الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيناء التي لا تعرفونها

الكاتب الصحفي نصر
الكاتب الصحفي نصر عبدة مدير تحرير البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على أرض الفيروز، على أرض العزة والكرامة، على أرض سيناء الغالية يقام عدد من المشروعات القومية الكبرى رغمًا عن أنف الإرهاب ومن يدعمه ويموله ويقف خلفه.

فى الوقت الذى يسعى فيه المخربون لنشر سمومهم وإرهابهم فى سيناء تشيد الدولة المصرية العديد والعديد من المشروعات التى تثبت وتؤكد أن مصر قادمة وبقوة، تثبت أن مصر واعدة رغم التحديات، وأن وطنًا به شعب مثل المصريين لن ينكسر ولن يسقط أبدًا. وكما كانت سيناء شاهدة طوال التاريخ على عظمة المصريين، فها هى تشهد من جديد شرايين التنمية وهى تمتد وتنتشر بين ربوعها، وتشهد أيضًا على دخول مصر عصر المشروعات العملاقة فى القرن الحادى والعشرين، والتى تسهم فى بناء مفاصل الاقتصاد القومي، وتعمل على استعادة الريادة السياسية والاقتصادية لمصر مرة أخرى.

قد لا تصدق ما يحدث فى سيناء الآن، وقد تصفه بالمبالغ فيه، ولكن إذا زرت أرض الفيروز سترى بنفسك تلك المشروعات تقف شامخة أمام الجميع، فمن مدينة الإسماعيلية الجديدة، إلى شبكة الأنفاق، وقناة السويس الجديدة، ومحور التنمية، وأكبر مشروع للاستزراع السمكى فى العالم، ستصل إلى يقين بأن أرض الفيروز هى مستقبل مصر، وأن الإرهاب لا مكان له على أرض التنمية.

وكما انتصر المصريون على أرض الفيروز فى الحروب، ينتصرون الآن بتنفيذ المشروعات القومية التى تضمن دخول مدن القناة بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة عصر الاستثمار والتنمية.

على أرض سيناء تجد مشروع أنفاق قناة السويس، والتى تعد من أكبر الأنفاق التى نفذت فى مصر، واستغرق العمل بها ٥٥٠ يوما، لتربط الشرق بالغرب، وتقضى على متاعب المصريين فى التنقل بين سيناء والوادي، وتساهم بنسبة كبيرة فى توفير فرص الاستثمار.

تقع الأنفاق أسفل قناة السويس بمنطقة شمال الإسماعيلية، وتربط الطريق الدائرى بالإسماعيلية وطريق بورسعيد وطريق رأس سدر والقنطرة شرق، كما يتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل ٥٠٠ متر من طول النفق، والتى تستخدم فى عمليات إخلاء الأفراد فى حالات الطوارئ، لزيادة معدل الأمان. فى المرحلة الأولى للأنفاق تم حفر أكثر من ٣.٥ كيلومتر بالمدخل الشمالي، و٣ كيلومترات فى المدخل الجنوبي، وانتهت ماكينات الحفر العملاقة من أعمالها، وبعدها سيتم الانتهاء من أعمال المرافق للنفقين من الكابلات والممرات العرضية، لمداخل ومخارج الأنفاق، استعدادا للافتتاح الرسمى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٨. تحقق أنفاق قناة السويس نقلة كبيرة فى إطار التنمية فى سيناء، وسهولة حركة التجارة، وتنهى العديد من المشكلات التى تعيق الحركة من وإلى سيناء. مشروع قومى عملاق، يربط سيناء العزيزة على قلوبنا جميعًا بالوادي، لتلتحم شبه الجزيرة بما عليها من مشروعات بأرض الوطن وليعزف المصريون من جديد سيمفونية الريادة الاقتصادية.

وعلى أرض سيناء أيضًا أكبر مشروع استزراع سمكى فى العالم، والذى يؤكد أن قاموس المصريين لا يعرف الفشل، ومشروع الاستزراع السمكى يقام ضمن مشروعات تنمية قناة السويس، وهو خير دليل على أن ذلك المشروع سيكون قاطرة مصر فى التنمية من خلال إنشاء أكبر المزارع السمكية عالميًا وإحداث طفرة اقتصادية، وعندما تذهب إلى هناك ستجد أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى لأحواض الاستزراع السمكى فى سيناء فى إبريل ٢٠١٥ وشملت ٤٦٠ حوضًا، وتصل مساحة الحوض الواحد (٣٥ مترًا × ٢٠٠ متر)، وشملت تلك المرحلة ١٣٨٠ حوضًا، تم افتتاحها تزامنا مع افتتاح قناة السويس الجديدة، ويشتمل المشروع على ٤٤٤١ حوضًا على مساحة ٢٤٠٠ هكتار على الحدود الشرقية لأحواض الترسيب بقناة السويس، ليضخ ١٠٠ طن يوميًا كإنتاج يستفيد منه المصريون وتسد منه مصر فجوتها الغذائية.

على أرض سيناء وفى مياه قناة السويس تجد السفينة أحمد فاضل.. أكبر سفينة دعم لوجيستى فى الشرق الأوسط، تقف شامخة يرفرف عليها علم مصر، وتعد السفينة «أحمد فاضل»، أكبر وحدة متعددة الأغراض وإمدادات ودعم لوجيستى بالشرق الأوسط، ومن أكبر سفن خدمات شركات ومنصات البترول التى تعمل بنظام DP٢، الذى يضمن تثبيت الوحدة فى نقطة محددة بالبحر دون الحاجة إلى رمى مخاطيف وقدرة ماكينات ٩٨٠٠ كيلووات.

وتدخل السفينة الجديدة الخدمة والعمل مع منصات لاكتشاف الغاز والبترول، كدليل على مضى هيئة قناة السويس فى تطبيق سياسة تطوير شركاتها، وتسلمت شركة «التمساح» سفينة الإمدادات أحمد فاضل DP ٢ OSV M/V، وهى سفينة عملاقة لخدمات البترول والإنقاذ، والتى شيدتها ترسانة «جوانزو» الصينية، وقامت ببنائها شركة CSSC، وهى من كبرى الشركات الصينية فى مجال بناء السفن بتكلفة ٤٠ مليون دولار، ويبلغ طول السفينة ٩٠ مترًا وعرضها ١٨.٨ متر، وحمولتها الكلية ٤٧٤٤ طنًا، ومجهزة بونش رئيسى حمولة ٧٥ طنًا، ويعمل بخاصية AHC، مما يسمح بحمل أثقال تصل إلى ٤٠ طنًا وتثبتها فى نقطة محددة تحت سطح البحر بعمق ٢٠٠٠ متر، وتتميز السفينة بقدرتها على المناورة وسرعة رد الفعل، كما تحتوى على مهبط طائرات الهليكوبتر العملاقة طراز سوبر جامبو.

هذه هى سيناء يا سادة، رمز العزة والكرامة، باتت من جديد رمزًا للتطوير والتنمية والتقدم والازدهار، وإلى لقاء.