الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أصابع إسرائيل السامة في دول أفريقيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استرجعت مشاهد فيلم «الدخيل» الذى قام ببطولته العملاق الراحل محمود المليجى، فهو يجسد ما تقوم به إسرائيل داخل الدول الأفريقية، ولكن مايهمنا هو طبيعة علاقاتها فى دول بعينها تمثل بعدًا استراتيجيًا لمصر وتحديدًا دولتى جنوب السودان وإثيوبيا.
وما حرك هذا ذلك قيام إسرائيل الأسبوع الماضى بالاحتفاء برفع مواطن من جنوب السودان لعلمها بزعم العرفان بالدور الذى تقوم به إسرائيل من أجل تحسين الإنتاج الزراعى فى دولته وتحقيق الاكتفاء الذاتى لها.
حيث قامت شركة (جلوبال) بزراعة ٣٠ ألف شتلة موز فى مزرعة بالقرب من جوبا، هذه المزرعة هى واحدة من ٨ مشاريع زراعية نفذتها الشركة فى جنوب السودان، وهذا يدفعنا للبحث فى طبيعة العلاقات بين إسرائيل وهذه الدول.
وبحسب صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية إن أكبر الشركات الإسرائيلية المشاركة فى تنفيذ المشروعات الزراعية وتقديم الاستشارات اللازمة هى شركة «الجنوب الأخضر»، التى يتمركز عملها على تطوير الزراعة هناك.
وقامت العديد من الشركات الإسرائيلية الكبيرة بالتوجه نحو السوق السودانية الجنوبية لبحث إمكانات الاستثمارات المتاحة، ومن أهم هذه الشركات، شركات «سوليل بونيهمنها» و«ش. ر. أ. ل.» والأخيرة متخصصة فى مجال تصدير الأدوية وتجهيز المستشفيات لجنوب السودان، وشركة ياروك ٢٠٠٠ وهى متخصصة فى مجال إدارة المشروعات الزراعية.
كما يعتبر التعاون العسكرى والأمنى، من أهم الملفات في بين البلدين، ومنها قيام الجانب الإسرائيلي بإنشاء قاعدة جوية بمنطقة «فلج»، لتستخدم فى تدريب الطيارين الجنوبيين على قيادة المقاتلات، وأحدث أساليب القتال الجوى.
كما قامت إسرائيل بإنشاء ثكنات لقوات حرس الحدود الجنوبى السودانى، بالإضافة إلى قيامه بإنشاء مستشفيات عسكرية لتقديم خدمات الرعاية الطبية للعسكريين الجنوبيين. وإنشاء مركز أبحاث للألغام فى مدينة جوبا.
بالإضافة إلى نصب العديد من أبراج المراقبة الحدودية، مزودة بأجهزة متطورة للغاية تعمل بتكنولوجيا الرصد الحرارى، فى منطقة «راجا» وأعالى النيل، وفى ولاية الوحدة.
وفى مجال التسليح، قدمت إسرائيل لجنوب السودان حوالى ٢٠ دبابة من طراز ميركافا ٢، كما أمدتها بشحنات أسلحة تتضمن معدات إسناد حربى، وبعض أسلحة المدفعية وراجمات الصواريخ وأجهزة رصد واستشعار حرارى.
وتعد الصادرات العسكرية الإسرائيلية من الأدوات الأساسية فى تنفيذ السياسة الخارجية للتوغل فى دول حوض النيل والتأثير على أمن مصر المائى، وقد اعترف بذلك رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق «شلومو جازيت» بقوله: «إن إسرائيل تعاونت فى مجال التسلح مع عدد كبير من الدول الإفريقية وعلى رأسها إثيوبيا.
حيث أبرمت عدة اتفاقيات عسكرية وأمنية مع إثيوبيا، على رأسها اتفاقية عام ١٩٩٨ والتى منحت إسرائيل تسهيلات عسكرية واستخباراتية فى الأراضى الإثيوبية.
كما ان هناك ٨ شركات إسرائيلية تعمل فى مجال الزراعة داخل إثيوبيا ٥ منها بشراكة إثيوبية و٣ أخرى إسرائيلية فقط من أجل إحكام السيطرة على إثيوبيا وتخضير وجه إسرائيل أمام الدول الأفريقية والترويج بأنها تعمل من أجلهم ولكنها فى حقيقة الأمر تستغلهم وتحرضهم على الدول العربية.
كما تمتلك ٤٠٠ ألف فدان داخل إثيوبيا تستغلها فى إنتاج الطاقة المحروقة، ناهيك عما تقوم الوكالة اليهودية للتنمية الزراعية «ما شاف» بتقديم التنمية الريفية اللازمة للتطويرفى قطاع الزراعة.
وعلى الجانب التعليمى، أنشأت إسرائيل جامعة هيلاسيلاسى فى إثيوبيا، وكما تقوم بتعيين سفراء من أصول إثيوبية فى أفريقيا»
وظهر التعاون الأمثل فى مجال الطاقة والكهرباء عندما قامت شركة الكهرباء الإثيوبية التابعة للدولة بشكل رسمي باختيار شركة كهرباء إسرائيل لتولى إدارة هذا المرفق، كما تم الاتفاق على إنشاء محطات طاقة ووقود تتولى إسرائيل إدارتها بإجمالى استثمارات تصل إلى ٦٥٠ مليون دولار، مع استعداد الشركة لإقامة مصنع فى المنطقة وإمداده بالتكنولوجيا المطلوبة وتعهد بتلبية الطلبات المحلية.
والغريب أن تحركاتها زادت بشكل كبير داخل القارة فى الفترة مابعد ٢٠١٢، وهى فترة مابعد ثورة يناير وهو مايمثل الفترة الأمثل التى استغلتها لتحقيق أهدافها.