الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العلامة المُعمَّر الشيخ معوض إبراهيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعانى شيخنا فى الفترة الأخيرة من اشتداد المرض عليه، نسأل لله موفور الصحة والعافية، والشيخ هو أكبر علماء الأزهر سنًّا، إنه الأديب والداعية الكبير العلامة الشيخ معوض عوض إبراهيم، الحنفى الأزهرى الأشعرى الذى يمثل حالة فريدة فى الكتابة والعمل والوعظ والهمة، ويأتيه الزائرون من المشرق والمغرب للاستفادة من علمه، ومن التاريخ الطويل الممتد الذى يُعد الشيخ شاهدا عليه، خاصة تاريخ الحركة العلمية والدعوية فى مصر.
تجاوز العالم الجليل المائة عام؛ حيث ولد عام ١٩١٢ بكفر الترعة الجديد بالدقهلية، قرن من الزمان فى العطاء والبذل، ألَّف وكتب ودرَّس وعلَّم وخطب وحاضر وسافر، ولم يتهم مخالفه بشرك ولا كفر، وصحب وعرف الأئمة الأعلام كالدجوى، ومخلوف، وخاطر، وبيصار، وأبوشهبة، والغزالي، وأبو زهرة، والمراغى، وعبدالحليم محمود، والخضر حسين، والزرقانى.
وسمعت الشيخ غير ذى مرة يقول إن الأستاذ العقاد أُعجب به، وتنبَّه لموهبته الأدبية، فنشر له قصيدة فى مجلة «السياسة» الأسبوعية بعنوان: «استعذاب العذاب»، كما أن الشاعر عبدالرحمن نجا، مدح الشيخ معوض فى ديوانه: «فى رحاب الله والوطن» المطبوع ١٩٧٠م بقوله: إلى معوض إبراهيم أهديها/ قصائد فى رحاب الله أنشيها/ يا من نشرت لدين الله رايته/ من بعد ما كادت الأحداث تطويها/ قد بارك الله جهدا أنت تبذله/ به الشريعة قـد نالت أمـانيها.
وللشيخ الجليل موقف واضح فى رفض التيارات الفكرية المنحرفة، وقد كتب موقفه هذا بتوقيعه فى وثيقة أودعتها كتابي: «موقف الأزهر وعلمائه الأجلاء من جماعة الإخوان»، والشيخ يحب مصر وأهلها، ويحب الأزهر الشريف حبا يجرى فى دمه وعروقه، وأكثر ما يؤذيه أن يُمس منهج الأزهر الشريف القائم على أشعرية العقيدة ومذهبية الفقيه والتزكية، ولما رأى أناسا يلبسون زى الأزهر خداعا للناس، ويسبون منهجه، ويتطاولون على علمائه كتب مقالته المشهورة: (يحاولون أن يحجبوا نور الشمس بأكفهم)، جاء فيها: «إن الشمس فى علوها وارتفاعها لا يضرها النباح، وعلماء الأزهر هم شموس العلم، وكواكب المعرفة، والأزهر كعبة الإسلام الثانية، ورابع المساجد التى تشد إليها الرحال، وإذا أتتك مذمتى من ناقص/ فهى الشهادة لى بأنى كامل».
ومن شعره فى مدح الأزهر: أنت هلال قد صرت بدرا منيرا/ فى اعتلاء منذ انبلاج الهلال/ تختفى الشمس تارة ونرى/ كوكب العلم فى الضحى والليالى.
وإن عالمنا الجليل جدير بالتكريم والاحتفاء، وكتبت فيه رسالة ماجستير أعدها الباحث محمد حسنى السوهاجى، عنوانها: «الشيخ معوض ودوره فى خدمة الإسلام»، كما ترجم له كثيرون، منهم تلميذه ومرافقه الأستاذ محمد عبداللطيف الأزهرى، فى مجلة «الوعى الإسلامى»، عدد جمادى الأولى ١٤٣٣هـ، وقد قُرئت على الشيخ هذه الترجمة وأقرها.
والشيخ الجليل يمثل مثلا وقدوة ومفخرة للأزهر الشريف، وقد وعدت مشيخة الأزهر بطبع ونشر بعض مؤلفاته، وهى خطوة نتمنى أن تتحول إلى واقع ملموس؛ حيث إننا نرى اليوم من بعض من ينتسبون للدعوة اختلالا فى موازين التقييم، ونرى من يستسمن ذا ورم، ونحتفى بالنكرات ممن يدَّعون العلم، وأكثرهم من الطحالب التى تطفو على السطح بفتاوى نشاز، ورؤى عليلة، لم تعتصم بعلم ولا منهج، وقد شقيت بهم المنابر والمساجد، ولذا تصبح الكتابة عن إمامنا الجليل الشيخ معوض والاحتفاء به من واجبات الوقت، فالعلماء ورثة الأنبياء، وقد اجتمعت لدى الشيخ المعمر كل دواعى الوراثة للنبى الكريم