الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فريد الأطرش.. ملك العود

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يا شمس قلبى وضله يا حكاية العمر كله"، "يا ابو ضحكة جنان مليانة حنان"، "منحرمش العمر منك يا حبيبى"، "يا حبايبى يا غايبين وحشينى يا غاليين"، "يا قلبى كفاية دق مدام حبيبك رق"، "فوق غصنك يا لمونة".. كلمات لأغانٍ محفورة فى وجداننا وفور سماعها نتذكر ملك العود وموسيقار الأزمان فريد الأطرش الذى تحل اليوم ذكرى وفاته، حيث رحل عن عالمنا فى 26 ديسمبر 1974.
ولد فريد الأطرش فى 19 أكتوبر 1910 وينتمي إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا، هذه المنطقة المسماة جبل الدروز أيضا نسبة لسكانها الدروز.
والده فهد فرحان إسماعيل الأطرش من جبل العرب في سوريا، تزوج ثلاث مرات: الأولى سنة 1899 وكانت زوجته طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال، والثانية سنة 1909 وكانت زوجته علياء المنذر، وأنجب منها خمسة أولاد: ثلاثة ذكور وهم: أنور وفريد وفؤاد وبنتان وهما: وداد وآمال التي غدت فيما بعد المطربة الشهيرة أسمهان، وفي السنة 1921 تزوج ميسرة الأطرش وأنجب منها أربعة أولاد: منير ومنيرة وكرجية واعتدال، توفى عام 1925 ودفن بمدينة السويداء في سوريا.
والدته الأميرة علياء حسين المنذر وهي مطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا، وهو لون غنائي معروف في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تأثرت بمطرب العتابا اللبناني يوسف تاج الذي اتبّعت أسلوبه فيما بعد المطربة صباح، توفيت سنة 1968 ودفنت في بلدة الشويت في جبل لبنان.
حياته
عانى "فريد" حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الأطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا.
عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته وشقيقه فؤاد وأسمهان والتحق بإحدى المدارس الفرنسية ((الخرنفش))، حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلًا من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا.
ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة، فطرد فريد من المدرسة، التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.
نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء في روض الفرج،
حرصت والدته على بقاء فريد في المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى، وعزف فريد في المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة، إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، وبعد عام التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود.
أقام زكي باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى ثم اهتدى إلى بديعة مصابني التي ألحقته مع مجموعة المغنيين ونجح أخيرا في إقناعها بأن يغني بمفرده، ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء.
بدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله والنتيجة كانت فصله من المعهد، ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع، فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت، غنى أغنية الليالي والموال لينتصر أخيرا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة.
سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) كلمات وألحان يحيى اللبابيدى، فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.
استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهما وزوّد الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (يا حب من غير أمل).
"فريد" وإدمانه لعب القمار
عرف "فريد" عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان اتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، حيث أدمن لعب الورق وعُرف أيضا حبه للخيل، وذات يوم كان في ميدان السباق وراهن على حصان وكسب الجائزة وعلم في الوقت نفسه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة، فترك موت أخته أثرا عميقا في قلبه وخُيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه.
تعرض إلى ذبحة صدرية وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل، وبينما كان يكد في عمله سقط من جديد واعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة.
أفلام فريد الأطرش
اشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من 1941 حتى 1975، ومن أشهر الأفلام على الإطلاق والذي جنى أرباحا طائلة فيلم "حبيب العمر" و"حكاية العمر كله" و"دعت حبك" و"رسالة من امرأة مجهولة".
خدماته للفنانين وحكايته مع "صباح"
بالنسبة للخدمات الفنية الكبيرة التي قدمها الموسيقار الأطرش للفنانين الآخرين والفنانات، يطفو على السطح ما صرحت به الفنانة اللبنانية صباح، قائلة: لا عيب في أن أقول أن من رفعني ومن قدمني للجمهور هو الموسيقار فريد الأطرش.. حدث هذا عندما تنكرت الفنانة رولا لدور صباح في شهرتها ووقوفها معها، ولكن "صباح" لم تنصف الموسيقار في حياته، ولم تقل هذا إلا بعد فوات الأوان، مع أن فريد الأطرش لم يصرح إلا تصريحا واحدا يخص صباح عندما قال قبل وفاته: لم تقدرني صباح كما يجب، لقد قدمت لها خدمات تستحق التقدير.
وفاته
توفى بمستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية عام 1974 عن عمر يناهز 64 سنة.