الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"قلعة العسل" تستغيث: الحكومة "شربتنا المر".. "حصة شبشير" قرية تخصصت في منتجات النحل وشهرتها وصلت لدول العالم

مناحل حصة شبشير
مناحل حصة شبشير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هى قرية صغيرة المساحة تابعة لمدينة طنطا فى محافظة الغربية، لكنها ذات شهرة عريضة، بسبب تميزها بإنتاج أجود أنواع العسل الأبيض وتربية النحل وتصديره إلى دول متعددة.
اسمها «حصة شبشير» أو «قلعة العسل» كما يطلق عليها، حيث الآلاف من أهالى القرية يعملون فى إنتاج أطنان العسل ومشتقاته، لينتشر اسمها فى أسواق دول عربية وأوروبية تستقبل منتجات القرية، «حصة شبشير» كانت فى البداية تشتهر بزراعة البصل، لكنها مع الوقت تحولت إلى «قلعة العسل» بعد أن تخصص أهلها فى تربية النحل وتصدير منتجاته، رغم أن من بين أبنائها من هو طبيب أو مدرس أو مهندس، إلا أن الكل يشترك فى إنتاج مشتقات العسل من النحل.
قلعة العسل 
التأكيد لعمر مخلوف مأذون القرية وهو أيضا من كبار النحالين، مشيرا إلى أن القرية اشتهرت بـ«قلعة العسل» لأن أهلها جميعا كبار وصغار عملوا فى مهنة النحالة، ومع الوقت أصبحت القرية بمثابة مؤسسة متخصصة فى جميع منتجات النحل، بل ذاع صيتها ليصل للدول العربية والأوروبية، لافتا إلى أن مهنة النحالة فى القرية شهدت ازدهارا كبيرا فى العقود الأخيرة، خاصة بعدما زادت شهرتها فى هذا المجال وبدأت تصدير منتجاتها إلى الدول العربية وغيرها، فأقبل أهل القرية على المساهمة فى المهنة ولوازمها من نجارة وحياكة ومصانع للشمع ومستلزمات للمهنة.
ويضيف عبدالله عمر، مهندس ومن أهالى القرية إلى ماسبق فيقول: «القرية لم تعتمد على الداخل فقط، بل قام الأهالى بتصدير العسل ومنتجات النحل لكثير من الدول كما أنها تصدر النحالين للخارج لتوريث المهنة فى معظم دول العالم».
الدولة غائبة 
ويؤكد فؤاد بدران رئيس الجمعية المصرية للنحالين وأشهر مربى النحل بالغربية، أنه رغم شهرة القرية فى تصدير منتجات النحل للخارج، إلا أن الدولة لم تقدم لها أى دعم لحماية هذه المهنة، وتطويرها، مضيفا أن النحالين فى القرية، هم من يتولون مسئولية الحماية والتطوير والعلاج وغيرها من المتغيرات التى طرأت عليهم، لافتا إلى أنه حتى العلاج يصعب استيراده من الخارج، خاصة أن النحل يمكن أن يصاب بعدة أمراض منها «الشلل، الفيروسات، النوزيما، الفاروة» وهى أمراض يمكن لها أن تقضى على أعداد كبيرة من النحل ومعها تضيع أحلام النحالين.
ويستطرد بدران قائلا: «النحل للنحالين مثل طفل لأمه، كيف يمكن لأم أن ترى نجلها يقتل أمام عينيها وهى عاجزة عن تقديم العلاج له»، مضيفا أنه مع بداية الشتاء تبدأ أمراض عديدة فى مهاجمة النحل، وبالفعل ظهرت أعراض مرضية حاليا، منها مشاهدة يرقات وعذارى النحل ميتة على مدخل الخلية، ضعف كبير بالطائفة، وظهور نحل مشوه، وهروب النحل من خليته نتيجة الإزعاج الكبير الذى تسببه الطفيليات، ولأنه لا يوجد علاج لتناقص إنتاج العسل، وتحول الأمر لكارثة بالنسبة للنحالين.
ارتفاع سعر السكر 
ويستطر فيقول: «بداية الانتكاسة الحقيقية للمهنة، جاءت مع ارتفاع سعر السكر، لأنه مع تناقص المساحات الخضراء والأراضى الزراعية والزهور المتنوعة، التى كان النحل يتغذى عليها،أصبح السكر سلعة أساسية للنحل بدونها يموت وتختفى مهنة النحالة، وبعد غلاء الأسعار عجز النحالون بالفعل عن توفير غذاء للنحل، خاصة أن الزيادات وصلت للضعف، فبعد أن كان سعر طن السكر ٤ آلاف جنيه أصبح ١٠ آلاف جنيه، وأصبح السكر سلعة أشبه بالمخدرات، ووقفت الدولة عاجزة أمام هذه المشكلة، وقبل أن يتجاوزها النحالون، فوجئ بالأمراض المتتالية تصيب النحل، مؤكدا أن النحالة يعملون فى منتجات النحل وهى غير مقتصرة على العسل، فهى ٦ أنواع عسل النحل، حبوب اللقاح، البروبلس صمغ النحل بالإضافة إلى غذاء الملكات، وشمع العسل، وسم النحل، مشيرا إلي أن جرام سم النحل يصل لـ٨٠٠ جنيه.