الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قطر تغرد لـ"داعش"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ احتلال العراق عام ٢٠٠٣، والهدف الصهيونى هو تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم، وذلك حماية للكيان الإسرائيلي، وبشكل أكثر وضوحًا وتفصيلًا فإن مشروع إقامة إقليم طائفى سنى وسط وغرب العراق سوف يقطع الإمداد البرى من إيران إلى سوريا عبرالعراق ـ كما يرى المختصون وأصحاب الرأي ـ وهو ما يسهل من إضعاف سوريا التى سوف تصبح مطوقة من ثلاث جهات وهى: تركيا من الشمال والإقليم السنى شرقًا والأردن وإسرائيل جنوبا، ومن ثم إسقاطها وتفتيتها إلى كانتونات طائفية لتحقيق الأهداف المرسومة لها. 
أرادت أمريكا من خلال حلفائها وأدواتها فى المنطقة تحقيق هذا الهدف الخطير وغيره من الأهداف المشئومة، وبالتحديد كانت ـ قطر ـ أحد هذه الأطراف ومازالت الأداة الصهيونية التى تدعم وتخطط وتنفذ المشاريع الإرهابية والتقسيمية فى المنطقة.
لقد كشفت صحف أمريكية فى وقت سابق، ومنها «واشنطن بوست» أن قطر أكبر حاضنة لحسابات تغرد لصالح «داعش» فى العالمين العربى والإسلامي، وأظهر تحليل حسابات التويتر باللغة العربية أن كل ثانية هناك تغريدة تحمل خبرًا داعمًا ومؤيدًا لتنظيم «الدولة الإسلامية»، أى بمعنى أن ٥٠٪ من تغريدات قطر تغنى لداعش، وبذلك تقف قطر على رأس قائمة الدول الحاضنة لحسابات تويتر المؤيدة لداعش.
كما أفادت مصادر إعلامية مؤخرًا، بأن الحكومة القطرية قامت بتقديم الدعم المالى إلى هيئة علماء المسلمين ومقرها العاصمة الأردنية عمان، الأمر الذى سيمكنها من تعزيز دورها وتوسيع نشاطاتها المعادية للعراق وسوريا.
اقتصاديًا يرى المحللون فى هذا المجال أن تكوين (الإقليم السني) مثلا سيكون ممرًا سهلًا وآمنًا لتصدير النفط والغاز الخليجى عبر تركيا إلى أوروبا ودول العالم الأخرى، لسهولة أرضه الصحراوية فى مد أنابيب النفط والغاز، وقربها من مصادر التسويق العالمية عبر تركيا، وبهذا تحقق الولايات المتحدة أهدافها الرامية إلى ضرب الاقتصادين الروسى والإيراني، من خلال إمداد أوروبا بالغاز القطرى بالأنابيب عبر العراق إلى تركيا، لأن تصدير الغاز القطرى عبر الناقلات إلى أوروبا والعالم مكلف اقتصاديًا من جهة، وبطء وصوله إلى المستهلكين من جهة أخرى، إضافة إلى مخاطر توقفه عند حدوث أى أزمة فى الخليج العربي، لذلك إن تصدير الغاز القطرى والخليجى عبر الأنابيب سوف يعوض الاعتماد على الغاز الروسي، وبالتالى يوجه ضربة قاضية للاقتصاد الروسي، الذى يعتمد بشكل أساسى على النفط والغاز، وخاصة المصدر إلى أوروبا، كذلك يسهل وصول النفط والغاز إلى أمريكا وأوروبا بعيدًا عن الأزمات فى الخليج العربي، وبدون شروط سياسية قد تفرض على هذه الدول التى تعتمد بشكل أساسى على النفط الروسي والغاز الروسى، ويمكن أن يكون ذلك أحد تفسيرات زيارة الرئيس الروسى للقاهرة ومحاولته التقارب مرة أخرى مع القاهرة، وذلك لتنسيق الجهود ومحاولة التصدى لهذا المخطط، خاصة مع بزوع النجم المصرى فى قطاع الغاز مع بدء ضخ إنتاج حقل ظهر العملاق فى البحر المتوسط وأهمية توحيد الرؤى بينهما.
مما سبق نعرف أن الأحداث المتتالية التى تمر بها دول المنطقة ليست عشوائية بل مخطط لها ببراعة واقتدار، ونعرف أيضًا الدور المحورى الذى تقوم به قطر لخدمة مصالح القوى العالمية وعلى رأسها أمريكا، ونعرف لماذا رغم الضغوط السياسية والاقتصادية التى تمارسها مصر ودول الخليج عليها وكل الأدلة المعلنة عن مساندتها للإرهاب لكنها لا تلقى بالا لذلك، وتجد المساندة من القوى الدولية المختلفة، خاصة أمريكا وأوروبا، ذلك لأن لغة المصالح والاقتصاد هى التى تتحدث.