الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الآذان سيمفونية بين المدح والتجريح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"الله أكبر الله أكبر" كانت وستبقى دائمًا مدوية فى كل أرجاء مصر المحروسة، ينطق بها المؤذن ليعلن عن وجوب فرض دينى على المرء أداؤه بحب وسعادة، وعبر الأجيال كان لصوت الأذان نغمًا موسيقيًا خاصًا به يحمل بين طياته روحانية وعذوبة ليعزف سيمفونية رائعة تؤثر فى القلب والوجدان، ولم يحدث أن تتعالى بعض الأصوات لتطالب بوقف الأذان أو تصف من يقوم بأدائه بألفاظ خارجة مثلما حدث مؤخرًا، حينما وصفت الفنانة شيرين رضا أصوات بعض المؤذنين بـ"الجعير".


هذا الوصف أثار استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى عدد كبير من الشيوخ، وعلى عكس ما حدث مع الفنانة شيرين عبدالوهاب حينما أطلقوا عليها «مطربة البلهارسيا»، تعالت بعض الأصوات لتدافع عن الفنانة شيرين رضا وتصفها بالجريئة، حينما أدلت بتصريحاتها لأحد البرامج التليفزيونية وطالبت بتوحيد الأذان. ونحن هنا لسنا بصدد تعليق المشانق لشيرين رضا بعد أن أكد لنا الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، أن النقابة لن تعاقبها، معلقًا أن النقابة لا تعاقب أى عضو من أعضائها على آرائه الشخصية، ولكننا فقط هنا نبحث عن جمال أصوات المؤذنين التى تؤكد عظمة الأذان، ونلقى الضوء على بعض نجوم الغناء الذين قدموا الأذان بأصواتهم، وأيضًا بعض المشاهير الذين انتقدوا بعض أصوات المؤذنين التى لا تعجبهم، بالإضافة إلى بعض الأعمال الفنية التى تناولت الأذان ضمن أحداثها.

كتب - عزت البنا


شيرين رضا: قرار توحيد الأذان لا بد من تنفيذه.. و«الصاوى»: أصوات البعض منفرة

كتب- حسام البحيرى

مرة أخرى تثير الفنانة شيرين رضا الجدل بعد التصريحات التى أدلت بها، خلال استضافتها فى برنامج «أنا وأنا» مع الإعلامية سمر يسري، التى واجهتها بتعليق سبق وغردت به عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، وقالت فيه: «أعتقد أن قرار توحيد الأذان لازم يتنفذ وبسرعة؛ لأن فيه مقرئين صوتهم يكفر البنى آدميين«.

ردت شيرين فى أثناء مواجهتها بالتغريدة قائلة: «كلنا بنقول ده، وكل الناس اللى علقت، وفيه أطفال بيصحوا مفزوعين، هو ده أسلوب الصلاة، يلا أفزعك علشان تصلي؟»، وأضافت: «الراجل اللى بيجعر فى الميكروفون، أنت مش سامع صوتك والّا أنت قاصد تعمل كده؟».

وتساءلت أيضا عن عدم تطبيق قرار توحيد الأذان حتى الآن، لافتة إلى أن السائحين الذين يأتون إلى مصر ويمشون فى الشارع يستمعون إلى تلك الأصوات المنفرة».

واستطردت قائلة: «المؤذن صاحب الصوت القبيح لا يحترم السكان فى العمارات المجاورة، ويعلى صوته»، مشيرة إلى أنها لا تعرف السبب فى عدم تطبيق قانون توحيد الأذان»، وتابعت: «كان نفسى أبقى مسئولة عن حاجات كتير أوي، كنت خليتها تتنفذ».

ولم تكن الفنانة شيرين رضا هى الوحيدة التى انتقدت أصوات بعض المؤذنين؛ حيث أعرب الفنان خالد الصاوى منذ عامين عن حزنه بسبب أصوات بعض المؤذنين التى وصفها بالمنفرة، وقال: إنها لا تتناسب مع الطريقة الصحيحة وعظمة الأذان، مطالبا المسلمين باتخاذ موقف ضد كل مؤذن لا يتميز بالصوت العذب.

وكتب الصاوى وقتها عبر صفحته الشخصية قائلا: «أدعو الأمة المصرية لموقف مجدع لخدمة الإسلام والصحة السمعية والنفسية والتذوق الجمالي»، وتابع قائلا: «هى لو سهلة أو تافهة مكنش النبى صلى الله عليه وسلم أصر على بلال».

انتقاد بعض أصوات المؤذنين، لم يتوقف عند نجوم الفن، بل سبق أن هاجم الشيخ محمد متولى الشعراوى تلك الأصوات، كذلك مكبرات الصوت التى تزعج السكان المجاورين للزاوية أو المسجد فى أحد اللقاءات التى أجراها حيث وصفها بـ «غوغائية التدين»، مؤكدا أنها باطلة بحكم الشرع، وتابع قائلا: «اللى قاعد نايم طول النهار، ويطلع قبل الفجر بساعة يهبهب، وناس عايزه تنام، وناس وراها عمل، وناس مريضة وغيرهم»، وأضاف: «الميكروفون نقمة بُليت بها الأمة الحديثة لأنه يتسبب فى صمم لدى الناس».

يذكر أنه كانت قد ثارت ضجة مماثلة لتلك التى أعقبت تصريحات شيرين رضا، حينما أصدرت وزارة الأوقاف فى رمضان الماضي، قرارًا بمنع الميكروفونات بالمساجد خلال صلاة التراويح، لعدم إزعاج الطلاب الذين يؤدون الامتحانات حينها، واستندت الوزارة فى ذلك الوقت إلى فتوى للشيخ الشعراوى ببطلان إعلاء صوت ميكروفون المسجد لكى لا يضر بمسامع الناس.


لم تقتصر تأدية الأذان على قراء القرآن الكريم، المعروفين من زمن بعيد أمثال الشيوخ: محمد رفعت، وعبدالباسط عبدالصمد، ومحمود الطبلاوى، وسيد النقشبندى، وغيرهم الكثير، ولكن هناك عددا كبيرا من نجوم الغناء الذين حاولوا تقديم الأذان بصوتهم، وكانت البداية مع المطرب سعد عبدالوهاب مرورا بعدة مطربين فى الجيل الحالي، مثل: إيمان البحر درويش، وعمرو دياب، وإيهاب توفيق، وتامر حسنى، وشيرين، وأحمد سعد، ولكل مطرب حكايته..

كتب- السيد البشلاوى

مطربون رفعوا «نداء الصلاة»

سعد عبدالوهاب أهداه للإذاعة قبل اعتزاله.. و«إيمان» يؤذن فى المسجد المجاور له

سعد عبدالوهاب

انتشر فى الفترة الأخيرة فيديو نادر لسعد عبدالوهاب، يظهر خلاله وهو يرفع الأذان فى «بلدى وخفة» أحد الأفلام الأبيض والأسود.

وكان الراحل غادر القاهرة عام ١٩٦٤ متجها إلى السعودية لأداء فريضة الحج، إلا أنه ظل بالسعودية لمدة ٢٠ عامًا عمل خلالها بإذاعة المملك.

إيمان البحر درويش

قام الفنان إيمان البحر درويش بأداء الأذان بصوته أكثر من مرة؛ حيث انتشر له فيديو من أحد المساجد القريبة من منزله وهو يؤدى الأذان بصوته، وكان يرتدى ملابس رياضية، واختلفت ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعى ما بين مؤيد ومعارض له، بالرغم من أن الكل أجمع على حلاوة صوته. أما الفيديو الثانى لإيمان فكان فى حفل إفطار نظمه برنامج «الغارمين» بمؤسسة «مصر الخير»، فى رمضان من العام الماضى لأهالى قرية أبيس بمحافظة الإسكندرية، بحضور نحو ١٥٠٠ صائم، وكان الفنان الكبير ابن الإسكندرية من أبرز حضور الحفل، وعند اقتراب أذان المغرب قام إيمان برفع الأذان بصوت يملؤه الإحساس وبكل الشجن والحب والخشوع.

عمرو دياب

منذ سنوات ليست كثيرة، قام عمرو دياب بتسجيل الأذان بصوته لإحدى الشركات التى كان يتعامل معها فى هذا التوقيت، وسجل أيضا أدعية دينية بصوته، ونال الأذان بصوت الهضبة إعجاب الكثير وأشادوا به.

إيهاب توفيق

منذ ثلاث سنوات سجل إيهاب توفيق الأذان بصوته، يسبقه دعاء نداء لصلاة الفجر، سجله إيهاب توفيق لإحدى القنوات الفضائية، وعرض بعدها فى شهر رمضان ونال إعجاب الكثير من المشاهدين والمستمعين.

شيرين عبدالوهاب

قدمت شيرين عبدالوهاب الأذان، ضمن دعاء ديني، قامت بتسجيله لإحدى الشبكات الإذاعية ليعرض فى الشهر الكريم، وتم عرضه بالفعل فى رمضان قبل الماضي، وأكدت شيرين أنها كانت تحلم بتقديم الأذان بصوتها منذ بدايتها بالغناء، وتتمنى أن يتقبل ربنا منها، ولكنها لاقت هجوما حادا فى هذا التوقيت من الأزهر وبعض المستمعين، والبعض الآخر أعجب بصوتها، وبالدعاء الذى قدمته قبل أداء الأذان.

تامر حسنى

قام تامر حسنى منذ ثلاث سنوات بإنتاج وتسجيل الأذان بصوته وبثه للقنوات، وكان عند عرضه لأول مرة بالتليفزيون المصرى قد أعجب الكثير من المستمعين، والذين أكدوا أن صوته فى الأذان أكثر جمالا من صوته فى الغناء، وجاءت هذه التعليقات عندما تم نشر الأذان على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت التعليقات كلها تحمل الإعجاب والإشادة بصوت تامر بأدائه المتميز وصوته القوي.

أحمد سعد

فى زيارته لمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه، وفى وجوده أثناء صلاة الفجر طلب أحمد سعد من القائمين على المسجد أداء الأذان، وأدهش المصلين بجمال صوته، وقد سجل صوته عدد كبير من الحاضرين، وجاءت تعليقات المصلين والمستمعين تشيد بالأداء الرائع لصوت أحمد سعد وهو يؤذن.


سلامة الصوت وعدم النشاز.. أهم شروط قبول الأصوات الجديدة

كتبت- نبيلة صبيح

قالت نادية مبروك، رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، إن صوت الأذان يرفع بأصوات نادرة لكبار المؤذنين الراحلين فى مصر عبر شبكة القرآن الكريم، مشيرة إلى أن الإذاعة تجيز المؤذنين الجدد من خلال لجنة القراء، مؤكدة ضرورة انطباق شروط عديدة لإجازتهم، يأتى على رأسها سلامة الصوت والحروف وعدم النشاز، مشيرة إلى أن الأذان يتضمن مقامات موسيقية معينة وعلى المؤذنين والشيوخ الالتزام بها.

وأضافت مبروك، لـ«البوابة»، أن اللجنة تضم فى عضويتها متخصصين فى المقامات الموسيقية وأحكام القراءة والترتيل والتجويد، مشيرة إلى أن كل الشيوخ والمبتهلين الذين نستمع إليهم عبر أثير الإذاعة لا يمكن أن يظهروا عليها إلا بعد حصولهم على إجازة من لجنة القراء.

من ناحية أخرى، رفضت مبروك التعليق على تصريحات الفنانة شيرين رضا عندما حلت ضيفة على برنامج «أنا وأنا» الذى تقدمه سمر يسرى على قناة «أون إى»، ووصفت صوت بعض المؤذنين بـ«الجعير».

يذكر أن الإذاعة المصرية تتميز بأصوات جديدة ونادرة للأذان لكبار المؤذنين الراحلين فى مصر، وأهدت هناء حسين محمد رفعت، حفيدة القارئ الشيخ محمد رفعت، الإذاعة المصرية مجموعة من الأسطوانات النادرة للأذان وتلاوة المصحف الشريف بصوت الشيخ محمد رفعت، بها ما يقدر بنحو ٣٠ ساعة لم تسمع من قبل.


«المؤذن» فى السينما.. قليل من الظهور كثير من عذوبة الصوت

كتب- شادى أسعد

بعد الضجة التى أثارتها الفنانة شيرين رضا، من خلال تصريحاتها حول صوت الأذان، وما يسببه من إزعاج وضجة، حسب تصريحها، تفتح «البوابة» ملف الأعمال السينمائية التى تناولت شخصية المؤذن، وأصوات المؤذنين.

وتناولت السينما المصرية شخصية المؤذن بشكل قليل إلا أنه مؤثر، لما عرضته الشاشة عن هذه الشخصية بشكل يُظهر المؤذن بالصورة الحسنة التى من المفترض أن يكون عليها كل مؤذن، وليس كما أشارت شيرين رضا إلى نوعية المؤذنين غير المؤهلين، والمنتشرين فى العديد من الزوايا غير المعتمدة من قبل وزارة الأوقاف.

أول مؤذن فى الإسلام، هو بلال بن رباح، الصحابى الحبشي، الذى اختاره الرسول ليكون أول وأشهر مؤذنى الإسلام، لما كان له من صوت عذب، وهو ما أظهره المخرج الراحل مصطفى العقاد من خلال فيلم «الرسالة»، الذى تناول قصة ظهور الإسلام منذ بداية نزول الوحى على الرسول، حتى انتشار الإسلام فى المنطقة العربية وانتصار المسلمين على كفار قريش واستقرار الوضع لهم.

واختار العقاد، الفنان الليبى على أحمد سالم، لتجسيد شخصية «بلال» فى الفيلم، وقام هذا الفنان بأداء الشخصية تمثيلًا كما قام برفع الأذان بصوته عبر أحداث الفيلم.

كما قدم الفنان شريف رمزى شخصية المؤذن الملتزم صاحب الصوت المناسب لإقامة الصلاة فى فيلم «من ضهر راجل»، خاصةً فى المشهد الرئيسى له الذى أنشد فيه الأذان بالتقاطع مع مشهد الاغتصاب الذى قدمه آسر ياسين، وياسمين رئيس، وبالرغم من حالة الغضب الذى أثارها تداخل مشهد الأذان مع مشهد الاغتصاب؛ حيث اعتبر البعض أن هذا إهانة للأذان، إلا أن هذا التداخل بين المشاهد أضاف إلى البُعد الدرامى للعمل. وظهر المؤذن فى فيلم «الشيخ جاكسون»، وجسد أحمد الفيشاوى شخصية المؤذن، الذى يجيد إنشاد الأذان والدعوة إلى إقامة الصلاة، إلا أن هذه الشخصية أثارت جدلًا كبيرًا داخل الأوساط الفنية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع ربط اسم جاكسون الذى يستدعى للأذهان شخصية مطرب البوب مايكل جاكسون، وربط اسمه بلقب الشيخ الذى يُطلق على رجال الدين.