صدر حديثا عن مؤسسة بتانة للنشر كتاب "سجن الفقه" للكاتبة والباحثة في مجال الدراسات الإسلامية شاهيناز وزير، والذي يُناقش الموروثات الفقهية والخطاب الديني، بدءًا من آليات تجميد الاجتهاد على مر الأزمنة وانتهاء بالخطاب الديني المُتشدد وكيف تم استخدامه كأداة تخدم التنظيمات الإرهابية بفعالية، بالإضافة إلى تحليل الشخصية المتطرفة والعوامل التي ساعدت على تكوينها.
وقالت الكاتبة لـ"البوابة نيوز": أحاول التوفيق بين بحث جاد في أمور الفقه يرتكز على أمهات الكتب وكبار الأئمة في قرون بعيدة، وبين المتابعة الدقيقة لمستجدات الجماعات المتطرفة وآخر نشاطاتها، كما أهتم بالمقارنة بينهم ومعرفة ما يشتركون فيه وما يختلفون عليه.
وأكدت وزير أن هذا المجال الفكري "يتميز بقلة النساء المنخرطات فيه"، حسب قولها، مُشيرة إلى أن الخطاب يركز على إقصاء المرأة من المجال الديني والفقهي بشكل عام "فحتى وهي داعمة لهذا الخطاب لا يجوز لها سوى طاعة المشرع لا أن تقوم هي بمشاركته في مهام كالتشريع والفتوى، بل والدعوة في كثير من الأحيان، فما بالنا لو كانت ناقدة لهذا الخطاب. بالتأكيد سيتم مضاعفة الهجوم عليها مقارنة بالناقدين من الرجال. وكل الداعيات اللائي يُسمح لهن بالظهور خاضعات لهذا الخطاب، وأحياناً يعتمد عليهم الخطاب ليجمل وجهه ويحتج بهن أمام الذين يتهمونه بتهميش دور المرأة.
وأشارت وزير إلى بعض فصول الكتاب، ومنها "تبعية رجال الدين" و"مراوغات فقهية" قائلة: كنت أفكر مثلما يفكر رجل الدين وأحلل الخطاب باستعارة عقله ةطريقة تفكير، وهذا ما مكنني من فصل السم عن العسل وتصنيف الأدلة التي يقدمها على آراءه إلى أكثر من نوع، بالإضافة إلى تصنيف تلك الآراء نفسها، ومعرفة دوافعها، كما مكنني ذلك من كشف نقاط الضعف في المتلقي التي يركز عليها بعض الشيوخ بشدة لتغذي التبعية لهم.
وتابعت وزير: في فصول أخرى مثل "الأناشيد صناعة الإرهاب" قمت بالتوحد مع الشخصية الإسلامية وأنا أطرب لهذه الأناشيد واستلذ بمشاهدها الدموية وصوت الرصاص والتفجير الذي يتخللها، لأعيد اكتشاف تأثيرها على المستمع بأن خضت تجربة الغضب تلك إلى حد التعلق. وهناك بالطبع فصول خرجت فيها عن الكادر وأخذت أشاهد بتجرد إلى العلاقة بين الشيخ والمريد.
