذلك أيضا التورط فى فضائح جنسية لم تعد خافية عن وسائل الإعلام ومن ذلك ما تورط فيه قارئ القرآن الخاص بالمرشد على خامنئى «سعيد حجريان» والذى نشر أحد المواقع اتهامه بالاعتداء جنسيا على بعض طلابه».
وقد تكشفت مثل هذه الأمور لأفراد الشعب الإيرانى حتى أن بعض التقارير أشارت إلى أن الكثير منهم لم يعد يجد احتراما لهم فى الشارع، بل إن سائقى التاكسى لم يعد يرغبون فى التوقف للملالى لنقلهم.
الفساد يفاقم نسبة الإلحاد
وأشار إلى أن الفساد بين ملالى إيران أحد أهم أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد أو الانحلال الأخلاقى بين أبناء هؤلاء الملالى إذ يمكنك أن تخدع الناس لبعض الوقت لكن لا يمكنك على الإطلاق أن تخدع أبناءك وأفراد أسرتك القريبين المطلعين على حالك والعالمين بتفاصيل سلوكك.
وأوضح أنه على الرغم من التضييق الذى تمارسه السلطات الإيرانية على الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعى إلا أنه بالطبع لا يمكن إطلاقا أن تحكم أية سلطة قبضتها على هذه الوسائل ومن ثم فإن قطاعا كبيرا من الشباب الإيرانى يمكنه أن يتواصل مع مجموعات وحركات الحادية تقوم بنشر أفكارها مستغلة تردى الأوضاع الاقتصادية والسياسية فضلا عن بعض القضايا الدينية الشائكة للإيقاع بالبعض فى فخ الإلحاد أو التحول الدينى وهو ما يحدث فى إيران بالفعل.
«التواصل الاجتماعى» يسقط قدسية رجال الدين
وقال محمد بناية الباحث فى الشأن الإيراني: إن الأوضاع فى ١٩٧٩م لم تعد تشبه ما هى عليه اليوم، فلم يعد من الممكن خداع الجماهير بالخطب الرنانة واتشاح العباءة الدينية والتقرب الظاهرى إلى الطبقات الفقيرة. 
وأضاف «بناية» أن آية الله الخومينى استطاع دغدغة مشاعر الإيرانيين بشعارات «لا شرقية ولا غربية» ونصرة المستضعفين ومكافحة فساد النظام الملكى وتشكيل حكومة إسلامية عالمية، مشيرًا إلى أن الأوضاع تغيرت فأصبح العالم قرية صغيرة، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعى دورًا بارزًا فى إسقاط الأقنعة والقدسية عن رجال الدين تحت ظل ولاية الفقيه. 
وأشار إلى أن الإيرانيين اكتشفوا حجم المؤامرة التى تعرضوا لها باسم الدين. ذلك أن الفرض القسرى للمذهب دفع بعكس المطلوب وانتهى إلى شيوع التدين الظاهري، وأحدث مثال على ذلك تصوير مذيعة التليفزيون الرسمى الإيرانى الشهيرة «آزادة نامدارى» بدون حجاب وتشرب الخمور داخل إحدى الحدائق العامة بسويسرا بصحبة أسرتها.
انتشار الردة تدريجيًا
وأشار إلى أن الردة انتشرت تدريجيًا بين عموم الإيرانيين وتحديدًا بين طلاب الحوزة، لذلك لم يكن من المستغرب تعرض بعض رجال الدين فى إيران للطعن والمساجد للحرق. وتراجعت مكانة رجل الدين بين فئات الإيرانيين، وقد أشعل الطلاب المتظاهرون النيران فى صور المرشدين آية الله الخومينى وآية الله الخامنئى خلال مظاهرات ٢٠٠٩م اعتراضًا على نتائج الانتخابات الرئاسية، وقيام البعض بتهمة إهانة المرشد.
سياسات النظام والفقر يدفعان إلى التحول الدينى
فى السياق ذاته، دفعت سياسات النظام الأمنية والمذهبية السائدة فى إيران وتبعاتها السياسية والاجتماعية، بعض المسلمين للتحول إلى أديان أخرى ويقال إن العشرات يتحولون سنويًا إلى ديانات أخرى أضف إلى ذلك شيوع الفقر بين طبقات الشعب فى بلد يعوم على بركة من النفط، بينما يستحوذ رجال الدين على المال والسلطة حيث يتمتعون بعوائد متنوعة من القوة الاقتصادية ومصادر الكسب. 
وأضاف أن ثمة تقارير إيرانية كثيرة تتحدث عن انتشار الفساد داخل الأوساط الدينية والسياسية والعسكرية. ولذلك يلجأ الإيرانيون إلى التحول عن الإسلام كتعبير عن سخطهم على الإسلام الذى عايشوه تحت ولاية الفقيه وانتقامًا من هذا النظام وإفشال مشروعه للتمدد على حساب دول المنطقة تحت مشروع الحكومة الإسلامية العالمية الذى يستهلك ميزانية الإيرانيين، ولا أدل على ذلك من تطاول المؤسسات الاقتصادية التابعة للحرس الثورى على أموال المودعين. فى السياق ذاته لا يمكن إنكار دور الفتاوى الشاذة (وبخاصة تجاه النساء) والتى تهدف إلى تقييد الحريات فى تحول الإيرانيين عن الدين الإسلامي. 

الشعب يخضع لتنويم مغناطيسي
وقال عبدلله الكعبى المسئول الإعلامى للحزب الديمقراطى الأحوازي: إن الإلحاد يأتى فى إيران ضمن مسلسل له تاريخ ودوافع وسلوكيات وزادت وتيرته بعد مجيء الثورة الخمينية عام١٩٧٩م التى تحولت فيه إيران من العلمانية إلى الإسلامية الفارسية والتى أوهمت الناس فيها بأن الثورة ستأتى بثمارها وتنقل إيران نقلة يتحقق فيها طموحات الفرس بإيتائهم ما يؤمنون بهم مساحة من الحرية للتعبير والتنفيس عن ذاتهم وتحقيق العدالة الاجتماعية واﻻقتصادية.
وأضاف أن الحكومات الإيرانية الإسلامية المتتالية اعتمدت على اتباع ذات المنهج العقائدى الذى يربط الدين بالسياسية واﻻقتصاد والفكر والتعليم وثقافة المجتمع وكأن المجتمع الفارسى فى عيادة طبيب نفسانى يجرى عليه تنويما مغناطيسيا لسلب إرادته بشكل مطلق وعام ومع تقادم إبقاء المنظومة الإسلامية المدعية للإسلام وإرساء قوانين صارمة لتحديد الحريات شملت المجتمع الذكورى والإناثى حيث حددت بشكل مفصل وحسب قياسات من قبل أشخاص نافصي العقل والتدبير وبعيدين عن الفقه الإسلامى الصحيح الواعي.

استخدام الدين سلاح لتقييد المجتمع
وأشار إلى أن استخدام الدين كسلاح لتقييد المجتمع يزيد من حالة الكبت والضغط النفسى حيث تزايدت نسبة الملحدين بشكل كبير فى العقود الثلاثة الماضية وحيث إن المجتمع الفارسى هو مجتمع تقليدى ذو ميول شيوعية ويسارية وعلمانية اصطدم بالواقع الإسلامى المنشأ المقيد إلى أبعد الحدود والمرتبط بوﻻية الفقيه الشرعية التى تؤمن بالطاعة والتسليم للولى الفقيه التى ابتدعها إيران كما أن إصدار قرارات وقوانين وعقوبات تتعلق بالمحاسبة تصل إلى الإعدام والسجن وتحت طائل عدم اﻻلتزام بالحجاب ومحاربة الله والخروج عن أوامر الولى الفقيه حيث تم تنفيذ أحكام الإعدام بهذا الشأن لشباب كثر شملت جميع الشعوب الواقعة ضمن جغرافية إيران.

الملحدون من أسر دينية
وأوضح أن الدراسات التى أعدتها مواقع إيرانية أثبتت أن الأكثرية من هؤﻻء الملحدين والمتنكرين واللامعتقدين ولدوا وترعرعوا فى أسر دينية ونتيجة التطبيق غير الصحيح للإسلام أصبح عدد الملحدين والمتنكرين يتزايد حيث دشنوا لهم صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى صفحات وهمية يتداولون فيها أفكارهم ومعتقداتهم.

٤٠ ألف متابع لصفحات الإلحاد
وأضاف أن عدد المتابعين بلغ نحو أربعين ألف متابع وهذا يبين ارتفاع وتيرة الإلحاد فى إيران نتيجة التطبيقات الخاطئة لمنظور الإسلام الفارسى الذى يؤمن بقراءة الكف والعرافة ورسم صورة أفكار وهمية وما صرح به أحمد نجاد بعد خطابه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه كان محاطا بباقة من النور طول مدة لقائه الخطاب وأن جميع الرؤساء الحاضرين كانوا مشدودين لخطاب الجمهورية الإسلامية إلى درجة كبيرة حيث لم يرف لهم رمش عين وهذا يؤكد أن استخدام هذه السياسات الوهمية تذهب إلى نفور المجتمع وانحرافه بشكل ملحوظ وواسع.

40ألف متحول.. ودور عبادة سرية
مراقبون للشأن الإيرانى رصدوا انتشار ما يسمى بالمعابد المنزلية السرية حيث يقيم بعض المتحولين من الإسلام إلى ديانات أخرى، صلواتهم، لا سيما أنهم لا يمكنهم الإعلان عن تحولهم وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير، حتى أن محافظ طهران السابق مرتضى تمدن أعلن أنه تم إغلاق نحو ٢٠٠ دور عبادة منزلية وأن العمل مستمر بما يعنى أن تلك الدور هى ما تم الكشف عنه فيما أنه هناك الكثير لم يعلن بعد وهو ما ألمح إليه أحد المواقع الإلكترونية حيث قدر أن عدد المتحولين فى إيران قد وصل إلى نحو ٤٠ ألف متحول. 

والأمر لم يقتصر فقط على أداء فريضة الصلاة بل إنه امتد لعبادات أخرى كالصوم إذ اعترف الرئيس محمد خاتمى فى نهاية ولايته للسفير الألمانى بأن نسبة من يصومون رمضان هى ٢٪ فقط وكانت فى عهد الشاه أكثر من ٨٠٪. 

وكشفت دراسات أخرى أنه وعلى الرغم من انتصار ثورة الخمينى التى يفترض أنها ثورة إسلامية إلا أن التغير الذى طرأ على الحالة الدينية للمجتمع الإيرانى كان سلبيا فقد اقترب معدل البغاء فى إيران من المعدلات العالمية حتى يتردد أن فى طهران لوحدها نحو ٨٥ ألف داعرة كما قل عدد المصلين فى المساجد فبعض المساجد والتى كان يتردد على الصلاة فيها المئات فى عهد الشاه لم يعد يصلى فيها العشرات، وعرفت إيران لأول مرة ما يعرف بظاهرة المساجد الفارغة، وهو ما أكده نائب رئيس بلدية طهران حجة الإسلام على فى عام ٢٠٠٠ حيث كشف فى تقرير البلدية السنوى أن ٧٥٪ من الشعب و٨٦٪ من الطلبة تركوا الصلاة.